أثارت التوقعات المتشددة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ردود فعل كبيرة في السوق، ما أثر في أسعار الذهب والمناقشات الاقتصادية الأوسع نطاقاً.
يتوقع «مخطط النقاط» لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الآن خفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2025، بعد أن كان من المتوقع في وقت سابق خفضها أربع مرات، ربع نقطة.
تعكس هذه التغييرات مخاوف متغيرة من ضعف سوق العمل إلى مخاطر التضخم، وخاصة تلك المرتبطة بالتعريفات التجارية التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ردود أفعال السوق
فور صدور تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الأربعاء، قفز الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في عامين، فيما انخفضت أسعار الذهب بنسبة 2%، لتصل إلى أدنى مستوى لها في شهر واحد، حيث تعمل أسعار الفائدة المرتفعة وعوائد سندات الخزانة على تقليل جاذبية الذهب.
وفيما يتجه الذهب لتسجيل تراجع أسبوعي، فقد تماسكت الأونصة بعد قرار الفيدرالي، وعادت للارتفاع يوم الجمعة، حيث سجل الذهب في المعاملات الفورية 2596.89 دولار للأونصة. وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب إلى 2611.30 دولار.
ديناميكيات سوق الذهب
يضغط الدولار القوي على الذهب، لأنه مقوم بالدولار، كما يخلق ارتفاع عوائد سندات الخزانة منافسة على الذهب كأصل ملاذ آمن. في المقابل، فإن الطلب من البنوك المركزية، وخاصة من الصين، يوازن هذه التأثيرات.
استأنف بنكها المركزي عمليات شراء الذهب، وعززت مخاوف الحرب التجارية المتصاعدة الطلب المحلي على الملاذ الآمن.
العوامل الداعمة
يستمر تراكم الذهب كتحوط احتياطي، لدى البنوك المركزية في الأسواق الناشئة. كذلك، فإن عدم اليقين المستمر، بما في ذلك المخاطر المرتبطة بالتجارة بين الولايات المتحدة والصين والصراعات العالمية، وخصوصاً في الشرق الأوسط وأوكرانيا، يواصل كل ذلك دعم الذهب.
كذلك، لا يزال المستثمرون يفضلون الذهب للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية الكلية.
توقعات قياسية
يتوقع المحللون أن يظل الذهب بالقرب من أعلى مستوياته القياسية، حيث توقع بنك ING أن يصل متوسط سعر الأونصة إلى 2760 دولاراً في عام 2025، ارتفاعاً من 2595 دولاراً في 2024.
العملات المشفرة
وعلى صعيد مروحة الاستثمارات المرتبطة بالتحوط، تتحدى العملات المشفرة مثل البيتكوين مكانة الذهب ك«مخزن للقيمة» ولكنها تفتقر إلى الاستقرار نفسه.
لا تزال حتى الآن العوامل الهيكلية وتفضيلات البنوك المركزية تفضل الذهب على العملات المشفرة.
توقعات طويلة الأجل
إن سياسات الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب، بما في ذلك التعريفات الجمركية والهجرة الأكثر صرامة، تضخمية، ما قد يحد من تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل من بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقد يشكل الدولار الأقوى والسياسة النقدية الأكثر صرامة رياحاً معاكسة للذهب في الأمد البعيد.
في حين توجد تحديات قصيرة الأجل من بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد والمنافسة المشفرة، فإن العوامل البنيوية والدورية تدعم الذهب. إن تنويع البنوك المركزية والمخاطر الجيوسياسية وطلب المستثمرين يخلق بيئة مواتية، مع مكاسب محتملة قصيرة إلى متوسطة الأجل قبل ظهور الضغوط الأطول أجلاً.