أخبار عاجلة

اخبار اليوم : شاهد في العوشزية.. بحيرة الملح تروي قصة الذهب الأبيض وتُبهر الزوّار بجمالها الساحر بالتفصيل

تم النشر في: 

26 يناير 2025, 6:10 صباحاً

بلورات الملح الأبيض الممتدة على مساحات شاسعة شرق القصيم، شكّلت لوحات طبيعية آسرة جذبت الأنظار وأسرت القلوب، حتى وصفها بعض المتابعين بالقول: "لست في سويسرا.. أنت في القصيم".

في مشهدٍ ساحرٍ، رسم الملح الأبيض لوحة جمالية نادرة في صحراء القصيم، حيث عانق مياه بحيرة ملحية تمتد على طول 10 كيلومترات، في منظرٍ أخاذ يأسر الناظرين. هذا الجمال جعل منطقة العوشزية وجهة تستحق الاستكشاف.

العوشزية.. قرية الملح ومنجم الذهب الأبيض

شرق محافظة عنيزة وعلى بُعد 10 كيلومترات، تتربع "العوشزية"، البلدة الوادعة التي تعرف بين سكانها بـ"قرية الملح" أو "منجم الذهب الأبيض". تميزها بغطائها الثلجي الأبيض وبحيرتها الغنية بالكنوز، التي تضم أطنانًا من الملح الطبيعي المستخرج من "بحيرة الملح". وتُعد البحيرة واحدة من أكبر بحيرات الملح في الجزيرة العربية بمساحة تقارب 50 كيلومترًا مربعًا.

وثّق المصوّر ماجد العتيق؛ المشهد الجوي للبحيرة، حيث تظهر بلورات الملح وكأنها جليدٌ ناصعٌ يغطي مساحات شاسعة، بينما تملأ مياه السيول والأمطار جنباتها؛ لتضيف لمسة من الجمال الطبيعي الفريد.

العوشزية عبر التاريخ.. سبب التسمية والموقع

تقع العوشزية شرق عنيزة بمنطقة القصيم، وتعود تسميتها إلى شجر "العوشز" المعروف باللغة العربية باسم "العوسج"، وهو نباتٌ صحراوي يُورق في الربيع وله أشواكٌ كثيفة. البلدة كانت تُعرف قديمًا بـ"البصيرة"، بتسكين الباء والصاد وكسر الراء.

بحيرة الملح.. مملحة العوشزية

تُعرف بحيرة الملح الواقعة وسط العوشزية بأسماء متعدّدة، مثل "سبخة العوشزية"، و"مملحة العوشزية"، و"بحيرة الملح". تتجمع فيها مياه الأمطار شتاءً لتتحوّل إلى بحيرة مائية ضخمة تستمر طوال الموسم. مع تبخر المياه صيفًا، تتشكل بلورات ملح الطعام الأبيض. يبلغ طول البحيرة نحو 10 كيلومترات وعرضها 3 كيلومترات تقريبًا، ويمر عبرها طريق معبد بطول 2.5 كيلومتر.

آلية استخراج الملح

عملية استخراج الملح تبدأ باختيار المناطق النقية بعيدًا عن أطراف البحيرة، حيث تكون بلورات الملح أكثر صفاءً. تُملأ الأحواض بالمياه، وتُترك لتتبخر خلال عدة أيام حتى تتكون طبقات الملح. بعدها، تُجمع هذه الطبقات بعناية، وتُترك لتجف ثم تُعبأ في أكياس بأحجام مختلفة ليتم تصديرها إلى الأسواق.

ازدهار صناعة الملح واندثارها

شهد إنتاج الملح في العوشزية ازدهارًا كبيرًا خلال عهد المؤسّس الملك عبدالعزيز، واستمر خلال عهدَي الملكَيْن سعود وفيصل، حيث كانت الشاحنات تنقل الملح إلى مناطق بعيدة مثل الطائف التي اشتهرت بصناعة دباغة الجلود. ومع تطور الحياة الحضرية، تراجعت صناعة الملح تدريجيًا نتيجة قلة الطلب على الجلد الطبيعي، حتى توقف الإنتاج بالكامل تقريبًا.

وجهة سياحية فريدة

في موسم الأمطار، تتحوّل بحيرة العوشزية إلى منتجع سياحي بديع؛ إذ تمتلئ بالمياه وتجذب المتنزهين ومُحبي الطبيعة من مختلف مناطق القصيم والمحافظات المجاورة. يتهافت الزوّار كل عام على ضفاف البحيرة للاستمتاع بجمالها وقضاء أوقات عائلية ماتعة.

العوشزية في عيون الرحالة

كان لقرية العوشزية حضورٌ بارزٌ في روايات الرحالة المشهورين، الذين أُعجبوا بجمالها وتاريخها:

الريحاني: كتب أمين الريحاني؛ عن تجربته في العوشزية، قائلًا: "وجدنا أنفسنا في نهر من الملح المتجمّد بطول خمسة إلى سبعة أميال، ووجهه كالماء وقد عقده القر جليدًا". وصف الريحاني الملح في وسط القاع بأنه صلب، نقي، وناشف كالرمل، مع سُمك يبلغ أربعة أصابع.

فلبي: وصف سانت جون فلبي (عبدالله فلبي)؛ البحيرة، بأنها "غور واسع من الملح كأنه بحيرة متجمّدة مغطاة بالثلج". أشار فلبي؛ إلى أن الملح الأبيض الصافي في العوشزية ذو جودة عالية، وذكر أن المخزون لا ينضب، مما كان يجعله موردًا أساسيًا للسكان المحليين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أخبار العالم : "المطعنى" يصدر كتابة الجديد بعنوان أفضل خمسين ممثلًا في القرن السينمائي المصري بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
التالى رياضة : عبد الوارث عسر | أبرز المحطات في ذكرى وفاته