أخبار عاجلة
رياضة : قطاع السياحة في باريس يتحول إلى تيك توك -

الاستشارات النيابية تبدأ لاختيار رئيس الحكومة اللبنانية في مرحلة سياسية جديدة

يبدأ الرئيس اللبناني جوزيف عون، صباح الاثنين، مرحلة استشارات ملزمة مع النواب بهدف اختيار رئيس الحكومة الجديد، وذلك تمهيداً لتشكيل حكومة جديدة ستكون الأولى في عهد الرئيس الذي انتُخب حديثاً.

تنص المادة 53 من الدستور اللبناني على أن رئيس الجمهورية يسمي رئيس الحكومة المكلف بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب، بناءً على نتائج الاستشارات النيابية الملزمة.

تختلف آلية اختيار رئيس الحكومة عن انتخاب الرئيس، إذ يتم اختيار المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات بين المتنافسين.

تُجري الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري، حيث تنقسم الكتل النيابية بين مرشحين بارزين لتولي منصب رئيس الحكومة.

يتم تداول عدة أسماء، وأبرزها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والنائب فؤاد مخزومي الذي رشحته المعارضة، بالإضافة إلى النائب إبراهيم منيمنة من “كتلة نواب التغيير” البرلمانية. على الرغم من أن هناك أسماء أخرى تثار في الأوساط السياسية، تبقى هذه الشخصيات هي الأبرز حتى الآن.

نجيب ميقاتي: المرشح الأكثر استقراراً

يعد نجيب ميقاتي أحد أبرز الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الحكومة المقبلة. بدأ ميقاتي مشواره السياسي في عام 1998، عندما تولى حقيبة وزارة الأشغال العامة والنقل في ثلاث حكومات متتالية بين 1998 و2004.

انتُخب نائباً عن مدينة طرابلس في عام 2000، ومن ثم استمر في الفوز بمقعده النيابي في الانتخابات اللاحقة. كان قد شغل منصب رئيس الحكومة في أربع مناسبات مختلفة، بداية من عام 2005، حيث كُلف بتشكيل حكومة انتقالية بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

وقد تولى مجدداً رئاسة الحكومة في عام 2011، وفي عام 2021 تولى منصب رئيس حكومة تصريف الأعمال، وما زال يشغل هذا المنصب حتى اليوم.

يُعتبر ميقاتي من الشخصيات التي تحظى بدعم واسع داخل الأوساط السياسية اللبنانية، لا سيما من قبل الثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل”، وكذلك تكتل “الاعتدال الوطني”.

يقدم ميقاتي نفسه كضامن للاستمرارية في مرحلة تحتاج إلى استقرار سياسي في ظل الأزمات الداخلية والخارجية التي يمر بها لبنان. كما يتمتع بعلاقات قوية على الصعيدين العربي والدولي، مما يعزز فرصه في الحصول على الدعم الكافي لتشكيل الحكومة.

فؤاد مخزومي: مرشح المعارضة

من جهة أخرى، أعلنت قوى المعارضة دعمها لترشيح النائب فؤاد مخزومي. جاء هذا القرار بعد نقاش معمق بين نواب قوى المعارضة، حيث وقع 31 نائباً على بيان يزكي ترشيح مخزومي. يُعرف مخزومي بتوجهاته المعارضة لحزب الله، ويستند إلى خلفيته الهندسية وتجربته الواسعة في مجال الأعمال.

ولد مخزومي في بيروت عام 1952، وحصل على درجة الماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة ميشيغان الأمريكية. بالإضافة إلى نشاطه السياسي، يقود مخزومي “مجموعة المستقبل”، إحدى الشركات الكبرى في مجال صناعة أنابيب الفيبرغلاس.

بدأ مخزومي مسيرته السياسية عام 2004 بتأسيس “حزب الحوار الوطني”، وكان قد تم انتخابه نائباً عن بيروت في عام 2018.

رغم مكانته الاقتصادية والعلاقات الدولية التي يتمتع بها، إلا أن حظوظه لرئاسة الحكومة قد تكون محاطة بالتحديات، خاصة في ظل اعتراض بعض النواب المستقلين والتغييريين على ترشيحه.

إبراهيم منيمنة: مرشح الإصلاح

أعلن النائب إبراهيم منيمنة، عضو “كتلة نواب التغيير”، استعداده لتولي منصب رئيس الحكومة المقبلة. يرتكز برنامجه على الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وقد أشار إلى أنه مستعد لتولي المسؤولية من أجل تحقيق التغيير في لبنان.

وُلد منيمنة في جدة عام 1976، وبدأ مسيرته السياسية في عام 2015 خلال الاحتجاجات الشعبية ضد أزمة النفايات في بيروت. تم انتخابه نائباً عن دائرة بيروت الثانية في انتخابات 2022. يُعرف منيمنة بتوجهاته الإصلاحية، وهو يسعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي في لبنان من خلال إعادة هيكلة القطاع المصرفي ومكافحة الفساد.

نواف سلام: الوجه الدبلوماسي

أحد الأسماء التي يتم تداولها أيضاً في الأوساط السياسية هو نواف سلام، القاضي اللبناني المعروف بخبرته الدولية. وُلد نواف سلام في بيروت عام 1953، وهو يشغل حالياً منصب رئيس محكمة العدل الدولية.

يتمتع سلام بخبرة واسعة في مجال القانون والعلاقات الدولية، حيث عمل سابقاً سفيراً للبنان في الأمم المتحدة. يُعتبر سلام من الشخصيات المحترمة دولياً، وهو يملك القدرة على استقطاب الدعم الخارجي لمصلحة لبنان في هذا الوقت الحساس.

أشرف ريفي: من المعارضين البارزين

من بين الأسماء المطروحة أيضاً، برز النائب أشرف ريفي، الذي أعلن عن نيته الترشح لرئاسة الحكومة. يشتهر ريفي بمواقفه المعارضة لحزب الله، وقد شغل في السابق عدة مناصب أمنية بارزة، أبرزها مدير عام قوى الأمن الداخلي.

يُعد ريفي من أبرز وجوه المعارضة السنية، وقد أشار في تصريحات سابقة إلى أن ميقاتي يمثل جزءاً من المنظومة السياسية التي يرفضها اللبنانيون.

الاستشارات النيابية: اختبار حاسم للبنان

تنطلق الاستشارات النيابية اليوم الاثنين وسط أجواء من الترقب. هذه الاستشارات تُعد خطوة أساسية لتسمية رئيس الحكومة المقبل، وستكشف عن مدى قدرة لبنان على تجاوز أزماته السياسية والاقتصادية.

يتوقع البعض أن تستغرق تسمية رئيس الحكومة وقتاً طويلاً بسبب الخلافات العميقة بين الأفرقاء السياسيين، لكن هناك أمل في أن يتمكن اللبنانيون من تشكيل حكومة جديدة في فترة قريبة، لتكون قادرة على معالجة القضايا الملحة التي يواجهها البلد.

سيتعين على القوى السياسية إيجاد توافق حول المرشح الأكثر قدرة على إدارة المرحلة القادمة، والتعامل مع التحديات الداخلية والخارجية.

يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن لبنان من تخطي عقبة تشكيل الحكومة الجديدة بسرعة، أم ستستمر الأزمة السياسية التي ألقت بظلالها على البلاد لسنوات طويلة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إطلاق سراح ترامب بعد حكم المحكمة في قضية “شراء الصمت” دون عقوبات جنائية
التالى طبيب فلسطيني يتحدى الألم لتقديم الرعاية للأطفال في غزة