أخبار عاجلة

مطالبات غريبة لرئيس الوزراء لتوفير الكهرباء بتخلي عن “الكرافتة” وسط الأزمة

يتساءل المواطن المصري، هل ستعود أزمة الكهرباء مرة أخرى؟ بينما يواجه الشعب أزمات متتالية في قطاع الطاقة، ظهر رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي بمطالبات قد تبدو غريبة للبعض، فهل يعقل أن إلغاء “الكرافتة” يمكن أن يساهم في تقليل استهلاك الكهرباء؟

أعلن رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، عن موقف غير مسبوق في أحد اجتماعاته الصيفية مع ممثلي الوزراء في المجموعة الاقتصادية، حيث قرر التخلي عن ربطة عنقه في محاولة للتقليل من استهلاك الكهرباء.

طالب مدبولي جميع وزرائه بالاقتداء به والامتناع عن ارتداء “الكرافتة” لتقليل درجات الحرارة في المكاتب، وهو التصرف الذي لم يخلُ من السخرية بين المواطنين.

قال مدبولي، في حديثه أمام الحضور، بينما كان يرتدي بدلة زرقاء وقميصًا أبيض: “أنا لا أرتدي ربطة عنق، وطلبت من وزرائي ألا يفعلوا ذلك”.

وطلب رئيس الحكومة من الشركات السماح للموظفين بالعمل دون ملابس رسمية، بما في ذلك ربطة العنق، في خطوة تهدف إلى تقليل استهلاك الكهرباء عبر تخفيض درجات حرارة المكيفات.

طلب رئيس الحكومة أن تكون هذه الإجراءات جزءًا من خطة الحكومة لمواجهة أزمة الكهرباء، التي وصلت ذروتها في صيف العام الماضي.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل حقًا يمكن لقرار مثل هذا أن يسهم في حل أزمة الطاقة التي يعاني منها الشعب المصري؟ ومن المؤكد أن التخلي عن ربطة العنق لا يعدو كونه خطوة رمزية لا تقارن بتداعيات الأزمة الحقيقية التي تعيشها البلاد.

سجلت مصر إحدى أسوأ أزمات الطاقة في تاريخها، حيث تواجه البلاد نقصًا حادًا في إمدادات الغاز الطبيعي، مما أدى إلى زيادة أسعار الكهرباء وصعوبة توفير احتياجات المواطنين من الطاقة.

كما تفاقمت مشكلة السيولة الدولارية، مما ساهم في تفاقم المديونيات الداخلية والخارجية، ليصبح القطاع الطاقوي في حالة من الاضطراب الشديد.

طالبت الحكومة أيضًا القطاع الخاص بتطبيق سياسة عدم ارتداء “الكرافتة” بين موظفيه، ورفع درجة حرارة مكيفات الهواء إلى 27 درجة مئوية كجزء من الخطة الرامية إلى تقليل الاستهلاك.

ومع ذلك، يبقى السؤال: هل هناك علاقة فعلية بين ارتداء “الكرافتة” وتوفير الكهرباء؟ وهل يمكن لهذه الإجراءات الصغيرة أن تؤثر في أزمة الطاقة التي يعاني منها الجميع؟

استمرت وزارة التحول البيئي في تبني إجراءات مماثلة لتقليل استهلاك الكهرباء، ولكن يبقى الأثر الفعلي لهذه القرارات محل شكوك العديد من المواطنين.

فبينما يعاني المواطن المصري من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، جاء هذا المطلب ليزيد من الشعور بالإحباط والسخرية. فهل التخفف من ربطة العنق سيساهم فعلاً في تحسين الوضع؟

شدد العديد من المراقبين على أن الحلول الرمزية مثل هذه لن تكون كافية للتعامل مع أزمة الطاقة المتفاقمة. في الوقت الذي يتواصل فيه ارتفاع فواتير الكهرباء،

بينما لا يزال المواطنون يعانون من قلة الموارد المالية، فإن الوعود بتوفير الكهرباء عبر إجراءات غير فعالة لا تعدو كونها محاولات لتشتيت الانتباه عن الأزمات الحقيقية.

ركزت الحكومة على تخفيض استهلاك الكهرباء بشكل جزئي، لكن الأزمات التي تعيشها البلاد تتطلب حلولاً أكثر جذرية. ففي وقت تتزايد فيه المشاكل الاقتصادية، أصبح المواطن المصري يشكك في فاعلية هذه الحلول التي تعتبر غير كافية في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه البلد.

جاءت هذه الإجراءات بينما تتزايد الأعباء على المواطن المصري، حيث تراكمت فواتير الكهرباء والمياه، وتزايدت معاناة الأسر المصرية في ظل ارتفاع الأسعار. فكيف لحل مثل هذا أن يساعد في تخفيف هذه الأعباء؟، في وقت يفتقر فيه المواطن إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.

تعمل الحكومة على مواجهة أزمة الطاقة من خلال زيادة الإنتاج المحلي للغاز الطبيعي، لكنها تواجه تحديات كبيرة في تحقيق هذه الأهداف بسبب نقص الموارد والتحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد. لذلك، تبقى هذه الحلول الرمزية مثل عدم ارتداء “الكرافتة” مجرد خطوة ضئيلة في سياق أزمة ضخمة تعصف بمقدرات الشعب المصري.

ختمت الحكومة مطالباتها بإجراءات أخرى مشابهة، مثل تقليل استهلاك الكهرباء في المنازل والشركات، لكن ذلك لا يفي بحل الأزمة الحقيقية. فتخفيض درجات حرارة المكيفات لا يساهم في معالجة الأسباب الجذرية، مثل نقص الغاز الطبيعي وارتفاع الأسعار، مما يجعل هذه المطالبات بلا تأثير حقيقي.

بينما يتساءل المواطنون: هل يمكن لهذه الإجراءات الغريبة أن تحل الأزمة؟، لا يزال الرئيس مدبولي يواجه انتقادات واسعة على تصريحاته التي يعتبرها كثيرون تافهة في ظل الواقع المأساوي الذي يعيشه المواطن المصري. ربما الوقت قد حان ليشعر المسؤولون بجدية الأزمة ويبحثوا عن حلول حقيقية وملموسة، بدلاً من اللجوء إلى إجراءات رمزية لا قيمة لها في مواجهة هذه الكوارث.

إلى متى سيظل المواطنون يكتوون بحرارة الأزمات الاقتصادية؟ هل ستنجح الحكومة في تقليل استهلاك الكهرباء؟ أم أن الإجراءات التي تُتخذ لا تكفي لمواجهة هذه الأزمة؟ تساؤلات ستظل تثير جدلاً واسعًا في الأوساط المصرية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إقالة الحكومة لا تكفي .. محاسبة المسؤولين عن تجويع المصريين ضرورة ملحة
التالى جابر دسوقي يطلب حوافز 225% لمقربيه ويهمل العاملين في الميدان