04 مارس 2025, 8:41 مساءً
أكد الدكتور سلمان الهشبول أن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يعكس التزام المملكة بالحفاظ على الهوية الإسلامية وإبراز التراث المعماري العريق، وذلك في إطار رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأوضح أن المشروع يستهدف تأهيل وترميم 130 مسجدًا تاريخيًا في مختلف مناطق المملكة، مع الحفاظ على طابعها المعماري الأصيل، وتحديث مرافقها لضمان توفير بيئة أكثر راحة وأمانًا للمصلين.
سلمان الهشبول
وأشار الدكتور الهشبول إلى أن المشروع يمثل خطوة رائدة في تعزيز مكانة المساجد التاريخية كمراكز دينية وثقافية، تربط الأجيال الحاضرة بتراثها الإسلامي العريق، مضيفًا أن المشروع يهدف إلى الحفاظ على الهوية العمرانية الإسلامية وإبراز الطابع التاريخي لكل مسجد، إضافة إلى استخدام تقنيات البناء التقليدية ومواد تتناسب مع الطراز المعماري لكل منطقة. كما شدد على أهمية تحسين البنية التحتية للمساجد لضمان استدامة استخدامها، وتعزيز دورها كمراكز دينية وثقافية فاعلة في المجتمع.
وأوضح أن المشروع يتم تنفيذه على مراحل مدروسة، حيث انطلقت المرحلة الأولى في عام 2018 واستهدفت ترميم 30 مسجدًا تاريخيًا في عشر مناطق بالمملكة، بتكلفة تجاوزت 50 مليون ريال سعودي. وتم اختيار هذه المساجد بعناية نظرًا لقيمتها التاريخية وأهميتها المجتمعية. أما المرحلة الثانية، التي أعلن عنها ولي العهد في عام 2022، فتشمل ترميم 100 مسجد إضافي في جميع أنحاء المملكة، ما يعزز انتشار المشروع ويزيد من تأثيره على الصعيدين الثقافي والديني.
وتحدث عن بعض المساجد التي شهدت الترميم ضمن المشروع، مشيرًا إلى أن مسجد الرويبة في منطقة القصيم يُعد من أقدم المساجد في المنطقة، إذ يزيد عمره على 130 عامًا. وقد تم ترميمه باستخدام مواد بناء تقليدية تحافظ على طرازه المعماري، مع تحسين بنيته التحتية وتزويده بأنظمة إنارة وتهوية حديثة، أما مسجد الدويد في الحدود الشمالية، الذي تم بناؤه قبل 60 عامًا، فيعكس الطراز النجدي التقليدي، وقد خضع لعملية ترميم دقيقة للحفاظ على تصميمه الأصلي مع إضافة تجهيزات حديثة تناسب احتياجات المصلين. كما شمل المشروع إعادة تأهيل مسجد الفتح في المدينة المنورة، وهو أحد المساجد السبعة الشهيرة، ويعود تاريخه إلى أكثر من 13 قرنًا، مشددًا أن أعمال الترميم حافظت على طراز المسجد الأثري، ليكون جاهزًا لاستقبال المصلين من جديد.
وأوضح الهشبول أن المشروع يعتمد على أساليب ترميم مدروسة تضمن الحفاظ على الهوية التاريخية للمساجد، من خلال استخدام مواد وتقنيات تقليدية تتناسب مع الطابع المعماري لكل منطقة، مؤكدًا أن أعمال الترميم تُنفذ على يد خبراء في العمارة التراثية، لضمان الحفاظ على الخصائص الجمالية والتاريخية للمساجد.
وأشار إلى أن من أبرز الأساليب المستخدمة في الترميم هي استخدام الطين والحجر الطبيعي في الجدران والأسقف، وإعادة بناء المآذن والأقواس بالتصاميم الأصلية نفسها، وتحسين مرافق المساجد دون التأثير على طابعها التاريخي. كما يتم تحديث أنظمة التهوية والإنارة بطرق تتماشى مع معايير الاستدامة البيئية.
وأكد أن المشروع يُسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف وطنية ودينية، إذ يعزز السياحة الدينية والثقافية من خلال إبراز المساجد التاريخية كمعالم حضارية، إلى جانب تحقيق الاستدامة البيئية عبر استخدام مواد طبيعية وتقنيات صديقة للبيئة. كما أوضح أن المشروع يعيد إحياء الذاكرة الجماعية للمجتمع المحلي، حيث يتم إعادة استخدام المساجد التي كانت مغلقة أو مهملة، ما يعزز الارتباط بالتراث الإسلامي.
وختم حديثه بالتشديد على أن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يمثل نموذجًا متكاملاً للحفاظ على التراث الإسلامي وتطويره بما يواكب متطلبات العصر. وأشار إلى أن هذا المشروع الطموح يعزز مكانة المملكة كمركز إسلامي رائد، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويحافظ على ماضيه العريق من أجل أجيال المستقبل.