أخبار عاجلة

رياضة : [فقه الإحياء]

رياضة : [فقه الإحياء]
رياضة : [فقه الإحياء]

الخميس 6 فبراير 2025 09:00 مساءً

الخميس 06/فبراير/2025 - 08:50 م 2/6/2025 8:50:43 PM

الرؤية الإسلامية يرتبط منهجها في الإعمار البشري والبناء القيمي والإذكاء الوجداني بــما يمكن أن نطلق عليه "فقه الإحياء" والذي هو: " مزيج مركب من القيم والأسس والمبادئ والأحكام التي تبني النفس وتقوم السلوك وتصنع الضمائر وتدفع نحو البناء والنماء والتقدم والعمران والقدرة على البقاء والارتقاء من منطلق الاستخلاف في الأرض للإنسان المكرم من قبل الله"، لذلك فما أحوجنا والأمة الإسلامية في ثبات عميق مقارنة بحركة باقي الأمم أن ننفث الحياة في هذا الجسد المسجى بلا حراك من خلال فريضة الإحياء تلك الفريضة الإسلامية الغائبة.

والمتأمل لرسالة الإسلام في الجملة تجدها رسالة إحياء للموات ليس فقط لموات الأرض كما هو مسطر في كتب الفقه وإنما إحياء للأحياء إحياء لأبدانهم وعقولهم وقلوبهم ونفوسهم، فها هو صلى الله عليه السلام في سنوات قليلة يحول مجموعة من القبائل الرعوية إلى قوة تهزم أعظم قوتين في العالم الفرس والروم، لذلك تعد فريضة الإحياء في الإسلام من أهم أسس تميز هذا الدين ، لأنها تُعظم قيمة وكرامة الإنسان ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾، وتحفظ حرمة دم وحياة الإنسان - مطلق الإنسان - ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ ، وتعظم مقاصد الشريعة والاستثمار في الحياة من خلال علم متقن وعمل محكم ، وكذا تدعو لنشر ثقافة الحب وتحارب ثقافة الكراهية .. وتعاند ثقافة الموت وفكر الدمار، وتحارب ثنائية صناعة الجهل وجهل الصناعة، وتدعو ليقظة الضمير.. وصيانة الحق ، وتعظيم أهمية الوقت واحترامه، و وتدعو إلى الزرع والغرس لآخر لحظة من عمر الكون يقول صلى الله عليه وسلم : «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها» [رواه البخاري في الأدب المفرد عن أنس بن مالك].

ولقد فهم الأكابر من أهل العلم مقاصد هذه الفريضة فكانوا في لحظات الموات دعاة للإحياء ، كما فعل حجة الإسلام "الغزالي" إبان الحملات وفعل سلطان العلماء "العز بن عبد السلام" و "يحيى بن شرف النووي" إبان غزو التتار لبلاد المسلمين ، فقد سلك "أبو حامد الغزالي" مسلك معالجة النفوس فنطلق في إحيائه من الداخل إلى الخارج فعالج أمراض القلوب وآفات اللسان كما رتب مقاصد الشريعة وشرح الأصول، بينما انشغل "العز بن عبد السلام" بإحياء العقل فألف القواعد الصغرى والكبرى من أجل ضبط العقل واستقامته كما كان للحكام ناصحا أمينا وسلك بهم لنصر أوطانهم طريقا مستقيما ، وكان "النووي" منشغلا بالمستقبل ليعوض ما أتلفته همجية التتار فحرر قواعد المذهب الشافعي وشرح صحيح مسلم وأبحر في رياض الصالحين وجمع أدعية المصطفى عليه السلام للذاكرين. فما أحوجنا لهذه النماذج في زماننا بعضها يرصد وبعضها يحلل وبعضها يواجه وبعضها ينشغل بالمستقبل ، إن فعلنا ذلك نكون قد أقمنا فريضة الإحياء للأحياء وعشنا في رحاب اسم الله " المُحي " سبحانه وتعالى.

 

من علماء الأزهر الشريف

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رياضة : عمرو وهبي مديراً للتعاقدات في نادي الزمالك
التالى أخبار العالم : محمد الغازي حكمًا لمباراة زد إف سي والمصري بالدوري