أعلن السياسيان السودانيان الهادي إدريس وإبراهيم الميرغني أن قوات الدعم السريع ستوقع ميثاقًا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها مساء اليوم السبت.
تسعى هذه الخطوة لتأسيس حكومة سلام ووحدة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، وذلك في محاولة لتعزيز نفوذهم السياسي وسط حالة الفوضى المستمرة في السودان.
شاركت في هذه المحادثات شخصيات سياسية مؤثرة، بما في ذلك عبد العزيز الحلو، الذي يُسيطر على أجزاء واسعة من الأراضي في ولاية جنوب كردفان.
دعا الحلو منذ فترة طويلة إلى علمانية الدولة، وهو ما يجعله من الشخصيات الرئيسية في هذه المحادثات لتشكيل حكومة جديدة. تُعد مشاركة الحلو في هذا الميثاق إشارة إلى احتمالات تصاعد النفوذ السياسي لهذه الجماعات في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
استضافت كينيا هذه المحادثات التي بدأت الأسبوع الماضي، ما أثار غضب الحكومة السودانية. انتقدت الحكومة السودانية هذه الخطوة واعتبرتها تدخلاً في شؤونها الداخلية.
ردًا على ذلك، قامت الحكومة السودانية بسحب سفيرها من نيروبي، على الرغم من تأكيد وزارة الخارجية الكينية التزامها بالحياد في الأزمة السودانية، إذ دافعت كينيا عن دورها في المحادثات كوسيط نزيه يهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
سيطرت قوات الدعم السريع على معظم منطقة دارفور بغرب السودان ومساحات شاسعة من كردفان، ما أثار قلق الجيش السوداني الذي يقاوم هذه السيطرة في وسط البلاد.
أدان الجيش السوداني تشكيل حكومة موازية، محذرًا من تداعيات مثل هذه الخطوات على استقرار البلاد، ولا يُتوقع أن تحظى هذه الحكومة باعتراف واسع، خاصة في ظل القلق الذي أبدته الأمم المتحدة تجاه هذه التحركات.
فرضت الولايات المتحدة في وقت سابق هذا العام عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”.
تواجه قواته اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإبادة الجماعية. تُظهر هذه العقوبات الضغوط الدولية المتزايدة على قوات الدعم السريع، في محاولة للحد من تأثيرها السياسي والعسكري في السودان.
اندلعت الحرب في السودان بعد خلافات حادة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني حول اندماجهما خلال المرحلة الانتقالية التي كانت تهدف إلى الانتقال إلى الحكم الديمقراطي.
أسفرت هذه الخلافات عن تدمير أجزاء واسعة من البلاد وأدت إلى تفاقم الوضع الإنساني، حيث دفع النزاع نصف سكان البلاد إلى حالة من الفقر والجوع. تستمر المعارك في عدة مناطق، بينما يسعى الجميع إلى إيجاد حلول سياسية تُخرج السودان من هذه الأزمة المستمرة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط