تصاعد الخروقات لاتفاق التهدئة: إطلاق نار إسرائيلي على منازل الفلسطينيين في غزة

شهدت مدينة خانيونس بجنوب قطاع غزة صباح الثلاثاء تصاعدًا جديدًا للانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق التهدئة الموقّع سابقًا، حيث أطلقت آليات عسكرية إسرائيلية النيران بصورة كثيفة باتجاه منازل وأراضي السكان الفلسطينيين في بلدة الفخاري شرق المدينة. يأتي ذلك في ظل اتهامات متكررة لإسرائيل بعدم الالتزام بالاتفاقات الإنسانية واستمرارها في انتهاك حقوق المدنيين.

خروقات متكررة وسط وقف هش لإطلاق النار

وفق شهود عيان تحدثوا لوكالة الأناضول، تعرضت عدة منازل وأراضٍ فلسطينية لطلقات نارية مباشرة أطلقتها الآليات العسكرية الإسرائيلية، ما أدى إلى إصابة الجدران بأضرار واضحة. وأكد الشهود أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية، لكن الخوف وعدم الاستقرار يتصاعدان في أوساط السكان المحليين.

في غضون ذلك، كانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أعلنت في وقت سابق عن إحصائية مروعة للخسائر البشرية منذ دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ في يناير الماضي، إذ أفاد المدير العام للوزارة، د. منير البرش، بأن “القوات الإسرائيلية قتلت 92 فلسطينيًا وأصابت 822 آخرين خلال هذه الفترة”. وأضاف أن الأطفال والنساء يمثلون أغلب الضحايا، مع استمرار تقارير عن عشرات الآلاف من المفقودين جراء القصف والانتهاكات المتصاعدة.

انتقادات دولية ومطالب بالتحقيق

ورغم الوساطة المصرية والقطرية، وبدعم من الولايات المتحدة، يستمر الوضع في التدهور. الاتفاق، الذي يفترض أن ينفذ بثلاث مراحل متتالية، يشهد تعطيلات متكررة بسبب ما وصفه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بـ”الخرق الإسرائيلي المنهجي للبرتوكولات الإنسانية”. فضلًا عن تعمد عرقلة دخول المساعدات الإغاثية إلى المناطق المتضررة.

وفيما يستمر بحث الحلول الدبلوماسية، يطالب المجتمع الفلسطيني بتفعيل آليات دولية للتحقق والمحاسبة على خلفية التصعيد الأخير بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، وهي مرحلة دموية أودت بحياة أكثر من ألف فلسطيني وجعلت عشرات الآلاف في عداد المفقودين.

تعليق من مسؤولين في غزة

وفي هذا السياق، صرّح د. منير البرش قائلًا: “إن الوضع الإنساني يشهد تدهورًا غير مسبوق في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، ونناشد المجتمع الدولي التحرك العاجل لتوفير الحماية للمواطنين في غزة”.

من جانبه، أضاف أحد المتضررين من بلدة الفخاري: “الحياة هنا أصبحت مريرة، لا نعرف متى سيتوقف إطلاق النار علينا أو متى سنجد الأمان بين جدران منازلنا. نعيش تحت تهديد دائم”.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط