تشهد محافظة أسيوط كارثة تعليمية جديدة قد تكون الأكبر في تاريخها حيث كشفت نتائج امتحانات الترم الأول للشهادة الإعدادية عن نسبة رسوب كارثية 57.78% من إجمالي الطلاب الذين أدوا الامتحانات
فقد رسَب حوالي 43 ألف طالب من أصل 101 ألف و60 طالبًا في هذا العام فقط وهذا يثير تساؤلات خطيرة حول مستوى التعليم في المنطقة ويضع علامات استفهام كبيرة حول آليات إدارة التعليم من قبل المسؤولين
تشير الأرقام الصادمة إلى أن نسبة النجاح في امتحانات الشهادة الإعدادية لهذا العام وصلت إلى 57.78% فقط مما يعني أن الغالبية العظمى من الطلاب قد فشلوا في اجتياز الامتحانات ورغم محاولات المسؤولين التخفيف من وقع الكارثة إلا أن الحقيقة واضحة لا يمكن إنكارها فالنتائج تتحدث عن نفسها
تفشي ظاهرة الرسوب في أسيوط أصبح موضعًا للقلق البالغ بل إن هناك أصواتًا من داخل المؤسسات التعليمية تتساءل عن مدى جودة المناهج الدراسية ومدى استعداد المعلمين لتأهيل الطلاب
كما أن ظروف الدراسة لا تساعد في تحقيق النجاح في ظل النقص الشديد في المعلمين وعدم توفر الأجهزة والمرافق التعليمية بشكل يواكب تطلعات الطلاب والطموحات المستقبلية
تعددت أسباب الفشل ولم تعد تقتصر على عوامل معينة بل أصبح الوضع أكثر تعقيدًا فإلى جانب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها الطلاب هناك أيضًا فشل واضح في تطبيق الأنظمة التعليمية الحديثة التي كان من المفترض أن تساعد الطلاب على التكيف مع متطلبات العصر والتطورات الحديثة في المجالات الدراسية إلا أن النتائج أثبتت العكس
يجب أن يتحرك المسؤولون بسرعة لمواجهة هذه الكارثة وتحقيق تغييرات جذرية في النظام التعليمي بمحافظة أسيوط فلا يجوز السكوت على هذا المستوى المأساوي من الأداء التعليمي في وقت حاسم لا يتحمل مزيدًا من الفشل والضياع على أبنائنا وفي الوقت ذاته يجب محاسبة من أسهم في إحداث هذا الفشل الهائل وإصلاح الوضع الذي يبدو أنه وصل إلى حالة من الانهيار الشامل
يسعى أولياء الأمور إلى تحريك قضايا هذا الوضع الخطير في الساحة العامة مطالبين بتغيير شامل في سياسات التعليم بمحافظة أسيوط فالإهمال في هذا الشأن لن يؤدي سوى إلى مزيد من الفشل والتراجع والظلام في مستقبل هؤلاء الطلاب الذين هم أمل الوطن ومصيره في المستقبل يجب أن تتحرك الدولة بكل قوتها لإصلاح المنظومة التعليمية وحماية مستقبل الأجيال القادمة
نسخ الرابط تم نسخ الرابط