أكد الدكتور عبد الله النجار، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أن هناك ثوابت دينية في العقيدة الإسلامية لا يمكن أن تتغير مع مرور الزمن، مطالبًا بضرورة الالتزام بهذه الثوابت مهما تطورت الأمور أو تغيرت الأزمنة.
وشدد على أن تجسيد الأنبياء أو أمهات المؤمنين أو بنات النبي أو العشرة المبشرين بالجنة يعد أمرًا محظورًا شرعًا ولا يجوز في أي حال من الأحوال، محذرًا من تداعيات مثل هذه الأعمال على المجتمع الإسلامي.
رفض النجار بشكل قاطع فكرة تجسيد الصحابة أو الأنبياء في الأعمال الفنية، مؤكدا أن العقيدة الإسلامية لا تقبل أن يقوم ممثل أدى أدوارًا غير لائقة في أفلام سابقة بتمثيل دور صحابي أو شخصية دينية مقدسة.
وأوضح أن مثل هذه التجسيدات تفتح أبواب الفتنة وتؤدي إلى تشويه صورة الإسلام ورموزه في أذهان العامة، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه.
شدد النجار على أهمية التزام الأمة الإسلامية برأي الأزهر الشريف فيما يتعلق بتجسيد الشخصيات الدينية، وأشار إلى أن جميع الدول الإسلامية تقريبًا تتفق على تحريم تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية.
وأكد أن هذه الأعمال قد تثير خلافات عميقة في المجتمع، خاصة إذا تم تصوير أحداث غير حقيقية أو مواقف درامية لا تتوافق مع الواقع التاريخي والديني.
حذر النجار من أن الفنانين قد يلجؤون إلى تجسيد شخصيات دينية أخرى بعد مسلسل “معاوية”، وهو ما قد يؤدي إلى تجاوزات شرعية أكبر في المستقبل.
وأشار إلى أن السيناريوهات الدرامية غالبًا ما تحتوي على حبكات درامية غير حقيقية قد تُسيء للشخصيات المقدسة، مما يزيد من تعقيد الأمور وإثارة الفتن.
بدوره، أكد الدكتور عبد الفتاح عبد الغني العواري، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن تجسيد شخصية معاوية بن أبي سفيان، الذي كان من كتاب الوحي، يُعد أمرًا مرفوضًا شرعًا ولا يجوز تصويره في الدراما.
وأوضح أن الصحابة يُعدون من أعمدة التاريخ الإسلامي، ويجب احترام مكانتهم وعدم السماح بتجسيدهم في أعمال درامية قد تسيء إليهم أو تشوه صورتهم.
انتقد العواري تحويل الخلافات التاريخية التي حدثت بين المسلمين حول الحكم والخلافة إلى أعمال درامية تُفسَّر بطرق متباينة،
مشددًا على أن هذه الخلافات هي شأن إلهي لا يجب أن يُعرض بطريقة تفتح الباب لتفسيرات غير دقيقة قد تؤدي إلى تشويه التاريخ الإسلامي.
أثار الإعلان الترويجي لمسلسل “معاوية”، الذي من المقرر عرضه في الموسم الرمضاني القادم، جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المسلمين عن رفضهم الشديد لتجسيد الصحابة والشخصيات المقدسة في هذا العمل.
وانتقد الأزهر الشريف بشدة هذه الأعمال ورفض بشكل قاطع عرضها، مشيرًا إلى أن هناك حدودًا لا يجوز تجاوزها فيما يتعلق بتجسيد الشخصيات الدينية.
تساءل الكثيرون عن الخطوة التالية بعد مسلسل “معاوية”، معتبرين أن هذا العمل قد يفتح الباب لمزيد من التجسيدات المخالفة للشريعة الإسلامية في المستقبل.
وأكد العلماء ضرورة التصدي لمحاولات تشويه الرموز الدينية في الأعمال الفنية، ودعوا إلى منع عرض هذه الأعمال بشكل قاطع حفاظًا على القيم الدينية والثوابت الإسلامية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط