أخبار عاجلة
رياضة : "معاش مبكر".. رواية جديدة لمصطفى نصر -

الأوروبيون يواجهون كارثة تلوث هواء قاتلة تهدد صحتهم والأنظمة البيئية

تكشف البيانات المقدمة من وكالة البيئة الأوروبية أن سكان أوروبا لا يزالون يعانون من تلوث هواء قاتل رغم التحذيرات المستمرة.

تعاني القارة الأوروبية من مستويات مروعة من التلوث الجوي تتجاوز بشكل كبير التوصيات الصحية التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

يسفر هذا التلوث عن ما يقارب 240 ألف حالة وفاة سنوياً، مما يجعل تلوث الهواء أحد أخطر التحديات الصحية التي تواجهها أوروبا في العصر الحالي.

تتعرض 75% من الأنظمة البيئية في أوروبا لمستويات مدمرة من التلوث الجوي. تعاني النظم البيئية، التي يعتمد عليها الإنسان والحيوان على حد سواء، من مستويات تلوث تتعدى الحدود الآمنة، مما يؤدي إلى تدهور التنوع البيولوجي والإضرار بالأنظمة الطبيعية التي يعتمد عليها العالم في استقرار المناخ وحياة الإنسان.

يسبب التلوث الهوائي في أوروبا العديد من الأمراض المزمنة والوفيات، خاصة في المناطق الحضرية. تزداد الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والجهاز التنفسي بشكل خطير بين السكان، وتتعرض المدن وضواحيها لتأثيرات سلبية كبيرة من هذا التلوث.

تعاني المناطق الحضرية بشكل خاص من هذا التلوث الكارثي، حيث يزداد ضغط التلوث مع ازدياد الكثافة السكانية.

يدخل توجيه جديد للاتحاد الأوروبي بشأن جودة الهواء حيز التنفيذ، لكن التحديات تبقى قائمة. تتبنى المنطقة الاقتصادية الأوروبية معايير انبعاثات جديدة بهدف تحقيق تقدم بحلول عام 2030.

ومع ذلك، يبدو أن هذا التوجيه لا يزال بعيداً عن تحقيق الأثر الفعلي على صحة السكان والبيئة. يأتي هذا التوجيه في إطار السعي لتقليل مستويات الانبعاثات تماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية، ولكنه يواجه تحديات كبيرة في التنفيذ العملي.

توضح خريطة جديدة من التقرير الصادر عن وكالة البيئة الأوروبية أن أوروبا تشهد مستويات قاتلة من الجسيمات الدقيقة. تظهر البيانات أن الجسيمات الدقيقة، التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، تتسبب في 239000 حالة وفاة سنوياً في أوروبا وحدها.

يمتص الهواء هذه الجسيمات الصغيرة بشكل مقلق، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي في جميع أنحاء القارة ويزيد من أعباء الأمراض المزمنة والمستشفيات.

يأتي التقرير ليضع معايير صارمة لجودة الهواء بحلول عام 2030. تلتزم هذه المعايير الجديدة بالتحكم في الملوثات الإضافية مثل الجسيمات متناهية الصغر والكربون الأسود والأمونيا، التي تسبب أضراراً كبيرة لصحة الإنسان والبيئة.

ورغم ذلك، يبقى السؤال المحوري: هل ستتمكن هذه المعايير من التصدي للتحديات الهائلة التي تواجهها أوروبا في هذا المجال؟

تحذر منظمة الصحة العالمية من أن التعرض المستمر للجسيمات الدقيقة هو الأكثر ضرراً على صحة الإنسان. تشير الأدلة العلمية المقدمة من المنظمة إلى أن التعرض طويل الأمد للجسيمات الدقيقة يعزز فرص الإصابة بأمراض خطيرة ومميتة، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وجريئة من قبل الحكومات والهيئات البيئية للتصدي لهذه الكارثة.

تتجاهل الحكومات الأوروبية العواقب الوخيمة التي يخلفها تلوث الهواء على سكانها وعلى البيئة. لا يزال الكثير من البلدان الأوروبية غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها الدولية في ما يتعلق بتقليل مستويات التلوث، مما يعرض حياة الملايين للخطر. تزداد الضغوط على صناع القرار لاتخاذ خطوات أكثر حزمًا وفاعلية.

يُعتبر تلوث الهواء تهديدًا مباشرًا لصحة الإنسان وحياة الكائنات الحية في أوروبا. تتفاقم الآثار المدمرة لتلوث الهواء بشكل يومي، ما يضع مستقبل القارة على المحك. يتطلب التصدي لهذا التهديد خطوات جريئة وسريعة لتجنب المزيد من الوفيات والأضرار البيئية الكبيرة.

تزداد أهمية اتخاذ إجراءات صارمة لحماية سكان أوروبا من كارثة تلوث الهواء المتفاقمة. يجب على الحكومات والهيئات المسؤولة أن تتخذ قرارات حاسمة وفورية لمواجهة هذا الخطر المتصاعد قبل أن يصبح الوضع خارج السيطرة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إضراب السجون في مصر يكشف عن انتهاكات كارثية ويهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي
التالى بايدن يعلن كاليفورنيا منطقة منكوبة بسبب الحرائق ويمدد التمويل الفيدرالي للطوارئ بنسبة 100%