![](https://www.ghadnews.net/wp-content/uploads/2025/02/%D8%AF.%D8%A7%D9%94%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%86%D9%88%D8%B1-1.jpg)
علي الرغم من تصريحات ترامب التي تتسم بالصراحة والوقاحة، وعلى الرغم من مواقف الزعماء العرب مابين الرفض الرسمي المعلن والتخاذل الفعلي والواقعي، فإن للأرض رجال يعشقونها حبا بحب ومن دون سبب .
واذا رأيتم الصمود والتضحيات ربما تدركون من خلفياته الأسباب.
فمن له حق أن يبيع الوطن ومن سوف يشتريه وما هو الثمن ؟!،وهل هناك أغلى من بذل الروح تلو الروح تلو الروح، فإن العشق لا يدانيه ثمن ، استدعي من تريد من حكام العرب فما أضعف الطالب وما أوهن المطلوب .ليس لهم من الأمر شيء !!
يقول ابن العربي: “كلّ حُبٍّ يُعرَف سببه لا يُعوّل عليه”. هذه العبارة تعكس المشاعر الجياشة التي يحملها الفلسطينيون لأرضهم، حبٌّ بلا سبب مادي، لكنه متجذر في أعماق التاريخ والدين والثقافة.
عشق أبدي لفلسطين والقدس
تقول إحدى المقدسيات عن حبها لوطنها:
“مُمتنة بفيضٍ كبيرٍ لتفاصيل مقدسية أحببتها دون سبب، مُمتنة لغزة هاشم، مُمتنة ليافا عروس البحر، والأفضل أن أقول بأنني مُمتنة لفلسطين كلها للأبد بلا سبب..”
هذه المشاعر تمثل ارتباطًا روحيًا لا ينفصل، فالقضية الفلسطينية ليست مجرد صراع سياسي، بل هي معركة وجودية تعكس هوية الأمة وكرامتها.
قدسية القضية الفلسطينية
فلسطين ليست مجرد أرض محتلة، بل هي الأرض التي باركها الله، أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين. لم يرتفع شأن المسلمين في زمن إلا وكانت القدس في أيديهم. وعبر التاريخ، كانت القدس عنوانًا لعزة المسلمين، كما حدث يوم فتحها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الفتح الإسلامي للقدس: دروس من التاريخ
في العام 15 هـ، رفض البطريرك صفرونيوس تسليم مفاتيح القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب، قائلًا: “لقد قرأنا في كتبنا أوصافًا لمن يتسلم مفاتيح مدينة القدس، ولا نرى هذه الأوصاف في أي واحد من قادتكم”.
عندما وصل عمر رضي الله عنه، كان يسير على قدميه وغلامه راكبًا، وعندما رأى صفرونيوس ثوبه المرقع، قال له: “أنتَ الذي قرأنا أوصافه في كتبنا”.
بعدما استلم عمر مفاتيح القدس، سجد شكرًا لله وقال كلمته الشهيرة:
“أبكي لأنني أخشى أن تـُفتحَ عليكم الدنيا فينكر بعضكم بعضًا، وعندها يُنكركم أهل السماء.”
المؤامرات على فلسطين: من وعد بلفور إلى صفقة القرن
منذ وعد بلفور وحتى اليوم، تحولت القضية الفلسطينية من قضية إسلامية إلى قضية عربية، ومن ثم حُصرت لتصبح مجرد “القضية الفلسطينية”، في محاولة لعزلها عن محيطها العربي والإسلامي.
كما نجحت إسرائيل في تحويل الصراع إلى نزاع داخلي بين الفصائل الفلسطينية، خاصة بين فتح وحماس، مما أدى إلى انقسامات خطيرة أفادت الاحتلال.
حرب غزة 2023: المقاومة تقلب الطاولة
مع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية، ومع تنفيذ خطط التهجير والتطبيع، كان لا بد للمقاومة من ردٍّ حاسم. وبحسب معلومات وصلت لقيادة المقاومة، فإن إسرائيل كانت تستعد لتوجيه ضربة قاصمة لإنهاء القضية الفلسطينية.
لكن المقاومة لم تنتظر، بل بادرت بضربة استباقية أربكت الاحتلال، فيما عُرف لاحقًا بـ”طوفان الأقصى”.
مكاسب المقاومة من الحرب
• 1.إسقاط أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”: أظهرت المعارك هشاشة الجيش الإسرائيلي، وانكشفت نقاط ضعفه أمام العالم.
• 2.إعادة تدويل القضية الفلسطينية: عادت فلسطين إلى صدارة المشهد الدولي، واهتزت صورة إسرائيل أمام الشعوب الغربية.
• 3.تفوق استخباراتي: حصلت المقاومة على معلومات حساسة كشفت خفايا الموساد وخطط الاحتلال.
• 4.نجاح إعلامي: أظهر الإعلام العالمي فظائع الاحتلال، وتزايدت مشاعر التضامن مع الشعب الفلسطيني.
• 5.إحداث شرخ في الجبهة الداخلية الإسرائيلية: ازدادت الهجرة العكسية للمستوطنين، وأصبحت فلسطين أرضًا غير آمنة للاحتلال.
• 6.إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي: ارتفاع تكلفة الحرب وهروب المستثمرين وضرب السياحة.
• 7.إعادة إحياء الروح الجهادية لدى المسلمين: أصبح الجهاد والمقاومة خيارًا جادًا لدى الشباب المسلم حول العالم.
• 8.كشف الوجه الحقيقي للدول الداعمة لإسرائيل: أصبح الموقف الغربي والإقليمي أكثر وضوحًا في دعم الاحتلال بلا شروط.
• 9.إبراز أخلاق المقاومة: تعاملها الإنساني مع الأسرى المحتجزين كشف زيف ادعاءات الاحتلال حول “الإرهاب الفلسطيني”.
• 10.إثارة التساؤلات الوجودية داخل المجتمع الإسرائيلي: بدأ المستوطنون يدركون أن “أرض الميعاد” ليست كما صُوِّرت لهم، بل أصبحت أرضًا مليئة بالمخاطر.
غزة تنتصر رغم المعاناة
رغم التدمير والمجازر والإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال، فإن غزة أثبتت أن النصر لا يُقاس بالماديات، بل بالإرادة والصمود. لقد هُزمت إسرائيل أخلاقيًا وسياسيًا وعسكريًا، وأصبحت المقاومة الفلسطينية رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه.
التاريخ سيسجل أن غزة، المحاصرة منذ أكثر من 17 عامًا، وقفت وحدها في مواجهة أعتى جيوش العالم، ومع ذلك صمدت وانتزعت انتصارًا تاريخيًا.
ولا يمكن تجاوز اصحاب الأرض والحقوق في مصير أرضهم ومستقبلهم
وعلى أمريكا وإسرائيل ان تدرك أن هناك جديد على الساحة الجيوسياسية أحدثه صمود المقاومة والالتفاف الشعبي حولها.
وما يحدث الآن ليس نهاية القصة، بل فصل جديد في معركة التحرير.
وللقصة بقية…
نسخ الرابط تم نسخ الرابط