توجه الأنظار إلى اجتماع “الكابينت” الإسرائيلي غدًا الثلاثاء، حيث من المرتقب أن يعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثلاث مطالب رئيسية لإعادة تشكيل المشهد في قطاع غزة، وسط توقعات متزايدة برفض حركة “حماس”. المطالب تشمل طرد قيادة الحركة من القطاع، تفكيك الجناح العسكري للحركة “كتائب القسام”، وإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة.
تفاصيل المطالب وموقف حركة “حماس”
بحسب ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن هذه المطالب تمثل الشروط التي ينوي نتنياهو فرضها في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وكان الاتفاق قد دخل حيز التنفيذ منذ 19 يناير/كانون الثاني، مع تقسيمه إلى ثلاث مراحل بمدة 42 يومًا لكل مرحلة، بوساطة قطرية ومصرية ودعم أمريكي.
الصحيفة أوضحت أن المرحلة الحالية حُددت بناءً على نتائج مباحثات أجراها الوفد المفاوض الإسرائيلي الذي عاد من الدوحة، على أن تُعرض تلك النتائج خلال اجتماع “الكابينت”. وعليه، فإن حركة “حماس” أمام ضغوط متزايدة وسط توقعات برفضها لأي مطالب إسرائيلية تضرب جوهر وجودها في القطاع أو تسعى إلى تصفيتها.
أبعاد المرحلة الثانية وصعوبة التنفيذ
تزامنًا مع التصريحات السياسية والمفاوضات، أشارت القناة “13” العبرية إلى أن قبول هذه المطالب، كما يرى نتنياهو، قد يؤدي “فعليًا” إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة. لكن من جانب آخر، يبدو الرفض الفلسطيني لتلك الشروط مسببًا واضحًا لتعقيدات المشهد، مع احتمالية تمديد المرحلة الأولى وفقًا لتقييم الحكومة الإسرائيلية.
في سياق حديثه عن المفاوضات، ذكرت المصادر الإسرائيلية اتصال نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف للتنسيق بشأن مبادئ المرحلة القادمة. في حال رفض “حماس” المتوقع، قد تلجأ إسرائيل إلى استراتيجيات جديدة تُعَطِل إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع مع تعزيز الضغوط من أجل إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين.
يُشار إلى أن قطاع غزة يرزح للعام الـ18 تحت حصار خانق فرضته إسرائيل، مما جعل القطاع “أكبر سجن مفتوح في العالم”، وفقًا لتقارير دولية. ومع نزوح نحو مليوني فلسطيني، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل نقص حاد في إمدادات الغذاء، الماء والدواء.
تصريحات وتعليقات
مدفوعة بدعم أمريكي مباشر، قالت الصحيفة: “نتنياهو يرى أن الشروط الحالية تعكس فرصة مهمة لتدعيم الموقف الإسرائيلي”. وأضافت أن الاستراتيجية “تعتمد على اختبار قدرة حماس على تقديم تنازلات، وهو أمر يبدو مستبعدًا حتى اللحظة”.
من جهته، وصف الناطق باسم حماس المطالب بأنها “انتهاك صارخ لكل المبادئ الإنسانية والسياسية”، مؤكدًا أن الحركة “لن تخضع للابتزاز الإسرائيلي ولا للضغوط الإقليمية أو الدولية”.
الخلفية التاريخية والقانونية
بينما تستمر الحرب والدبلوماسية، تبرز خلافات عميقة حول السياسات الإسرائيلية. ومنذ عقود، ترفض إسرائيل تنفيذ قرارات أممية تُلزمها بالانسحاب من الأراضي المحتلة ووقف انتهاكات حقوق الفلسطينيين. في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال ضد بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
في ظل تصعيد التوترات السياسية والعسكرية، يحمل اجتماع الكابينت غدًا احتمالات مفتوحة لمستقبل غزة، في انتظار رد الفعل الفلسطيني والموقف الدولي من مطالب نتنياهو المثيرة للجدل.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط