أخبار عاجلة

اخبار الاقتصاد اليوم 4 طرق للاستفادة من الذكاء الاصطناعي

اخبار الاقتصاد اليوم 4 طرق للاستفادة من الذكاء الاصطناعي
اخبار الاقتصاد اليوم 4 طرق للاستفادة من الذكاء الاصطناعي

أحمد جلال إسماعيل*

نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي تجربة بشرية وتقنية غير مسبوقة تتقاطع فيها إبداعات الإنسان مع القدرات التقنية، وينتج عن هذا التفاعل أسلوب حياة جديد. فلم نعد نتحدث عن قدرات الذكاء الاصطناعي باعتبارها مفهوماً مجرداً؛ بل أصبحت أدوات تمتلك إمكانات هائلة تتداخل مع مجريات أمورنا اليومية، وتعيد صياغة فهمنا للقيمة والتواصل وتحقيق التقدم.
وربما تكون تلك القدرات التي يوفرها لنا الذكاء الاصطناعي أكثر تعقيداً من كونها مجرد خيارات تقنية بسيطة؛ بل هي عصر جديد بالكامل، تتمحور أنشطته حول العلاقة المعقدة بين ذكاء البشر وبين تلك الآلة الذكية، ولم يعد الأمر يتعلق بمدى القدرات المبهرة لهذه التقنيات على الأتمتة؛ بل أصبح دورها، وما تُقدم من قيمة، مرتبطاً بما يمكن لها أن تُعزّزه.
ونحن في «ماجد الفطيم»، نُولي أهمية كبرى للاستثمار في 5 أنواع من رأس المال: وهي «رأس المالي المادي» و«رأس المال الفكري» و «رأس المال البشري» و«رأس المالي الاجتماعي» و«رأس مال السمعة»، وهي رؤوس الأموال التي تعمل بشكل متضافر لإيجاد الإطار العام الذي يسهم في تحقيق تقدم منظومة أعمالنا التي تتسم بالتماسك وبخططها الطموحة ورؤيتها المستقبلية.
وعلى المستوى الشخصي، يمثل الذكاء الاصطناعي بالنسبة لي شكلاً معززاً من أشكال «رأس المال الفكري» الذي يعد أحد تلك الأنواع الـ 5 من رؤوس الأموال، وهو الذي يتآزر معها بشكل متداخل ضمن نموذجنا التنظيمي ويسهم في تعزيزها.
واسمحوا لي في ما يلي أن أطرح رؤيتي حول تأثير الذكاء الاصطناعي على رؤوس الأموال الأربعة الأخرى التي تتآزر مع رأس المال الفكري والبشري.
1. رأس المال المادي - تحسين الإنتاجية، وفهم العملاء بشكل أفضل، وتوجيه الاستثمارات ودعم نماذج الأعمال الجديدة:
نوقشت العديد من الطرق التي يستكمل بها الذكاء الاصطناعي قدرات رأس المال المادي: مثل تعزيز الكفاءة والإنتاجية وخفض التكاليف والمخاطر. فعلى سبيل المثال، تؤدي قدرات الذكاء الاصطناعي مهام تحليل البيانات المالية الضخمة لتحديد التوجهات، وتوفير بيانات تنبُئِيّة ثاقبة ترتقي بقدرتنا على إدارة المخاطر واتخاذ قرارات مالية أفضل. ولكن هناك طرقاً أخرى يمكن من خلالها للذكاء الاصطناعي أن يسهم في زيادة رأس المال المادي أيضاً. فمن خلال مساعدتنا على فهم عملائنا بشكل أفضل، يمكننا تحسين تجربتهم وتقديم خدمات أفضل لهم، ومواصلة الارتقاء بمستويات الجودة.
كما يمكن لقدرات الذكاء الاصطناعي أيضاً أن تفتح المجال أمام فرص أعمال جديدة، ويتجلى هذا المعنى في إطلاقنا لشركة «بريسيجن ميديا» التي تستفيد من بيانات العملاء التي يعالجها الذكاء الاصطناعي لتكوين رؤىً تساعد العلامات التجارية على وضع خططها التسويقية بشكل استهدافي أفضل، وبالتالي التأثير في قرارات الشراء.
2. رأس المال البشري - رفع مهارات الموظفين وتحسين مشاركتهم:
تكمن قوّة أي مؤسسة في كوادرها البشرية، وهنا يُعزز الذكاء الاصطناعي قدرتنا على توفير فرصة مثمرة لتنمية رأس المال الفكري والبشري من خلال تقديم تجارب التعلم الفردية وأنظمة الدعم الذكية، فمنصّات التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على إيجاد مسارات تعليمية متخصّصة، والتأقلم في الوقت الفعلي مع أنماط التعلم الفردية، وسدّ الفجوات المعرفية.
ويتجاوز هذا النهج نماذج التدريب التقليدية؛ حيث يُوفر فرص تنمية المهارات الديناميكية، وتلك التي تستجيب للحاجات الآنيّة، ما يعود بالنفع على الشركات من خلال ضمان وجود قوى عاملة مستعدة لاستحقاقات المستقبل، وفي ذات الوقت مساعدة الكوادر البشرية على تعزيز نموها وضمان قدرتها على المنافسة في سوق العمل الحالية المتسمة بالتطور المستمر.
كما يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تقدم رؤىً حول تفاعل الموظفين، ما يساعد المؤسسات على فهم وتحسين ديناميكيات مكان العمل.
3. رأس المال الاجتماعي - تعزيز حلّ المشكلات وفق نموذج تعاوني:
لم تغب قدرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي عن مجال أعمال الخير والأنشطة المجتمعية، بل قدمت فرصاً أوفر لحلّ مشاكل جماعية على مستوى العالم بشكل تعاوني. ولكن، تشير دراسة أصدرتها مؤسسة«ماكينزي» إلى أن 72% من المشاركين في الدراسة، قد أوضحوا أن معظم الجهود المبذولة لنشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي ما زالت تتمحور فقط حول أعمال الخير الاجتماعية، وتركز على الأبحاث والابتكار، بدلاً من تبنّيها وتوسيع نطاق تطبيقاتها. وحتى تتغلب المنظمات على هذا التحدي، يتوجب عليها التعرف على تلك التطبيقات وتفعيل دور التقنيات لمعالجة الكثير من التحديات الاجتماعية المعقدة، مثل تعزيز قدرة المجتمعات على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والتأقلم مع ظروف تغير المناخ. وعلى الجانب الآخر، قدمت دولة الإمارات نموذجاً رائداً في الاعتماد على قدرات الذكاء الاصطناعي لتعزيز إسهاماتها العالمية في أعمال الخير المجتمعية على مستوى العالم، فمن خلال شراكتها مع مؤسسة «بيل وميليندا جيتس» لدعم المزارعين الصغار المعرضين للخطر، أسهمت دولة الإمارات في تعزيز قدرات صغار المزارعين على التأقلم مع تبعات تغير المناخ.
4. رأس مال السمعة – اغتنام الفرصة للتأكيد على الثقة التي تحظى بها العلامات التجارية:
مع قدرات التقنيات غير المسبوقة تأتي تحديات جديدة، فبالرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي، يستغل البعض قدراته لأعمال ضارة مثل التزييف وزعزعة الثقة، مما قد يؤدي لخسائر مالية كبيرة وضرر بالسمعة؛ حيث يمكن لفيديو أو صورة مزيفة أن تسبب أضراراً باهظة الكُلفة على الشركات المستهدفة.
وتشير دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» إلى أن ثلثي الرؤساء التنفيذيين يعتقدون أن استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الصحيحة من شأنه أن يعزز الثقة لدى الأطراف المعنية بأعمالهم. ولكن نسبة مماثلة ترى أن المخاطر المتعلقة بالسمعة آخذة في التطور والتزايد. وبالتالي، يتعين على الشركات التحوط من تلك الأفعال من خلال الاعتماد على ذات السلاح واستخدام قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي لدوام تحصين قيمة «الثقة» في علامتها التجارية.
إن الوصول إلى تحقيق كامل إمكانات هذا العصر الذكي يتطلب جهداً تعاونياً من جميع الأفراد على مستوى الأفراد والمؤسسات، وتغيير نظرتنا وتفاعلنا، من مجرد مستهلك لتلك التقنيات إلى مشاركين نشطين في إيجاد مفاهيم جديدة لتكامل الإمكانات البشرية مع الذكاء الاصطناعي وما يمكن أن يقدما من إبداعات.
* الرئيس التنفيذي لشركة
«ماجد الفطيم القابضة»

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار الاقتصاد اليوم القطاع الخاص في الإمارات يختتم 2024 بنمو قوي.. ومؤشر مديري المشتريات لأعلى مستوى في 9 شهور
التالى اخبار الاقتصاد اليوم مصر.. عودة أعمال تنمية حقل غاز ظهر وحفر بئرين