دبي: أنور داود
أظهرت البيانات الحديثة الصادرة عن شركة «كوستار»، المزود العالمي لبيانات وتحليلات القطاع العقاري، أداءً قوياً لقطاع الفنادق في دولة الإمارات، خلال عام 2024، مع تسجيل جميع مؤشرات الأداء الرئيسية نمواً ملحوظاً، مقارنة بالعام السابق. ووفقاً لتقرير أرسلته الشركة ل«الخليج»، سجلت الإمارات معدلات إشغال بلغت 77.6%، بزيادة 2.5% عن العام الماضي، متفوقة على العديد من الأسواق العالمية.
بحسب التقرير، ارتفعت الإيرادات لكل غرفة متاحة (RevPAR)، في دولة الإمارات، إلى 138.49 دولار (508.25 درهم)، مسجلةً زيادة قدرها 5.2%، مقارنة بعام 2023. وبهذا الأداء، تجاوزت الإمارات أسواقاً عالمية وإقليمية كبيرة، بما في ذلك السعودية، وفرنسا، والمملكة المتحدة.
من جهة أخرى، بلغ متوسط السعر اليومي للغرفة (ADR)، في الإمارات، 178.40 دولار (654.7 درهم)، مسجلاً زيادة بنسبة 2.7%، وتعكس هذه الأرقام النمو المستمر في الطلب على الإقامة الفندقية، مما أسهم في تعزيز الإيرادات الإجمالية للقطاع.
نمو مستدام وطلب
أشار كوستاس نيكولايديس، مدير الحسابات الأول في STR لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى أن النمو في الطلب على الغرف الفندقية تفوق على نمو العرض، مما أسهم في رفع نسب الإشغال في دولة الإمارات.
وقال: «سجلت الإمارات عاماً آخر من الأداء الإيجابي للفنادق، مع نمو جميع مؤشرات أداء الفنادق الرئيسية عام 2024، وارتفعت إيرادات الغرفة المتاحة إلى 138 دولاراً، مما يمثل زيادة بنسبة 5.2%، مقارنة بعام 2023، متخطياً كبار اللاعبين في السياحة العالمية والإقليمية مثل السعودية والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة».
وأضاف: استمر نمو الطلب في تجاوز نمو العرض، مما دفع بدوره إلى زيادة الإشغال بنسبة 2.5% على أساس سنوي، وفي الوقت نفسه، تظل التطويرات الفندقية قوية، مع وجود 16728 غرفة قيد الإنشاء حالياً، مما يضيف معروضاً إضافياً لتلبية الطلب المستقبلي المتزايد.
قياساً بالأسواق العالمية
عند مقارنة أداء الإمارات بأسواق أخرى، وفقاً لبيانات «كوستار»، تتصدر الإمارات قائمة الدول ضمن التقرير، من حيث معدل الإشغال (77.6%)، وهو معدل مماثل للمملكة المتحدة، ولكنه أعلى بكثير من الأسواق الأخرى مثل الولايات المتحدة والسعودية، كما أن الزيادة في الإيرادات لكل غرفة متاحة في الإمارات (5.2%)، تفوقت على أسواق مثل فرنسا والمملكة المتحدة.
الاستثمارات تعزز القطاع
يأتي هذا الأداء المميز مدعوماً ببيئة استثمارية قوية، وتوسع مستمر في البنية التحتية السياحية، وتشير المشاريع الفندقية قيد الإنشاء إلى التزام الإمارات بالحفاظ على مكانتها وجهة سياحية عالمية، مع التركيز على تلبية احتياجات السوق المتنامية، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
ويواصل قطاع الفنادق في دولة الإمارات، تحقيق نتائج إيجابية، بفضل مزيج من الطلب المتزايد، والاستثمارات الفعالة، والأسعار التنافسية.
30 مليون نزيل
وفق التقديرات الوطنية الأولية التي أعلن عنها سابقاً، حققت البرامج السياحية والثقافية نجاحات غير مسبوقة، من خلال استقبال أكثر من 30 مليون نزيل في فنادق الإمارات، والإقامة لأكثر من 105 ملايين ليلة فندقية، وتحقيق نسبة إشغال من الأعلى عالمياً في هذا القطاع.
تواصل مستويات النمو
قال حسني عبد الهادي، الرئيس التنفيذي لفنادق «كارلتون»: إن القطاع الفندقي في دولة الإمارات، واصل تحقيق مستويات من النمو على مختلف الأصعدة، مع استمرار معدلات الإشغالات القوية خاصة في دبي.
وأضاف: إن كون الإمارات وجهة سياحية مفضلة، فضلاً عن الجهود المبذولة من قبل الجهات المسؤولة في تعزيز مكانة الدولة على خارطة السياحة العالمية، يسهم في جذب المزيد من السياح الدوليين، حيث تشير بيانات حكومية إلى أن الإمارات استقبلت 30 مليون ضيف في فنادق الدولة، خلال العام 2024، بما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها الدولة.
وأكد عبد الهادي أن المنتجات والوجهات السياحية، التي توفرها دولة الإمارات، تلبي حاجات مختلف أنواع السياح الدوليين، من جميع دول العالم، مشيراً إلى القدرة التي تتمتع بها المنشآت الفندقية على استقبال المزيد من الزوار كل عام.
وتابع: تُعد دولة الإمارات، أحد أهم الأسواق الفندقية على مستوى العالم، حيث يسهم أداؤها القوي، في دعم عمليات الفنادق، وتسجيل مؤشرات أداء قوية.
عام فريد للأداء
قال ممدوح علي، المدير العام لفندق روز ريحان من روتانا: لقد شهدنا في دولة الإمارات وتحديداً دبي عاماً فريداً، وأداءً متميزاً من حيث الطلب ونسبة الإشغال.
وأضاف: 2024 عام الإنجازات في القطاع الفندقي، فقد سجلت معظم فنادق الإمارة نسب إشغال تعدت 85% حتى في موسم الصيف خاصة في فندق روز ريحان، بفضل السياسات الفندقية في المواسم الأكثر طلباً في المدينة، عبر جذب السياح والعائلات، لما يقدمه من باقات لاستكشاف معالم مدينة دبي.
ويعود الفضل الكبير بذلك إلى الثقة التي أرستها الحكومة ودائرة السياحة عالمياً، فدبي أصبحت أيقونة سياحية تجذب السياح من كل أنحاء الأرض، حتى نسبة العوائد كانت صحية بنسبة تزايدية بمعدل 10% عن الأعوام السابقة.
