الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 03:18 صباحاً
في قلب الطبيعة الصحراوية في مدينة العلا السعودية، تظهر منحوتات غامضة بأشكال سوداء توحي بأنها سقطت من السماء. لكنها ليست سوى جزء من مشروع فني مستوحى من قصة قديمة عن "مدينة أوبار المفقودة"، والتي جذبّت انتباه مستكشفين منذ سنوات طويلة.
في ثلاثينيات القرن العشرين، عبر المستكشف البريطاني هاري سانت جون فيلبي صحراء الربع الخالي بحثًا عن أطلال مدينة قديمة تُسمى "أطلنطس الرمال"، مدينة ازدهرت في الماضي وكان يعتقد أنها تدمّرت بالكامل، تاركة وراءها لآلئ سوداء كانت تزين قلائد نسائها. ورغم رحلته الشاقة، لم يعثر فيلبي على أي أطلال، بل وجد فقط حفرًا ضخمة وحبات خرز سوداء على الأرض. وعرض هذه الحبات على أحد الخبراء في المتحف البريطاني، ليكتشف لاحقًا أنها نيازك من الفضاء الخارجي. وهكذا أطلق فيلبي على هذه الحبات اسم "لآلئ وأبار"، نسبة إلى موقع "أوبار".
استلهمت الفنانة الكويتية منيرة القديري هذه القصة في مشروعها الفني "W.A.B.A.R"، الذي يترجم النيازك التي وجدها فيلبي إلى منحوتات مصنوعة من البرونز المصبوب المجوّف مع طبقة "باتينا" سوداء لامعة. هذه المنحوتات، التي تتوزع عبر الطبيعة الصحراوية، تبدو وكأنها سقطت من السماء، محاكيةً تأثيرات الغموض والدهشة التي أحاطت بالآلئ الأولى.
المشروع تم عرضه في معرض "صحراء X العلا" 2024، حيث دعا الفنانين إلى التعبير عن المفاهيم المخفية في الطبيعة الصحراوية. وقد ألهمت الأعمال المشاركة في المعرض الزوار بتجسيد الروح الغامضة للطبيعة والأسرار المدفونة بين رمال العلا.
تظل قصة مدينة أوبار المفقودة أحد أكبر أسرار الشرق الأوسط، فقد كانت مدينة ذات تاريخ طويل يُقدر عمره بأكثر من 5000 سنة، ويقال إن العلماء والمستكشفين بحثوا عنها طيلة عقود. وفي عام 1991، تم اكتشاف مدينة دفنت تحت الرمال عبر صور الأقمار الصناعية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية، ليتم كشف جزء من لغز هذه المدينة المفقودة.