تتسارع التحركات السياسية في المشهد الانتخابي المصري وسط حالة من الجمود داخل الحركة المدنية الديمقراطية مقابل تحركات مكثفة من بعض الأحزاب المعارضة والموالية
فيما تبقى التحالفات الانتخابية غير واضحة ويستمر الترقب لمستقبل اللعبة السياسية في ظل تشكل حزب الجبهة الوطنية الجديد ومع الإعلان عن استحقاقات الانتخابات البرلمانية القادمة تظل الحركة المدنية عاجزة عن بلورة موقف نهائي رغم تشكيل مجلس أمناء الحركة لجنة خاصة منذ أشهر لدراسة آليات المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
يرى المراقبون أن الحركة المدنية التي أعلنت عن تحالف انتخابي مستقل لم تتمكن حتى الآن من تفعيل هذا التحالف ولا تزال اللجنة الانتخابية غير مفعلة
بينما تواصل قيادات بارزة داخل الحركة دفعها نحو تنفيذ هذا التحالف رغم الانقسامات الداخلية التي تعاني منها الحركة لأسباب متعددة من أبرزها انشغال التيار الناصري القومي بالقضايا الخارجية على حساب الداخل مما يزيد من ضعف الحراك السياسي الداخلي ويبعد الحركة عن تحقيق توافق داخلي.
نجحت أحزاب مثل المصري الديمقراطي الاجتماعي والعدل والإصلاح والتنمية في بناء تحالفات انتخابية خاصة بها مما قد يؤثر سلباً على تحالف الحركة المدنية في حال تشكيله وفق ما أفادت به مصادر مطلعة ويزداد الجمود الذي يسيطر على الحركة مع استمرار الرهانات الخاسرة
حيث يرى أكرم إسماعيل عضو مجلس أمناء الحركة أن المشهد السياسي يشهد تراجعاً عن مسار الحوار الوطني حول الانتخابات وأن ما يحدث الآن هو مجرد إعادة لإنتاج الانتخابات السابقة دون تغيير حقيقي في المناخ السياسي المطلوب.
يزداد القلق داخل الحركة من تباطؤ خطواتها تجاه التحالف الانتخابي وسط إحباطات مستمرة داخل صفوفها من أداء الحكومة وعدم الاستجابة لمطالب المعارضة الخاصة بالقوائم النسبية في القانون الانتخابي وترى بعض الأصوات أن إنشاء حزب الموالاة الجديد هو مجرد وسيلة لتغيير اللاعبين دون تغيير في السياسات الحقيقية المتبعة.
في ظل هذه التعقيدات السياسية تواجه الحركة احتمالاً قوياً بمقاطعة الانتخابات القادمة خاصة وأن لجنتها الانتخابية غير مفعلة حتى الآن فيما تتجه بعض القيادات لدفع الحركة نحو المشاركة في الانتخابات بأي شكل كان بهدف الوصول إلى الجماهير وعرض برامجهم السياسية إلا أن غياب التوافق الداخلي يظل هو العامل الحاسم في تأخر اتخاذ قرار نهائي بشأن المشاركة.
يعتقد مجدي عبد الحميد عضو مجلس أمناء الحركة أن الحركة قد تنجح في تشكيل تحالف انتخابي صغير بعد إخلال بعض القوى المدنية بالتزاماتها ولكنه يحذر من الفشل في توسيع هذا التحالف ليشمل جميع مكونات الحركة وسط استمرار الجمود الذي يضرب صفوفها وتباطؤ إجراءاتها.
يرى سيد الطوخي رئيس حزب الكرامة أن المناخ السياسي الحالي يعوق تحركات المعارضة حيث تسعى الحكومة إلى إرباك المعارضة بتأخير صدور قانون الانتخابات مما يزيد الضغط على تحالفات الحركة المدنية ويؤثر سلباً على قدرتها في خوض الانتخابات بفاعلية
بينما يعرب هلال عبد الحميد رئيس حزب الجبهة الديمقراطية المصرية عن تفاؤله بإمكانية تكوين تحالف انتخابي قوي للحركة إذا التزمت بقواعد انتخابية احترافية معتمدة على الكوادر المنتشرة.
مع تقدم تحركات حزب الجبهة الوطنية الجديد نحو الساحة الانتخابية وتزايد الحديث عن “معارضة مستأنسة” تتجه الحركة المدنية نحو خيارات صعبة قد تصل إلى حد مقاطعة الانتخابات المقبلة
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
