نشر ت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية وثائق مسربة تكشف عن تقديم شركة جوجل أحدث تقنياتها في مجال الذكاء الاصطناعي إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي في بداية حرب غزة
وفضحت الصحيفة من خلال هذه الوثائق أن موظفي جوجل ساهموا في إتاحة هذه التقنيات للجيش الإسرائيلي منذ الأسابيع الأولى للحرب وفقًا للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة
واجهت شركة جوجل احتجاجات واسعة من موظفيها بسبب العقد المعروف باسم “نيمبوس” الذي تربطها بجيش الاحتلال والذي أثار مخاوف بشأن استغلال التكنولوجيا لأغراض عسكرية وإضرار الفلسطينيين قامت جوجل في استجابة لهذه الاحتجاجات بفصل أكثر من 50 موظفًا العام الماضي بعدما عبّروا عن رفضهم لهذا العقد ورفعوا شكاواهم بشأنه
صعّد موظف في قسم الحوسبة السحابية بجوجل طلبات من وزارة الحرب في الاحتلال الإسرائيلي للحصول على تقنيات أكثر تطورًا من الشركة وطلب هذا الموظف إتاحة الذكاء الاصطناعي بشكل موسع حسب ما أظهرت الوثائق وتسارعت المطالبات نتيجة التهديد باللجوء إلى شركة أمازون المنافسة في حال عدم استجابة جوجل للمطالب الملحة لتوسيع نطاق تقنيات الذكاء الاصطناعي للاحتلال
واصلت جوجل دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى نوفمبر 2024 رغم الخراب الذي خلفته الغارات الجوية التي دمرت جزءًا كبيرًا من غزة وفي أواخر الشهر نفسه قدم موظف طلبًا رسميًا للحصول على تقنية الذكاء الاصطناعي Gemini التابعة لجوجل بهدف تطوير مساعد ذكي يخدم الجيش في التعامل مع الوثائق والصوت لتسريع عملياتهم العسكرية
استمر التزام جوجل بالصمت حيث رفضت الشركة والاحتلال الإسرائيلي وأمازون التعليق على هذه الوثائق على الرغم من خطورة ما كشفت عنه وتشير الوثائق إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استمر في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام الإدارية وتوسيع قدراته في مراقبة وتحليل البيانات دون الإفصاح عن التفاصيل الدقيقة حول كيفية استغلال هذه التكنولوجيا في العمليات العسكرية
أفاد تقرير سابق بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استخدم برنامج “هابسورا” الذي تم تطويره داخليًا ويعتمد على مئات الخوارزميات لتحليل البيانات واعتراض الاتصالات وصور الأقمار الصناعية لتحديد الأهداف العسكرية المحتملة وشملت هذه الأهداف الأنفاق والصواريخ الموجهة لكن بعض قادة الاحتلال عبروا عن مخاوفهم بشأن دقة التكنولوجيا وإمكانية تأثيرها على جودة التحليل الاستخباراتي
تعمل إسرائيل منذ سنوات على تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية بما فيها جوجل وأمازون وتوضح الوثائق أن الاحتلال الإسرائيلي استفاد بشكل مباشر من الحوسبة السحابية الذكية لتسريع العمليات العسكرية وتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعرف على الأهداف ومعالجة الصور الملتقطة من الطائرات والمراقبة
استمرت جوجل في شراكتها المثيرة للجدل مع الاحتلال منذ عام 2021 بعد توقيع عقد “نيمبوس” الذي بلغت قيمته مليارات الدولارات حيث تعاقدت الشركة على بناء مراكز بيانات في إسرائيل وتوفير تقنيات التخزين السحابي للحكومة الإسرائيلية وشمل العقد العسكري والذي رافقه احتجاجات من موظفي جوجل وأمازون اعتراضات قوية على التعاون العسكري مع الاحتلال الإسرائيلي
نسخ الرابط تم نسخ الرابط