كرة القدم دائماً تتطلب التخطيط، حتى مع الاستراتيجيات الموضوعة والتنظيم، والأمر قد يستغرق أحياناً وقتاً وجهداً كبيرين لتجميع كافة الأجزاء معاً، ولتحقيق وربط النتائج والطموحات المرجوة، وهي من التحديات التي تواجهها الأندية في خلق فريق تنافسي متجانس تراهن عليه، قادر على الاستقرار والبناء والمنافسة، وأهمية الموازنة بين الحاضر ومستقبل الفريق في ظروف واقعية هو ما تتطلع إليه مجالس الإدارات.
الأندية بين أمانيَّ معلقة ومهمة لم تنتهِ بعد، وأخرى تسعى للاستمرارية والحفاظ على جاهزيتها البدنية والفنية، ومن لم يكن الأمر سهلاً عليها وتريد الخروج من نفق الخسائر المخيمة بعد تراجع مستواها وسط تزايد الضغوط الجماهيرية بتراجع الأداء، فدخلت الأندية غمار الدور الثاني من المسابقة مع سوق الانتقالات الشتوي وما بدا واضحاً الرغبة لعمل قفزة مهمة في الفرق المتقدمة والمتعثرة، عبر تعزيز الصفوف في بعض المراكز والخانات وإن كان على نحو ضيق.
من هذا المنطلق تسارع العديد من الإدارات إلى تصحيح المسار وتحسين صورتها، واستعادة بريقها في معالجة للنقاط السلبية على أمل أن تظهر ملامح التحسن خلال الجولات المقبلة، وقد يجبرها ضيق الوقت بأقصر الدروب للنظر لدكة المنافسين المحليين، أو طرق أبواب الدوريات القريبة لاستبدال مجموعة من الصفقات غير الجيدة على سبيل الإعارة أو خيار الشراء بشكل نهائي، لمن لم يندمج مع المنظومة، أو لم يبرح مقاعد البدلاء لتمنح المجموعة روحاً وطاقة جديدة، وليبقى موسمهم مجهولاً حتى نهايته.
حالة ليست اعتيادية وغير مسبوقة، يشهدها سوق الانتقالات المحلي، دونما ضجة أو اهتمام كبيرين، مع دخول العديد من اللاعبين المواطنين فترة الستة أشهر، وعدم توصل أنديتهم إلى الاتفاق بشأن التجديد، هذا ما يبدو عليه الحال مع اتجاه العديد من الأندية إلى ملء قوائمها وسد الخانات والنواقص بالتعاقد مع الأجانب والمقيمين، وأصبح أمر تكديس اللاعبين على دكة البدلاء وتجميعهم ومن ثم إعارتهم، أمراً مثيراً للاهتمام مع تعدد وتنوع المتغيرات والمسببات.