صرح د. حسام عثمان، نائب رئيس مركز سعود زايد للدراسات البحثية، في حديث خاص لـ”أخبار الغد”، أن مصر تُولي اهتماماً كبيراً لاستقرار منطقة القرن الأفريقي.
مشيراً إلى أن القاهرة ترحّب بأي اتفاقات تعزز السلام والتنمية في المنطقة، شريطة احترام السيادة الوطنية للدول وعدم تهديد مصالح دول الإقليم.
خلفية الأزمة بين الصومال وإثيوبيا
شهدت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا توتراً متصاعداً منذ يناير 2024، حين أبرمت أديس أبابا اتفاقاً مع إقليم أرض الصومال الانفصالي يمنحها منفذاً بحرياً عبر ميناء بربرة، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة عسكرية لمدة 50 عاماً، مقابل اعتراف إثيوبيا باستقلال الإقليم.
قوبل هذا الاتفاق برفض صومالي وعربي واسع، واعتُبر انتهاكاً للسيادة الصومالية، خصوصاً من جانب القاهرة التي ترى في هذا الاتفاق تهديداً محتملاً لأمنها عبر البحر الأحمر.
الموقف المصري
أكد عثمان أن مصر، رغم توتر علاقاتها مع إثيوبيا، تسعى لتعزيز الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، حيث تدرك أهمية السلام الإقليمي لمصالحها ومصالح الدول المجاورة.
وأوضح أن القاهرة قد تدعم أي تفاهمات جديدة بين مقديشو وأديس أبابا تضمن إنهاء الأزمة، خاصة وأن مصر تجمعها علاقات وثيقة مع الصومال وتركيا، التي كانت راعياً للاتفاق المبدئي الأخير.
وأضاف عثمان أن أي مخاوف مصرية من إثيوبيا يمكن أن تتبدد إذا أثبتت أديس أبابا حسن نيتها عبر احترام حقوق الصومال وإبرام اتفاق نهائي يحقق مصالح جميع الأطراف.
التدخل الإقليمي والدولي
يشير عثمان إلى أن الاتفاق المبدئي الأخير، الذي رعته تركيا، يُعد خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع بين الصومال وإثيوبيا، لكن نجاحه يتوقف على التزام الطرفين بتطبيق بنود الاتفاق بما يضمن عدم المساس بسيادة الدول.
وأكد أن القاهرة تدعم أي جهود إقليمية ودولية تصب في استقرار القرن الأفريقي، لا سيما أن المنطقة تمثل أهمية استراتيجية لمصر على الصعيدين الأمني والاقتصادي.
الأمن في البحر الأحمر
وأوضح د. عثمان أن أحد أبرز دوافع الرفض المصري للاتفاق الإثيوبي مع أرض الصومال هو المخاوف من التأثير على أمن البحر الأحمر، الذي يُعد شرياناً حيوياً للتجارة الدولية وممراً استراتيجياً لمصر.
وأكد أن القاهرة تراقب عن كثب التحركات الإثيوبية في المنطقة، وستواصل العمل على حماية مصالحها الوطنية والإقليمية.
ختاماً، شدد عثمان على أن “القرن الأفريقي يظل منطقة حساسة ومؤثرة، واستقراره ضرورة لتحقيق الأمن والتنمية في إفريقيا. الحوار والتفاهم بين الأطراف الإقليمية هو السبيل الأمثل لتجنب التصعيد وضمان مصالح الجميع.”
نسخ الرابط تم نسخ الرابط