حقق حزب بهاراتيا جاناتا، بقيادة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، فوزًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية لإقليم العاصمة الوطنية دلهي.
حصل الحزب على 48 مقعدًا من أصل 70، في حين نال حزب عام آدمي، الذي كان يحكم الإقليم منذ 2015، 22 مقعدًا فقط. وجاء هذا الانتصار ليضع نهاية لسيطرة الأحزاب المعارضة لحزب بهاراتيا جاناتا، التي استمرت لمدة 26 عامًا.
تمكن حزب بهاراتيا جاناتا من كسر احتكار السلطة في دلهي، حيث بدأ هذا الاحتكار مع حزب المؤتمر الوطني الهندي بين عامي 1998 و2015، ثم تولى حزب عام آدمي السلطة منذ ذلك الحين وحتى الانتخابات الحالية.
يأتي هذا الانتصار على الرغم من تراجع حزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات البرلمانية لعام 2024، حيث فقد أغلبيته واعتمد على شركائه في التحالف لتشكيل الحكومة المركزية.
استغل حزب بهاراتيا جاناتا الانتخابات الإقليمية لتعزيز نفوذه على مستوى الولايات. واعتبر المحللون أن فوز الحزب في دلهي سيؤثر بشكل كبير على مستقبل السياسة الهندية.
ويرى نيلانجان موخوبادياي، الكاتب المتخصص في القوميين الهندوس، أن هزيمة حزب عام آدمي ستسهم في تعزيز فرص حزب بهاراتيا جاناتا للسيطرة على البلديات في دلهي خلال الانتخابات المقبلة.
من جهته، أشار سيدهارث ميشرا، رئيس مركز الإصلاحات والتنمية والعدالة في الهند، إلى أن فوز حزب بهاراتيا جاناتا سيزيد من الانقسامات بين أحزاب المعارضة، مما سيضعف قدرتها على تكوين تحالفات قوية ضد الحزب الحاكم.
وأوضح أن هذه الانقسامات ليست جديدة، بل ظهرت سابقًا في انتخابات الجمعية التشريعية لولاية هاريانا، حيث أثر حزب عام آدمي على أصوات حزب المؤتمر الوطني الهندي.
شهدت السياسة الهندية تحولات كبيرة منذ الانتخابات البرلمانية لعام 2024، حيث لم تكن المعارضة قادرة على تشكيل جبهة موحدة.
وأشار موخوبادياي إلى أن هذه الانتخابات أظهرت ضعف التنسيق بين أحزاب المعارضة، وأنها لم تتمكن من إجراء محادثات ائتلافية جدية منذ ذلك الحين.
يأتي هذا الانتصار في وقت يحتفل فيه أنصار حزب بهاراتيا جاناتا بنجاحهم في انتخابات دلهي، وهو الفوز الثالث على التوالي للحزب على مستوى الولايات. ووفقًا للمحللين، فإن هذا النجاح سيزيد من ثقة الحزب وسيعزز قدرته على العودة كقوة سياسية قوية على المستوى الوطني.
أوضح ميشرا أن التحالف الوطني الديمقراطي، الذي يضم حزب بهاراتيا جاناتا وعدة أحزاب أخرى، أظهر تنسيقًا قويًا خلال الانتخابات الأخيرة.
وأكد أن هذا التنسيق كان واضحًا من خلال دعم حزب تيلوجو ديسام وحزب جاناتا دال المتحد للحزب في دلهي. كما أشار إلى أن هذا الفوز سيؤثر على تحالفات أخرى، حيث من المتوقع أن يشهد المشهد السياسي انشقاقات إضافية بين الأحزاب المعارضة.
وفيما يتعلق بهزيمة حزب عام آدمي، أشار ميشرا إلى أن زعيم الحزب، أروند كيجريوال، لم يكن جادًا في إدارة دلهي، بل ركز جهوده على توسيع نفوذ حزبه في ولايات أخرى. كما أن العديد من المشاكل المحلية مثل أزمة القمامة وتلوث الأنهار لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الحكومة الإقليمية.
أضاف ميشرا أن حزب عام آدمي حاول استمالة الناخبين القوميين الهندوس من خلال تأييده لقرار حكومة ناريندرا مودي بإلغاء الوضع الخاص لإقليم جامو وكشمير، وزيارة كيجريوال لمعبد أيوديا. لكن هذه الجهود لم تؤثر على القاعدة الانتخابية لحزب بهاراتيا جاناتا، الذي نجح في الحفاظ على دعم قوي بين القوميين الهندوس.
وأكد موخوبادياي أن أحزاب المعارضة بحاجة إلى الاتحاد لمواجهة حزب بهاراتيا جاناتا، وإلا ستستمر في الخسارة. وأوضح أن التنسيق بين حزب عام آدمي وحزب المؤتمر كان سيمنحهم فرصة للفوز بمقاعد إضافية، وهو ما يعكس أهمية توحيد الجهود لمواجهة القوة السياسية الصاعدة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط