الاثنين 13 يناير 2025 04:12 صباحاً
تواصل مديرية أوقاف الفيوم تنفيذ فعاليات الأسبوع الثقافي بجميع إدارات الأوقاف الفرعية بالقرى والمراكز، من خلال ندوات بعنوان: "أسباب الإسراء والمعراج".
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه الأزهري وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور نخبة من العلماء وأئمة الأوقاف المميزين.
العلماء: الإسراء والمعراج رحلة فريدة في تاريخ الإنسانية
وخلال هذه اللقاءات ،أكد العلماء أن الإسراء والمعراج رحلة فريدة في تاريخ الإنسانية، ومعجزة ثابتة وراسخة في وجدان الأمة، جاءت تكريمًا لخاتم الأنبياء والمرسلين، وتسرية عنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن أصابه من أذى قومه وغيرهم ما أصابه، ذلك أنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن لقي من مشركي مكة في سبيل إبلاغ دعوة الله (عز وجل) ورسالته ما لقي من الأذى، خرج إلى الطائف لعله يجد عند أهلها المؤازرة أو النصرة، فكانوا أشد أذى وقسوة عليه (صلى الله عليه وسلم) من بني قومه، إذ سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين.
وأوضح العلماء وأئمة الأوقاف، أنه حينئذ توجه (صلوات ربي وسلامه عليه) إلى ربه (عز وجل) بدعائه الذي سجله التاريخ في سطور من نور: (اللَّهُمَّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوٍّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك).
وأشار العلماء إلى أنه في هذا الوقت العصيب يفقد نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) من يهوِّن عليه المصاعب ويخفف عنه الآلام، حيث ماتت زوجه أمُّ المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) التي كانت بمثابة السند والنصير له، كما فقد نبينا (صلوات ربي وسلامه عليه) عمه أبا طالب الذي كان يدفع عنه الأذى بعلو مكانته بين القبائل ورفعة شأنه، وكان ذلك كله في عام واحد سُمِّي بعام الحزن،وجاء الإسراء والمعراج بالنبي(صلى الله عليه وسلم) في هذه الظروف،كأن الله يقول له: إن فاتتك حماية العم فأنت محاط بحماية الرب،وإن فاتتك مؤانسة الزوجة فأنت مشمول بعناية الله،وإن كذبك أهل الأرض فأنت مصدق من قبل السماء، موضحين أن القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة مفعمان بالأمل والتفاؤل، فإن مع العسر يسرًا، ومع الشدة فرجًا.