أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً قراراً تنفيذياً يستهدف إعادة توطين الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، معلناً عن استعداد الولايات المتحدة لقبولهم كلاجئين فارين من “الاضطهاد” على يد الأغلبية السمراء.
قام ترامب بتوجيه الأمر التنفيذي لخفض المساعدات الأميركية الموجهة لجنوب أفريقيا، مشيراً إلى قانون نزع الملكية الذي وقعه الرئيس سيريل رامافوزا الشهر الماضي، والذي يهدف إلى معالجة التفاوت في ملكية الأراضي الزراعية بين البيض والسود في البلاد.
وافق ترامب على إعادة توطين “الأفريكانيين” البيض، واصفاً إياهم بأنهم ضحايا للتمييز العنصري في جنوب أفريقيا. يشير مصطلح الأفريكانيين إلى البيض من أحفاد المستوطنين الأوروبيين الذين قدموا إلى جنوب أفريقيا من هولندا وفرنسا في القرون الماضية. يمتلك هؤلاء البيض أغلب الأراضي الزراعية في جنوب أفريقيا، ما يعزز التفاوت في ملكية الأراضي.
أثار هذا القرار ردود فعل متفاوتة داخل جنوب أفريقيا، حيث قال أحد المتقاعدين الذي يعيش بالقرب من كيب تاون، “إذا لم نواجه أي مشكلات جدية هنا، فلماذا نرغب في المغادرة؟”.
أضاف الرجل، الذي يبلغ من العمر 78 عاماً، أن الوضع في البلاد ليس بهذا السوء، مشيراً إلى أن الناس يعيشون حياتهم بشكل طبيعي رغم الحديث عن نزع الملكية.
تسعى حكومة جنوب أفريقيا من خلال قانون نزع الملكية إلى معالجة التفاوتات القائمة على أساس عنصري في توزيع الأراضي. تركز الحكومة على تسهيل مصادرة الدولة للأراضي من الأقلية البيضاء لصالح المجتمع العام.
أوضح الرئيس رامافوزا أن هذا الإجراء يهدف إلى تحقيق العدالة في توزيع الأراضي الزراعية بين البيض والسود. تشير البيانات الإحصائية إلى أن نسبة السكان البيض في جنوب أفريقيا تبلغ 7.2% من إجمالي السكان البالغ عددهم 63 مليون نسمة، بينما يسيطرون على ثلاثة أرباع الأراضي الزراعية الخاصة.
اتهم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي يقوده رامافوزا، ترامب بتضخيم معلومات مضللة عن الأوضاع في جنوب أفريقيا، مشيراً إلى أن هذه المعلومات تأتي من جماعة ضغط أفريكانية تُعرف باسم “أفري فورام”. أكدت الجماعة أنها لن تقبل عرض ترامب لإعادة التوطين، معتبرة أن الهجرة ليست الحل.
أوضح كالي كريل، الرئيس التنفيذي لمنظمة أفري فورام، أن قبول هذا العرض سيؤدي إلى التضحية بالهوية الثقافية للأجيال القادمة من الأفريكانيين.
وصف كريل الثمن المطلوب لهذه التضحية بأنه “باهظ للغاية” وأن الهجرة قد تضعف ارتباط الأفريكانيين بتراثهم وثقافتهم.
في سياق متصل، أبدت حركة التضامن التي تضم مجموعة من النقابات العمالية والمنظمات الأفريكانية تمسكها بالبقاء في جنوب أفريقيا.
أكدت الحركة أنها تمثل ما يزيد عن 600 ألف أسرة أفريكانية، قائلة إن الهجرة ليست خياراً مناسباً لها. شددت الحركة على أن التغيير يجب أن يحدث من داخل البلاد، رغم وجود اختلافات في الرؤية مع المؤتمر الوطني الأفريقي.
رفض ممثلو منطقة أورانيا، التي يسكنها الأفريكانيون فقط في قلب البلاد، عرض ترامب، مؤكدين التزامهم بالبقاء في جنوب أفريقيا. قالوا إنهم يحبون وطنهم، وأنهم لا يرغبون في أن يُنظر إليهم كلاجئين.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط