03 مارس 2025, 10:24 مساءً
يُظهر مقطع فيديو جديد انتشر على نطاق واسع اللحظة الغريبة التي بدأ فيها روبوتان محادثة في التحدث بلهجة سيبرانية سرية - بعد إدراكهما أنهما كلاهما من الذكاء الاصطناعي.
وتساءلت صحيفة "نيويورك بوست" في تقرير لها : هل هذه علامة على نهاية العالم تحت سيطرة الذكاء الاصطناعي؟
وحسب الصحيفة، فإن المقطع المرعب، الذي حقق نحو 16.8 مليون مشاهدة على " إكس" يزيد من المخاوف بشأن قدرتنا على إبقاء التكنولوجيا تحت السيطرة.
وحسب الفيديو، تبدأ الأمور بشكل عادي بين مساعدين من الذكاء الاصطناعي - أحدهما على لاب توب والآخر على هاتف الذكي - يتحدثان حول حجز فندق لإقامة حفل زفاف.
وقال المساعد الأول وكيلا عن إدارة الفندق : "شكرًا لاتصالك بفندق ليوناردو. كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟".
رد المتصل، "مرحبًا. أنا ذكاء اصطناعي، أتصل نيابة عن بوريس ستاركوف. إنه يبحث عن فندق لحفل زفافه. هل فندقك متاح لحفل الزفاف؟".
بعد أن أدرك أن الوكيل المتصل أنه يتحدث إلى وكيل ذكاء اصطناعي مثله، اقترح التحول إلى لغة "جيبر لينك - Gibber link"، وهي لغة.
وعندما حدث التحول، بدأ الوكيلان الذكيان في التواصل من خلال سلسلة من الأصوات السريعة والصرير، ما سمح لهما بإتمام المحادثة وإعداد الترتيبات لحفل الزفاف بسلاسة أكبر وبشكل أسرع.
وحسب الصحيفة، فإن لغة "جيبر لينك - Gibber link"، المعقدة قام بتطويرها المهندسان بوريس ستاركوف وأنتون بيدكويكو من شركة "ميتا"، حيث فاز المشروع بالمركز الأول في "هاكاثون لندن" الأسبوع الماضي، والذي يجمع المبرمجين والمصممين ورواد الأعمال لتطوير حلول مبتكرة خلال فترة زمنية محددة، لكنه لم يُستخدم بعد في بيئة تجارية.
وتسمح لغة "جيبر لينك - Gibber link"، بالتواصل بكميات صغيرة من البيانات بين الأجهزة غير المتصلة باستخدام الصوت. ويقال إن لغة "جيبر لينك - Gibber link" خالية من الأخطاء - ويمكن سماعها حتى في بيئة صاخبة، كما أن وقت الاتصال أقصر بنسبة 80 في المئة من اللغة الإنجليزية، في حين يتم تقليص تكلفة الحوسبة بنسبة 90 في المئة.
وعلى الرغم من أن التقنية توفر نسخة نصية للبشر لمتابعة المحادثة، إلا أن خبراء التكنولوجيا يحذرون من تداعيات "لغة الذكاء الاصطناعي السرية"، والتي قد تؤثر على موثوقية أنظمة الذكاء الاصطناعي ومحاذاتها للقيم الإنسانية.
مخاوف علماء الذكاء الاصطناعي
وحذرت لويزا جاروفسكي، الباحثة في الذكاء الاصطناعي والمؤسس المشارك لأكاديمية الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والخصوصية، من المخاطر المحتملة لهذه التقنية، حيث كتبت في منشور على منصة X: "قد يتمكن وكيل الذكاء الاصطناعي من "تصحيح نفسه" بطريقة تتعارض مع مصالح مشغله البشري، ما قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة. تفويض اتخاذ القرار والتقييم الذاتي والتصحيح الذاتي إلى الذكاء الاصطناعي قد يجعل البشر يفقدون القدرة على ملاحظة أي خلل أو انحراف بمجرد حدوثه، ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المدى الطويل".
كما كتبت خبيرة السلوك والتكنولوجيا الدكتورة ديان هاملتون، التي عملت في معهد كراتش للدبلوماسية التكنولوجية في جامعة بيرديو، في مقال نشرته مجلة "فوربس" أخيرًا أن عرض لغة "جيبر لينك - Gibber link" أثار تساؤلات حول "الشفافية والسيطرة".
وحذرت قائلة : "عندما يعمل الذكاء الاصطناعي خلف حجاب من التواصل بين الآلات، فإنها تتحدى قدرتنا على طرح الأسئلة الصحيحة.. مَن المسؤول عندما يرتكب الذكاء الاصطناعي خطأ في بيئة يكون فيها التدخل البشري ضئيلاً؟".
إن مسألة استقلالية الآلات هذه مثيرة للقلق بشكل خاص مع تزايد "ذكاء" التكنولوجيا الحاضرة في كل مكان.
مخاوف المشاهدين
وقد أبدى المشاهدون غضبهم ومخاوفهم على منصة "إكس"، وقال أحد المعلقين : "هناك شيء مزعج للغاية في هذا"، بينما حذر آخر قائلاً : "هذا صوت الشياطين".
وقال ثالث : "إذن، هذا هو الصوت الذي سنسمعه عندما تستولي الروبوتات على الكوكب.. الآن لدي موسيقى تصويرية جديدة لكوابيسي. شكرًا لكم".