استدعت الحكومة الجزائرية السفير الفرنسي لديها احتجاجاً على المعاملة الاستفزازية التي تعرض لها رعاياها في المطارات الفرنسية.
وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية عن تسليم السفير الفرنسي مذكرة احتجاج رسمية بخصوص ما وصفتها بالمعاملات المهينة والتمييزية التي طالت الجزائريين في مطارات باريس، خصوصاً في مطاري رواسي شارل ديغول وأورلي.
طالبت الجزائر السفير الفرنسي بنقل احتجاجها إلى السلطات الفرنسية واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه التصرفات. وذكرت الخارجية الجزائرية أنها تابعت شهادات مواطنيها بشأن المعاملة التي وصفتها بـ “غير المقبولة”، مؤكدة على رفض الجزائر القاطع لأي مساس بكرامة مواطنيها أو استخدامهم كوسيلة للضغط السياسي أو الاستفزاز.
رفضت الجزائر طلباً قدمته السلطات القنصلية الفرنسية لزيارة الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال، المعتقل في الجزائر منذ ديسمبر الماضي.
واعتبرت الحكومة الجزائرية هذا الطلب تدخلاً في شؤونها الداخلية. جاء هذا الموقف في وقت تواصل فيه الأزمة السياسية بين البلدين تصاعدها، حيث صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن السلطات الجزائرية رفضت الزيارة القنصلية للكاتب.
اتهمت الجزائر وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو بالتورط في هذه الممارسات، معتبرة أن هناك نية واضحة لمعاقبة الجزائريين من خلال التدقيق المشدد في تأشيراتهم وإطالة فترة التفتيش لدى وصولهم إلى المطارات الفرنسية. وأكدت الجزائر أنها ستظل تتابع التطورات عن كثب، ولن تتهاون في الدفاع عن حقوق مواطنيها.
بدأت الأزمة بين الجزائر وفرنسا منذ يوليو الماضي حين قررت الجزائر سحب سفيرها من باريس وخفض التمثيل الدبلوماسي رداً على دعم فرنسا لموقف المغرب بشأن الصحراء. وتفاقمت الأزمة بعد أن اتخذت الجزائر خطوات اقتصادية، من بينها منع الشركات الفرنسية من المشاركة في مناقصات تجارية، واستبعاد القمح الفرنسي من وارداتها.
استمرت الجزائر في تصعيد موقفها، حيث ركزت على اتخاذ إجراءات اقتصادية للضغط على فرنسا، وهو ما أدى إلى تباطؤ العلاقات التجارية بين البلدين. وبينما تُظهر الجزائر استعدادها لمواصلة هذا النهج، لا تزال الأزمة تلقي بظلالها على المشاريع المشتركة وتحد من إمكانية استعادة العلاقات إلى طبيعتها.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط