تتسارع المحاولات على مدار العالم لحل أزمة المناخ لكن الأمل يتلاشى أمام الحقيقة الصادمة إن الأرض قد فقدت السيطرة على مسارها وإن المخاطر تتفاقم بسرعة وبشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية
كان آخرها التحذيرات الخطيرة التي أطلقها البروفيسور ريتشارد بيتس من هيئة الأرصاد الجوية البريطانية الذي أكد أن كوكبنا يسير بعيداً عن الهدف الذي حددته اتفاقية باريس للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري والتي كانت تهدف إلى إبقاء الارتفاع في درجة الحرارة دون 1.5 درجة مئوية.
تشير البيانات إلى أن التوقعات لم تعد تكشف عن أمل بل عن كارثة قد تكون أسوأ مما نتخيل فبينما كانت الاجتماعات الدولية تتوالى في محاولة لإيجاد حلول لا تزال نسبة ثاني أكسيد الكربون في تصاعد مستمر لتصل إلى مستويات غير مسبوقة فما تم الكشف عنه في العام الماضي من قياسات في جزيرة ماونا لوا في هاواي يعكس فشل كل الجهود السابقة إذ سجلت أعلى زيادة سنوية في مستوى ثاني أكسيد الكربون منذ بداية التسجيل في عام 1958 ليصبح الوضع أكثر تعقيداً مما كان عليه سابقاً.
تزداد المأساة تعقيداً مع تقارير الأقمار الصناعية التي أظهرت ارتفاعاً غير مسبوق في مستويات ثاني أكسيد الكربون في مختلف أنحاء العالم حيث يساهم تغير المناخ في تفاقم الوضع بشكل سريع بسبب الظروف الجوية القاسية التي تجتاح كوكب الأرض من حرارة وجفاف منتشرة على نطاق واسع يعود بعضها لظاهرة النينيو ويضاف إليها تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري التي تغذي الكارثة بشكل مباشر.
تضاف إلى تلك الحقائق المأساوية حقيقة مرعبة أن عام 2024 قد سجل رقماً قياسياً جديداً باعتباره العام الأكثر سخونة في تاريخ كوكب الأرض حيث تجاوزت درجات الحرارة المعتادة مستوياتها الطبيعية لتصل إلى أكثر من 1.5 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية لأول مرة في التاريخ مما ينذر بعواقب غير متوقعة على الحياة البشرية والبيئة.
وبرغم أن هذا لا يعني الفشل الكامل في تحقيق الهدف العالمي إلا أن استمرار تزايد معدلات الاحترار يجعل من الصعب جداً تحقيق توازن مناخي مستدام.
لم يتوان البروفيسور بيتس عن التأكيد على أن الظاهرة باتت تهدد استقرار كوكب الأرض فقد أصبح واضحاً أن ارتفاع درجة الحرارة سيستمر في المستقبل القريب بل من المتوقع أن نشهد مزيداً من الارتفاع في درجات الحرارة في السنوات القادمة بسبب تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي لم يجد له أي حل فعّال حتى الآن.
تشير هذه الحقائق إلى أننا نعيش في وقت حاسم لا يمكننا تجاهل تبعاته القادمة فالوقت يداهمنا والمستقبل بات على المحك.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
