فجرت مذيعة القاهرة الإخبارية موجة من الغضب على الهواء مباشرة حينما واجهت مستشارًا بالحزب الجمهوري الأمريكي عقب تقليله من مأساة أطفال غزة.
وجاء الرد الصارم سريعًا وشديد اللهجة عندما ابتسم الرجل أثناء حديثه عن المجزرة في غزة معتبرًا أنها مجرد تفاصيل يمكن تجاوزها دون أن تكون مؤلمة. فما كان من المذيعة إلا أن قاطعت حديثه بأسلوب جريء وقالت له: أنت على شاشة قناة مصرية عربية يجب أن تحترم ما يحدث في غزة.
تفاجأت الأوساط الإعلامية بهذا الموقف الحاسم حيث اعتبرت المذيعة أن إبداء أي تساهل أو تبسيط لما يحدث في غزة هو إهانة لكل طفل وأم وأب سقطوا ضحية للعدوان المستمر.
قالت له بلهجة حازمة لا مكان لتبرير قتل الأطفال في غزة ولا مجال للاستعراض بهذه الطريقة على شاشة عربية تحمل هموم المنطقة وأوجاعها. كان كلامها بمثابة صفعة للمتحدث الذي كان يحاول التخفيف من بشاعة المشهد الإنساني.
زادت الجدل عندما أضافت المذيعة أنه لا يمكن لأحد أن يتحدث عن قضايا الأطفال في غزة دون أن يكون على وعي تام بما يعانيه هؤلاء الأطفال من موت ومجازر لا تنتهي.
فقد قالت بوضوح لم يكن هناك أي مبرر أو أي مجال للابتسامة أو التقليل من خطورة الوضع القائم. كان تصريحها بمثابة وقفة دفاع عن البراءة في وجه حرب لا ترحم، في ظل تزايد الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين الأبرياء.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أن حديث المذيعة المتفجر أصبح حديثًا عامًا على منصات التواصل الاجتماعي. فقد تفاعل الكثير من المشاهدين مع موقفها البطولي معتبرين أن ما فعلته كان تصحيحًا للمسار وتأكيدًا على أهمية احترام مشاعر الجمهور العربي خاصة في ظل ما يعيشه الفلسطينيون من كارثة إنسانية يومية. الجميع تساءل عن غياب الوعي لدى البعض في التعامل مع قضايا الأمة العربية بهذه الطريقة غير المسؤولة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة كشفت عن ضعف التعامل الإعلامي الأمريكي مع القضايا الإنسانية في المنطقة كما أظهرت أهمية وعي المذيعين بدورهم في الدفاع عن حقوق الشعوب. وبينما يظل الوضع في غزة مأسويًا ومستمرًا، فإن المواقف الجريئة من الإعلاميين العرب مثل هذه تظل مؤشرًا على ضرورة الوقوف بحزم في مواجهة كل من يسعى لتجاهل هذه المآسي.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
