تتوالى الأحداث في إقليم وسط الصعيد الثقافي بعد صدور قرار الدكتور أحمد هنو رقم 551 لسنة 2024، الذي قضى بإقالة ضياء مكاوي من منصبه كمدير عام فرع ثقافة أسيوط.
وقد أنتهت أيضاً فترة مكاوي بعد تسيير أعمال رئاسة إقليم وسط الصعيد الثقافي، لكن مع ذلك يواصل ضياء مكاوي استخدام طرق غير قانونية للعودة إلى المشهد.
يكشف موقع “أخبار الغد” عن فساد ممتد وتعاون من أسماء مقربة من مكاوي لتحقيق طموحاته الشخصية وإعادة نفوذه على إدارة فرع الثقافة في أسيوط.
سعى محمد علي عبدالغني، خريج كلية الإعلام، لمنصب مدير عام فرع ثقافة أسيوط، فقد عمل عبدالغني في مكتبة قصر ثقافة أسيوط،
وتدرج في الوظائف حتى أصبح مدير عام إدارة التدريب بإقليم وسط الصعيد الثقافي، لكنه لم يشغل أي منصب تنفيذي حقيقي طوال مسيرته.
اتسم عمله بالطابع الإداري البحت، ولم يحقق أي إنجاز يُذكر في المشروعات التنفيذية. كما يبدو من سيرته أنه لا يمتلك الخبرة الكافية لقيادة الفرع في هذا التوقيت الحرج
ظهر أيضًا سعي أحمد سيد مهني، الحاصل على ليسانس وثائق ومكتبات، كأحد المرشحين. رغم كفاءته المحدودة، تولى مهني لفترة قصيرة في مناصب تنفيذية كمدير قصر ثقافة أبو تيج ثم قصر ثقافة صدفا، وأخيرًا إدارة المكتب الفني بإقليم وسط الصعيد.
إلا أن فترة رئاسة ضياء مكاوي شهدت تهميشه، ولم يكن له أي دور يُذكر خلال تلك الفترة. تقاعست وزارة الثقافة عن منحه الفرصة لإبراز كفاءاته، وهو ما يعكس حالة الإهمال التي طالته، ويبرز تأثير مكاوي على المشهد الثقافي.
واستغل محمد جابر المتولي، الحاصل على بكالوريوس تجارة، لترشيح نفسه للمنصب أيضًا، رغم افتقاره للكفاءة والخبرة ورغم نشاطه في مجال الشعر الحديث، إلا أنه معروف بتسرعه وتهوره، حيث يميل إلى تكوين تحزبات وخلق عداوات بين العاملين في الإقليم، ما زاد من حدة الانقسامات الداخلية.
كما دشن صالونًا أدبيًا بهدف التربح المادي ودعوة الأدباء والشعراء من محافظات أخرى للترويج لنفسه، وهو ما يعكس انتهازيته المعروفة. مثل هذه الشخصيات لا تصلح لتولي قيادة ثقافية في ظل هذه الظروف،
وهو ما لم تتخذ الهيئة العامة لقصور الثقافة أي إجراء حاسم حياله وكذلك لم تتخذ الهيئة أي إجراء لوقف ممارساته التي تهدد استقرار العمل الثقافي بالإقليم.
وكذلك سعي أحمد حمزة، الحاصل على درجة آداب لغة عربية، وسط شكوك كبيرة حول نواياه، حيث ظل ارتباطه الوثيق بضياء مكاوي يثير التساؤلات.
كان حمزة يشغل دورًا محوريًا في دعم الفساد الذي زرعه مكاوي، حيث عمل كذراع يمينه وشريكه في توزيع المكافآت والجهود حسب الأهواء الشخصية والمحاباة.
حصل حمزة على ترقيات عديدة في المناصب بفضل هذا الدعم، فتم تعيينه مديرًا لبيت ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر في أسيوط بتزكية من ضياء مكاوي مدير عام إدارة الفرع سابقا، رغم أنه لم يكن يملك أي استحقاق قانوني أو ثقافي لهذا المنصب فقد تم تعيينه مدرب نادي تكنولوجيا معلومات ثم مسئول نوادي التكنولوجيا بالفرع.
أثبت حمزة فشله التام في تقديم أي إضافة حقيقية للثقافة في المحافظة، بل استمر في استغلال منصبه لتحقيق مصالحه الشخصية.
وبالرغم من تأثيره الكبير في الإقليم، لم تتحرك وزارة الثقافة أو الهيئة العامة لقصور الثقافة لمحاسبته أو تقليص نفوذه.
هذه العلاقة غير القانونية بين حمزة ومكاوي جعلت الأول أحد أبرز أذرع الفساد التي استفادت من تواجد الأخير في منصبه، دون أي إجراءات لوقف تلك الفوضى.
وكما تسعي وسام درويش حنفي، الحاصلة على دبلومتين تربويتين مشكوك في قانونيتهما، لتولي المنصب.
وسام هي واحدة من الشخصيات التي ارتقت وحصلت على مناصب ثقافية بفضل الوساطة دون أن تمتلك أي مؤهلات فنية أو إدارية، حيث حصلت على التعاقد مع قصور الثقافة بفضل تدخلات والدها، الشاعر المعروف درويش الأسيوطي.
ارتقت وسام بسرعة في المناصب، حيث تم تعيينها مديرة قصر ثقافة أسيوط في مخالفة واضحة للقانون. رغم فشلها في إدارة الفعاليات الثقافية وضعف مستواها الفني، استمرت وسام في ممارسة أدوارها المشبوهة، ولم تواجه أي مساءلة من قبل الهيئة.
وبدون موهبة أو كفاءة إدارية، استمرت في تسلق المناصب بفضل قربها من ذوي النفوذ. فسادها المستمر طيلة السنوات الماضية لم يقابله أي رد فعل حاسم من الهيئة، وهو ما يعكس تواطؤها مع تلك الأفعال.
وفي ظل هذا المناخ الفاسد المنتشر، ظهرت وبرزت صفاء كامل حمدان كواحدة من الشخصيات القليلة التي تستحق المنصب. حصلت صفاء على بكالوريوس فنون جميلة، ودبلومتين في التصوير وعلم النفس، بالإضافة إلى ماجستير في النحت، وتعد من القلة التي قدمت خدمات فعلية للفنون والثقافة في أسيوط.
كالشخصية الوحيدة المؤهلة لتولي منصب مدير فرع ثقافة أسيوط. قدمت صفاء العديد من الإسهامات الفنية المتميزة،
حيث قامت بتصميم العديد من برامج التدريبات الفنية والعلاج بالفن وورش إعادة التدوير، لكن تم التنكيل بها خلال فترة تولي ضياء مكاوي لرئاسة فرع ثقافة أسيوط، وتم تحويلها للتحقيق بناءً على اتهامات واهية.
استمر التنكيل بها رغم براءتها المثبتة، وذلك ضمن مساعي مكاوي وأنصاره في عرقلة تقدم أي شخصية متميزة في الفرع.
أما محمد شافع، مدير بيت ثقافة البداري سابقًا، الذي يسعي للحصول علي منصب مدير عام فرع ثقافة أسيوط فقد فشل هو الآخر في تقديم أي إضافات حقيقية. رغم موهبته في الشعر،
إلا أن شخصيته العصبية وسرعته في الغضب تجعل منه غير مؤهل لقيادة أي منصب في ظل الظروف المتأزمة. ويواصل شافع تنفيذ ندوات عميقة المعنى، لكنها معدومة الجماهير، مما يعكس عزلته عن الجمهور وتفاعل الفرع معه.
ويسعي خالد خليل، الحاصل على بكالوريوس تجارة، الي منصب مدير عام فرع ثقافة أسيوط فهو يشغل منصب مالي وإداري رغم عدم أهليته لذلك، حيث تم تعيينه من قبل ضياء مكاوي.
لا يمتلك خليل أي خلفية عن العمل التنفيذي، ولم يُجرب التعامل مع الأدباء والفنانين، مما يزيد من المخاوف حول تأثير مكاوي المستمر عليه وكما فشل خليل في تنفيذ أي مشروعات ثقافية،
وظل بعيدًا عن تفاصيل العمل الإداري والفني، لكنه استفاد من علاقته بمكاوي ليظل في منصبه. تواطأت الهيئة العامة لقصور الثقافة مع هذا التعيين المخالف للوائح دون اتخاذ أي خطوات تصحيحية.
يستمر الحديث عن تواجد ضياء مكاوي في فرع ثقافة أسيوط بعد إقالته. وكما يضغط مكاوي على الهيئة العامة لقصور الثقافة لإعادته إلى منصبه بالرغم صدور قرار له بمنصب أستشاري إدارة عامة، ويواصل إرسال جواسيسه لمراقبة تنفيذ الفعاليات.
ويواصل مكاوي ممارسة سياساته القمعية، حيث أرسل جواسيسه لمراقبة الفعاليات الثقافية وتحريض العاملين على تجميد أنشطة الأدب والضغط على قرارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.
توعد مكاوي كل من يعارضه بالانتقام، مهددًا بإعادة فرض الإتاوات على العاملين مقابل الرضا عنه التي كان يفرضها سابقًا على العاملين، سواء باللحوم أو الدواجن أو غيرها من الهدايا التي كان يحصل عليها مقابل تسيير أعمالهم.
ساهمت هذه الممارسات في ترسيخ الفساد بالإقليم، حيث استمر ضياء مكاوي في السيطرة على قرارات الفرع عبر شبكة من الشخصيات الفاسدة التي ساعدته في نهب الموارد والتلاعب بالوظائف والمكافآت. رفضت وزارة الثقافة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذه الشبكة، مما أتاح لمكاوي الاستمرار في تهديد استقرار العمل الثقافي بأسيوط.
هكذا يستمر نهر الفساد في إقليم وسط الصعيد الثقافي، حيث تتقاعس وزارة الثقافة وتواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة التواطؤ مع ضياء مكاوي وأذرعه المتعددة.
يستمر تهديد مكاوي بالعودة، وفرض نفوذه على العاملين، في وقت يعاني فيه الفرع من تراجع كبير في الأداء الثقافي نتيجة لهذه الممارسات
واستمر تدفق الفساد في إقليم وسط الصعيد الثقافي، ولم تتخذ وزارة الثقافة أي خطوات جادة لتنظيف الفرع من المتورطين في هذه الشبكة. تواطأت الهيئة العامة لقصور الثقافة مع هذه الممارسات، مما جعل مستقبل العمل الثقافي في الإقليم على المحك.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط