بعد سقوط نظام بشار الأسد وتكشف الحقائق المروعة عن حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق الشعب السوري، تتزايد الدعوات الدولية والإقليمية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. في هذا السياق، كشف الدكتور أيمن نور، السياسي المصري ورئيس حزب غد الثورة، في حديثة عبر سبوت شوت عن رؤيته للأحداث الأخيرة في سوريا، وتأثير سقوط نظام الأسد على مستقبل الشرق الأوسط. كما يتناول نور، الذي كان شاهدًا على ممارسات النظام السوري، وفرص محاسبة المسؤولين واستعادة الاستقرار في سوريا ولبنان، والآفاق التي قد يحملها هذا التحول التاريخي للمنطقة.
قال نور أن نظام بشار الأسد يمثل استمرارية لقمع واستبداد حافظ الأسد، حيث اعتمد النظام على سياسات القمع الوحشي والطائفية لتثبيت سلطته. وأشار إلى أن جرائم النظام ضد الإنسانية تتجاوز التصورات، مستشهدًا بما شهده في زيارته إلى دمشق وتجربته في السجون السورية، التي وصفها بأنها “أبشع مما يمكن تخيله”.
دعا نور إلى محاسبة بشار الأسد على الجرائم المرتكبة في سوريا، والتي وصفها بأنها جرائم حرب موثقة. وأكد أن الفرع العربي للمجلس العربي في دمشق يعمل حاليًا على جمع الأدلة لملاحقة مجرمي الحرب، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية لمحاسبة النظام السوري.
وأضاف أن السياسات الطائفية والقمعية للنظام أثرت بشكل عميق على النسيج الاجتماعي للشعب السوري، متسببة في تدمير القيم الحضارية لهذا البلد العريق. كما أشار إلى أن استمرار النظام في استخدام وسائل التعذيب البشعة، مثل المكابس البشرية، يعكس غياب أي شكل من أشكال الإنسانية في التعامل مع المعارضة.
أشار نور إلى أن سقوط نظام بشار الأسد قد يمثل تحولًا كبيرًا في الشرق الأوسط، مشددًا على أن هذا الحدث قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الثورات المطالبة بالديمقراطية، تشبه ما حدث في الربيع العربي عام 2010. تطرق نور أيضًا إلى تأثير الأزمة السورية على لبنان، مؤكدًا أن الشعب اللبناني يعاني تبعات الصراع السوري، إلا أنه أبدى تفاؤله بشأن مستقبل لبنان، مشيرًا إلى إمكانية استعادة استقراره وعلاقاته الدولية الإيجابية.
وفي سياق حديثه عن العلاقات الدولية، كشف نور أن سيطرة روسيا على نظام بشار الأسد أصبحت واضحة، خاصة بعد التحركات الروسية في حلب. وأكد أن هذا التدهور في العلاقة بين النظام السوري وموسكو يعكس ضعف النظام واعتماده على القوى الخارجية للبقاء في السلطة
اختتم نور حديثه بتأكيده على ضرورة استمرار الضغط على النظام السوري، مشيرًا إلى أن الأمل لا يزال قائمًا في تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة. كما دعا إلى تعزيز التعاون الدولي لدعم الشعبين السوري واللبناني في تجاوز أزماتهما واستعادة استقرارهما.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط