حفتر انتهى دوره وسيتم عزله قريبًا وكل المؤشرات تؤكد ذلك فبعد إعادة تموضع حميدتي في دارفور بات التخلص من حفتر علامة واضحة على أن بوتين بدأ فعليًا تنفيذ خطة خروج الروس من ليبيا وهو ما يجري الآن على الأرض خاصة بعد أن فقد الروس الممر الأسرع والأكثر أمانًا بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط عبر قاعدة طرطوس في سوريا
فالتمسك بليبيا لم يعد مكسبًا بل تحول إلى عبء ثقيل بتكلفة باهظة ومخاطر قاتلة على القوات والقواعد الروسية هناك بينما البديل أصبح أكثر وضوحًا وهو دارفور وهو ما كنت قد عملت عليه منذ 2021 خلال لقاءاتي مع حاكم دارفور
والرئيس البرهان ووزير ماليته جبريل حيث أنذرتهم بمشروع حميدتي القادم ولكن بعد سقوط بشار في سوريا فإن المشهد يتغير بشكل دراماتيكي وعلينا أن ندرك أن تسليط الضوء بذكاء على الزيارات المتكررة للجيش الأمريكي إلى الرجمة
ليس مجرد لقاءات روتينية أو تفاهمات عابرة بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى زعزعة ثقة بوتين في عميله المحلي هذه التحركات ليست عبثية فالتكتيك الأمريكي في مثل هذه الحالات يقوم على ضرب التحالفات الروسية من الداخل وإثارة الشكوك التي تدفع بوتين لإعادة تقييم مدى جدوى حفتر كأداة روسية في ليبيا
لكن الأهم أن هذه الزيارات العسكرية الأمريكية ليست مجرد رسائل دبلوماسية بل تمهيد لخطوات أكثر حسماً فبحسب العقيدة العسكرية الأمريكية حين تصبح العمليات وشيكة فإن التنسيق الميداني يصل إلى مرحلة يصبح فيها الهدف أقرب من حبل الوريد
وهذا ليس مجرد استعراض قوة بل مؤشر واضح على سيناريو قيد التنفيذ لإضعاف معسكر الرجمة سواء عبر الاحتواء الناعم من خلال الضغط السياسي والعسكري أو من خلال تحرك أكثر صلابة إذا اقتضت الظروف ذلك التوقيت ليس عشوائيًا بل مدروس بعناية حيث تستغل واشنطن اللحظة التي بدأ فيها بوتين يفقد السيطرة على عدة جبهات سواء في أوكرانيا أو إفريقيا أو حتى داخل روسيا نفسها
إضافة إلى تراجع النفوذ الروسي في السودان مما يجعل حفتر عبئًا أكثر من كونه ورقة رابحة في ميزان المصالح الروسية المؤكد أن معسكر الرجمة في وضع حرج والضغوط الأمريكية ليست مجرد استعراض بل تحرك مدروس لاستنزاف الثقة بين حفتر وموسكو تمهيدًا لتحرك أوسع قد يكون سياسياً أو ربما شيئًا آخر أكثر حسماً
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
