22 فبراير 2025, 9:09 مساءً
أكدت الدكتورة هنادي بنت إبراهيم أبو خديجة، عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة – العلا والمستشار في دارة الملك عبدالعزيز، أن الدولة السعودية الأولى قامت على أسس متينة، كان من أبرزها توحيد الصف، ولَم الشمل، ونشر الأمن، وإقامة الشريعة الإسلامية الصافية، ومحاربة الجهل، وإرساء دعائم العلم والمعرفة.
الدرعية عاصمة للعلم والثقافة
وأوضحت في تصريح إلى "سبق" أن الدرعية لم تكن فقط عاصمة سياسية للدولة السعودية الأولى، بل أصبحت مركزًا علميًّا وثقافيًّا بارزًا؛ إذ أقيمت حول مسجد البجيري مؤسسة تعليمية كبرى، استوعبت قرابة مئتَي طالب، وكانت بمنزلة جامعة متخصصة في تدريس العلوم الدينية، مع تخصيص مكان لتعليم النساء.
اهتمام الأئمة بالعلم والتعليم
وأضافت بأن أئمة الدولة السعودية الأولى، وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود وأبناؤه، بذلوا جهودًا عظيمة لنشر العلم؛ فكانوا يحضرون المجالس العلمية بأنفسهم، ويدعمون طلبة العلم بسخاء، كما عُرف عن الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود اهتمامه بتأليف وتوزيع الكتب، وتشجيع الطلاب على إتقان الكتابة وتحسين خطوطهم بمكافآت مالية.
دور الدولة السعودية الأولى في نشر المخطوطات
وأشارت إلى أن الدرعية شهدت نهضة علمية، انعكست على انتشار المخطوطات والكتب في مختلف أنحاء الجزيرة العربية؛ إذ تم تداولها من خلال النسخ، الاستكتاب، البيع والشراء، التوارث، الإهداء، الإعارة والوقف.. لكن هذه الثروة العلمية تعرضت لاحقًا للنهب والتدمير؛ إذ نقلت القوات العثمانية عددًا كبيرًا من المخطوطات إلى المدينة المنورة، كما أحرقت بعض الكتب، وفق ما وثقه الرحالة البريطاني جورج سادلير بعد زيارته للدرعية عقب سقوطها.
إرث الدرعية العلمي وتأثيره على السعودية
واختتمت الدكتورة هنادي أبو خديجة تصريحها بتأكيد أن النهضة العلمية التي شهدتها الدرعية في الدولة السعودية الأولى كانت النواة الأولى لازدهار التعليم في الدولة السعودية الثانية، واستمرار هذا الإرث حتى قيام الدولة السعودية الثالثة؛ ما جعل من الدرعية رمزًا للعلم والمعرفة في تاريخ المملكة العربية السعودية.