
لو أننا أدركنا حقًا أن العمر مهما طال قصير، وأن كل ما حولنا راحلٌ وزائل، لما سمحنا لأنفسنا أن نبدد دقائق أعمارنا في اوهام لا قيمة لها
لو استحضرنا أن كل لحظة نعمةٌ لا تتكرر، لملأنا عيوننا بوجوه من نحبهم، لاحتفظنا بأصواتهم في أعماق قلوبنا، لشدَدْنا على أياديهم وما تركناها ، قبل أن تبرد و للأبد. • غريب جدا، رمضان هذا العام،حنين شديد، واحتياج بالغ ،لأمي وأبي ،يلاحقني طيفهم ، في يقظتي ، و احلامي ؛ أي باب،يطرق،اشعر -بل اري -بام عيني ،طيفهما يدلف لقلبي، فيفيض الشوقُ ، كأني لم أعرف في حياتي سوى ذلك الغياب.
لا اعرف كيف يكون ،طيفُ من رحلوا عنا، حاضرًا كأنهم وحدهم معنا و بيننا، وكأن حنانهم دفء القلوب، وسط جليد وقسوة البشر. • ليت بعضنا يدرك قبل فوات الأوان-
أن الحياة قصيرةٌ جدًا، وأن العمر لا يتسع إلا للحب والرحمة والتسامح، لعلنا نقترب ، ولا نبتعد عمن نحب، قبل أن تأخذهم الأيام بعيدًا، فنظل بعدها نبحث عن ملامحهم في الذكريات. الأيامِ التي يظنّها البعض طويلة، قد تفاجئنا ، أنّها أقصر من أسوأ توقعاتنا، وأنّ كلَّ شيءٍ مضي بين غمضه عين وانتباهتها
فلو استحضرنا في أعماقِنا تلك الحقيقة، لترفّعنا عن مهاتراتٍ لا تغني، وخصوماتٍ تافهةٍ تستنزفُ المتبقي من ساعات أو لحظات أعمارَنا . و لحرصنا أن نروي أرواحَنا برؤيةِ من نحبّ، ونملأ أعينَنا بتفاصيلِ وجوهِهم، كأنّها في كل مره ،آخرُ مرّةٍ نمسكُ فيها نبضَ حضورِهم الدافئ.
رحم الله من رحلوا، وأسكنهم نعيم جناته، ومنحنا نحن الذين بقينا( للان )، بصيرة القلب لنفهم قبل أن يغلبنا الوقت، فتمضي من بين اهداب مبتلة-بدموع الندم-وجوه، تكاد أن ترحل …


نسخ الرابط تم نسخ الرابط