أكدت محافظة القليوبية مكانتها كواحدة من أهم محافظات مصر بفضل موقعها الاستراتيجي في قلب الدلتا، والمتميز في إقليم القاهرة الكبرى، حيث تقع شرق النيل عند رأس الدلتا وتعد رابطاً حيوياً بين الوجهين البحري والقبلي.
وتحتضن القليوبية العديد من المعالم التاريخية والصناعية التي تميزها عن باقي المحافظات حيث تتميز القليوبية بمعالمها الأثرية التي تعود لعصور مختلفة، إلى جانب كونها مركزاً للإنتاج الزراعي والصناعي المتنوع الذي يساهم في دعم الاقتصاد الوطني.
قصر محمد علي باشا
أوضح الخبراء أن قصر محمد علي باشا يعتبر تحفة معمارية فريدة، حيث استغرق بناؤه حوالي 13 عامًا بدءًا من عام 1808 وحتى عام 1821. ويمتد القصر على مساحة مستطيلة، ويتألف من طابق واحد يضم أربعة أبواب محورية وحجرات تبرز في أركانه، بالإضافة إلى حوض ماء تتوسطه نافورة، مما يجعل القصر معلمًا أثريًا يجذب الزوار.
قناطر محمد علي
أشار الباحثون إلى أن قناطر محمد علي تمثل أحد أعظم الإنجازات الهندسية في عصرها، وقد وُضع حجر أساسها عام 1843 في عهد محمد علي باشا، وتم افتتاحها في أغسطس 1868. تساهم القناطر في تنظيم الري بفضل الرياحات الثلاث التي توفر المياه لأراضي الدلتا على مدار العام.
تل اليهودية
أكدت المصادر التاريخية أن تل اليهودية، الواقع جنوب شرق مدينة شبين القناطر، يُعد من أهم التلال الأثرية في مصر. ويعود تاريخه إلى فترات تاريخية مختلفة، ويتميز ببقايا معمارية وآثار تدل على حضارات متعددة، منها الهكسوس الذين بنوا حصنًا في هذا الموقع الحيوي.
التابوت الأثري “بف ثيو أمون”
أوضح علماء الآثار أن التابوت الأثري “بف ثيو أمون”، المكتشف بشارع فريد ندا في بنها، يمثل أحد أهم الاكتشافات الأثرية. التابوت مصنوع من الحجر الجيري، وتحمل جدرانه نقوشًا هيروغليفية تعرضت للتلف بسبب العوامل الجوية، ويعود إلى شخصية بارزة كانت تشغل منصب مشرف على الحريم الملكي ورئيس الخزانة.
جامع الظاهر بيبرس
أكد المؤرخون أن جامع الظاهر بيبرس، الذي بُني في عام 670 هـ، يعكس أهمية شخصية السلطان الظاهر بيبرس الذي قاد النصر في معركة عين جالوت. المسجد يُعد من المعالم الإسلامية البارزة، ويجسد العمارة الحربية التي ازدهرت في عصره.
كنيسة السيدة العذراء بكوم أشفين
أوضح رجال الدين أن كنيسة السيدة العذراء بكوم أشفين ترتبط برحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وقد بُنيت في العصور الوسطى على طراز الكنائس البازيليكية. وتحتوي الكنيسة على مجموعة من الأيقونات الدينية النادرة، مما يجعلها مقصدًا للزوار من مختلف الأديان.
الموقع الجغرافي المميز
أكدت الهيئات الجغرافية أن محافظة القليوبية تقع في موقع استراتيجي يحدها من الجنوب القاهرة والجيزة، ومن الشمال الغربية والدقهلية، ومن الشرق الشرقية، ومن الغرب المنوفية. يُعتبر موقعها حلقة وصل بين مختلف المحافظات، مما يعزز أهميتها الاقتصادية والاجتماعية.
المساحة والسكان
أوضح الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن مساحة محافظة القليوبية تبلغ 1001.09 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 6 ملايين نسمة وفقًا لآخر الإحصائيات، مما يجعلها من المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية.
الشعار والعيد القومي
أشارت المصادر الرسمية إلى أن شعار محافظة القليوبية يعكس أهميتها الزراعية والصناعية، حيث يمثل السنبلتين الإنتاج الزراعي، والقناطر تنظيم مياه النيل، والترس يرمز إلى النشاط الصناعي. تحتفل المحافظة بعيدها القومي في 30 أغسطس من كل عام، تزامنًا مع افتتاح القناطر الخيرية عام 1868.
التقسيم الإداري
أكد المسؤولون أن محافظة القليوبية تنقسم إلى 9 أقسام إدارية تشمل 7 مراكز و10 مدن، بالإضافة إلى 45 وحدة محلية قروية و195 قرية و901 عزبة وكفر، مما يعزز من دورها الإداري والتنظيمي في المنطقة.
وتشمل هذه المراكز مدن بنها، قليوب، القناطر الخيرية، شبرا الخيمة، الخانكة، كفر شكر، شبين القناطر، طوخ، العبور، قها، والخصوص.
التعليم والتوسع العمراني
أشار المسؤولون عن التعليم إلى أن القليوبية شهدت تطورًا ملحوظًا في القطاع التعليمي، حيث تضم 12 كلية جامعية، بالإضافة إلى معاهد عليا وفوق المتوسطة. ويعكس هذا التوسع اهتمام المحافظة بتطوير التعليم وزيادة فرص التعلم لأبنائها.
الصناعة والزراعة
أكد الخبراء أن القليوبية تبرز كمركز صناعي ضخم بفضل تواجد العديد من المصانع، لا سيما في شبرا الخيمة التي تحتضن مصانع الكابلات الكهربائية، السيارات، وتكرير البترول. بجانب ذلك، تُعد المحافظة مصدرًا رئيسيًا لإنتاج المحاصيل الزراعية مثل الذرة، القطن، والموالح.
النقل والمواصلات
أوضح المسؤولون أن شبكة المواصلات في القليوبية تلعب دورًا حيويًا في ربطها بالقاهرة الكبرى، حيث يسهم مترو الأنفاق الممتد من شبرا الخيمة إلى القاهرة والجيزة في تسهيل حركة النقل.
مراكز المعلومات والمشروعات المستقبلية
أشارت الجهات المختصة إلى أن المحافظة تواصل جهودها لتطوير مراكز معلومات لدعم رجال الأعمال والمستثمرين، مما يعزز من فرص الاستثمار والتنمية في القطاعات المختلفة.
أوضحت محافظة القليوبية قدرتها على الموازنة بين التراث التاريخي والتنمية الحديثة، لتصبح نموذجاً للتكامل بين الماضي والحاضر.
بتنوعها في المجالات الزراعية والصناعية والسياحية، تعد القليوبية محوراً اقتصادياً وثقافياً حيوياً، مما يعزز من دورها كقاطرة للتنمية على مستوى إقليم القاهرة الكبرى ومصر كلها.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط