يخطط محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، للقيام بزيارة مفاجئة إلى محافظة سوهاج غداً، في محاولة لتفادي الخطر الذي ينتظره عند زيارة الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، المقررة في فبراير المقبل لافتتاح بيت ثقافة أخميم.
علم محمد ناصف بأن بيت ثقافة أخميم يعاني من نقص حاد في أدوات السلامة والصحة المهنية، إلى جانب عدم توفير وسائل الدفاع المدني ومكافحة الحرائق، بالإضافة إلى عدم توصيل المياه والكهرباء حتى الآن. لذلك، يسعى لتدارك هذه الأخطاء قبل زيارة الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة حتى لا يتم كشف تدهور الوضع أمام الجميع.
يشعر محمد ناصف بعدم الثقة في أحمد فتحي، مدير عام فرع ثقافة سوهاج، لتنفيذ المهام المطلوبة في بيت ثقافة أخميم في الوقت المحدد.
ولذلك قرر محمد ناصف القيام بالزيارة السرية بنفسه ليتأكد من سير الأعمال ويحاول تحسين الوضع المتردي قبل أن يصبح محل فضيحة عند زيارة الدكتور أحمد هنو.
على الرغم من أن الزيارة تستهدف بيت ثقافة أخميم، فإن محمد ناصف اختار مدينة أسيوط كأول محطة لرحلته بغرض الراحة والاستجمام، مما يكلف الهيئة العامة لقصور الثقافة أموالًا طائلة في بدل انتقال وإقامة، ومصاريف الإعاشة والسفر.
أثار قرار محمد ناصف زيارة أسيوط حالة من الشكوك بين موظفي فرع ثقافة أسيوط، حيث شاع أن ناصف يهدف لفحص ملفات الفساد المتعلقة بضياء مكاوي، الموظف الذي تم إقالته من منصبه كرئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي ومدير عام فرع ثقافة أسيوط.
أُقيل ضياء مكاوي بقرار صادر من وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو رقم 551 لسنة 2024 في 22 نوفمبر الماضي. وجاءت هذه الإقالة في أعقاب تكوينه لشبكة من الفاسدين داخل فرع ثقافة أسيوط وفي أفرع أخرى بهدف إهدار وسرقة المال العام.
أثناء إدارته لإقليم وسط الصعيد الثقافي، أسس ضياء مكاوي شبكة من الفاسدين تضم رحاب توفيق، مدير عام فرع ثقافة المنيا، وإيمان الطحاوي، مدير قصر ثقافة المنيا، وأحمد حمزة، مدير قصر ثقافة جمال عبدالناصر بقرية بني مر بأسيوط، ووسام درويش من فرع ثقافة أسيوط، وعلي المطيعي، مدير التسويق بفرع ثقافة أسيوط، ورشا العطيفي، مسؤولة الإعلام بعدة فروع ثقافية منها سوهاج والمنيا والوادي الجديد، وخالد خليل، القائم بأعمال المدير المالي والإداري بفرع ثقافة أسيوط، وأحمد صابر، مدير قصر ثقافة سوهاج، وحنان محسن، مدير قصر ثقافة الطفل بسوهاج.
جميعهم تورطوا في سرقة المال العام من خلال إقامة فعاليات ثقافية وأمسيات أدبية لكيان غير رسمي يُسمى “ساقية القاضي“، واستغلوا هذه الفعاليات لجني أموال ضخمة تقدر بأكثر من مليون ونصف جنيه من شركات المياه وغيرها من الجهات.
يقوم ضياء مكاوي بتوزيع هذه الأموال على أفراد شبكته، مع الاستحواذ على النصيب الأكبر لنفسه، لضمان التغطية على الفساد المتفاقم الذي لم يصل إلى خزينة الهيئة العامة لقصور الثقافة.
يتناقض ذلك مع قرار أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق، الذي منع التعامل مع “ساقية القاضي” إلا بموافقة الجهات المختصة، إلا أن مكاوي تجاوز هذا القرار في سبيل مصالحه الشخصية.
تظل الهيئة العامة لقصور الثقافة غارقة في مستنقع فساد مالي وإداري، حيث يتورط العديد من المسؤولين والموظفين في إهدار المال العام، في حين أن الإجراءات التصحيحية تبدو غير موجودة أو محدودة الفعالية.
تعد زيارة محمد ناصف محاولة مستميتة لتغطية العيوب الموجودة في بيت ثقافة أخميم، لكن يبقى الفساد العميق والهيكلي هو العقبة الرئيسية التي تحتاج إلى معالجة جذرية
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
