05 مارس 2025, 10:36 مساءً
تشهد حقن "أوزمبيك" لعلاج مرض السكري انتشارًا واسعًا حول العالم؛ لقدرتها الفعالة على خفض الوزن، إلا أن هذا الانتشار يصاحبه مخاوف متزايدة بشأن الآثار الجانبية الخطيرة.
وتشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا (الغثيان والقيء والإمساك والإسهال والإرهاق). وإضافة إلى ذلك، تظهر قصص مرعبة عن سرطان الغدة الدرقية، والتهاب البنكرياس، وشلل المعدة، وكذلك العمى.
والآن يخشى الخبراء والمرضى من اكتشاف خطر جديد، يتمثل في فقدان السمع.
فقدان السمع بسبب فقدان دهون الأذن
وبحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أبلغ مستخدمو الدواء عن مشاكل سمعية شديدة، بما في ذلك طنين مؤلم، وأصوات مكتومة تُسبب الارتباك. وفي الحالات الأكثر خطورة فقدان السمع الكامل.
ويعتقد بعض الأطباء أنهم ربما اكتشفوا السبب وراء هذه الأعراض المقلقة.
يقول الدكتور روبرت ديسوجرا، استشاري السمعيات في نيوجيرسي، إن المشاكل المُبلَّغ عنها قد تكون نتيجة لفقدان الدهون في الأذن.
مشكلة بقناة إستاكيوس
ويمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع والمفاجئ إلى تقلص الأنسجة الدهنية المحيطة بقناة إستاكيوس (وتسمى أيضًا النفير أو القناة السمعية)، التي تربط الأذن بالحلق؛ ما يتسبب في بقاء القنوات مفتوحة عندما يجب أن تكون مغلقة، ويؤدي ذلك في النهاية إلى مشاكل السمع التي يُبلِّغ عنها مستخدمو "أوزمبيك".
ويوضح الدكتور توني فلويد، من نيو ساوث ويلز في أستراليا، أنه كان لديه مريض بقيت قنوات إستاكيوس لديه مفتوحة طوال الوقت بعد أن فَقَد كمية كبيرة من الوزن باستخدام "أوزمبيك". وكانت أعراضه تشمل "الإحساس بالضغط وضعف السمع في أذن واحدة".
ويشرح خبراء في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن أن بقاء قنوات السمع مفتوحة بسبب فقدان الدهون "يسمح بنقل الأصوات مباشرة إلى الأذن الوسطى"، وهي حالة تعرف باسم اختلال وظيفة قناة إستاكيوس (patent eustachian tube dysfunction).
سماع الأصوات الذاتية
وإضافة إلى الطنين وضعف السمع، يُحذِّر الخبراء من أن المرضى قد يعانون أيضًا "الأوتوفونيا" (autophony)، وهي سماع الأصوات الذاتية، مثل التنفس أو الصوت أو دقات القلب.
ويُنصح المرضى بتجنب المحفزات، مثل تناول الكافيين، أو تقليله، والحفاظ على الترطيب أثناء التمارين الشديدة، أو تغيير العلاج الهرموني.
وإذا فشل العلاج الطبي، أو تكررت الأعراض، قد تكون الجراحة ضرورية لتصحيح فتحة قناة إستاكيوس.
"أوزمبيك" من السكري إلى فقدان الوزن
يُشار إلى أنه تم تطوير "أوزمبيك" في الأصل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني عن طريق خفض مستويات السكر في الدم.
ومع ذلك، بعد أن أظهرت الدراسات أن الدواء الذي ينتمي إلى فئة ناهضات الببتيد الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1) هو مثبط فعال للشهية، تم إعادة استخدامه لعلاج فقدان الوزن.
وتشير الأبحاث إلى أن المرضى الذين يتناولون "أوزمبيك"، الذي يحتوي على المادة الفعالة سيماغلوتايد، يمكن أن يفقدوا ما يصل إلى 15 في المئة من وزن أجسامهم في غضون عام. ومع ذلك، هناك مخاطر.
"أوزمبيك" وفقدان البصر
وخلصت دراسة، أجراها باحثون في جامعة هارفارد، إلى أن استخدام "أوزمبيك" يضاعف خطر الإصابة بحالة نادرة، تسمى الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني (NAION)، التي تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى أعصاب العين؛ ما يتسبب في فقدان البصر.
ومع ذلك، لا يزال يُعتقد أن هذه الحالة تحدث فقط لدى واحد من كل 4000 مريض.
ولا توجد حتى الآن تحذيرات رسمية بشأن مشاكل السمع المرتبطة بـ"أوزمبيك"، لكن المرضى عبر الإنترنت يُبلّغون بشكل متزايد عن هذه المشكلة الصحية.
لا دليل قويًّا على تسبب "أوزمبيك" بفقدان السمع
وعلى الرغم من هذه الشكاوى، يقول بعض الخبراء إنه لا يوجد دليل قوي يدعم أن "أوزمبيك" يسبب طنين الأذن أو فقدان السمع، ويؤكدون أن مثل هذه الحالات نادرة جدًّا. كما أشاروا إلى أن مرض السكري نفسه يمكن أن يتسبب في تلف الأعصاب في الأذن؛ ما يؤدي إلى فقدان السمع؛ وبالتالي قد يكون ذلك وراء المشاكل المُبلَّغ عنها.