دبي: أحمد البشير
الاستثمارات والنمو القوي كانا العاملين الرئيسيين وراء تقدّم دبي وأبوظبي في تصنيف علامات المدن، بحسب قراءة «الخليج» لتقرير «براند فاينانس»، والذي نشر أواخر العام الماضي.
وتقدمت دبي أربعة مراكز في مؤشر «براند فاينانس للمدن» لعام 2024، لتحتل المرتبة الخامسة عالمياً كأفضل مدينة في بناء العلامة التجارية، والأولى عالمياً في السمعة، متجاوزةً سيدني ولندن. وحظيت دبي بتصنيف قوي بفضل تقدمها في تصنيفات العمل، حيث ارتفعت من المرتبة 16 إلى المرتبة 8 في قابلية العمل محلياً، ومن المرتبة 24 إلى المرتبة الرابعة في العمل عن بُعد.
كما تم الاعتراف بدبي واحدة من أهم المدن العالمية، وجاءت في المركز الثاني عالمياً بعد أن تجاوزت لندن، بفضل اقتصادها المستقر والمتميز، والذي يحتل المرتبة الثانية عالمياً أيضاً. وتدعم دبي دورها الاستراتيجي كونها مركزاً للتجارة الدولية، من خلال بنيتها التحتية اللوجستية المتقدمة وموقعها المميز، الذي يربط بين الشرق والغرب.
ويجعل هذا المزيج من العوامل دبي، خياراً جذاباً للسكان والشركات والمستثمرين العالميين على حد سواء. وتعد الإمارة مركزاً للابتكار والشركات الناشئة، حيث تسهم مبادرات مثل «مؤسسة دبي للمستقبل» في تعزيز جاذبيتها للنمو المستقبلي، ما منحها المرتبة الأولى في هذا المجال. إضافة إلى ذلك، احتلت دبي المركز الثالث عالمياً في تصنيف جاذبية نظام الضرائب للشركات، ما يعزز مكانتها وجهة مثالية للاستثمار، حيث تم تصنيفها أفضل مدينة للاستثمار عالمياً.
أبوظبي تتميز
في سياق متصل، حافظت أبوظبي على مركزها في المرتبة 30 عالمياً في التصنيف العام، لعام 2024، مع تحقيق تحسن في بعض المجالات الرئيسية، مثل العلوم والتكنولوجيا والجاذبية الاقتصادية.
وتميزت أبوظبي في جوانب عدة من تصنيفات الاستثمار والأعمال؛ حيث احتلت المرتبة الرابعة عالمياً في دعم الشركات الناشئة والابتكار، وكذلك المرتبة الثانية في إمكانات النمو المستقبلي، ما يعزز جاذبيتها مركزاً رئيسياً للابتكار.
كما صعدت أبوظبي 16 مركزاً لتحتل المرتبة 20 عالمياً في العلوم والتكنولوجيا، ما يعكس تقدماً مستمراً في البنية التحتية والحوكمة، ويؤكد دورها كمحور متنامٍ في مجالات الابتكار والتطوير العلمي.
الرياض وجدة
كما شهدت مدن أخرى في المنطقة مثل الرياض وجدة تحسناً ملحوظاً؛ حيث صعدت الرياض أربع مراتب لتصل إلى المركز 75، بينما تقدمت جدة ست مراتب إلى المركز 79. وحققت الرياض تقدماً ملحوظاً في عدة جوانب، حيث قفزت 37 مرتبة في تصنيف الأندية والفرق الرياضية، و24 مرتبة في تصنيف المدارس الخاصة، و20 مرتبة في فئات التسوق وتناول الطعام والحياة الليلية، ما جعلها واحدة من أسرع المدن نمواً في هذه المجالات.
وأرجع أندرو كامبل، المدير التنفيذي لـ«براند فاينانس» في الشرق الأوسط، هذا التقدم السريع في التصنيفات الإقليمية إلى الاستثمارات الاستراتيجية من قبل الحكومات في البنية التحتية والسياحة وقطاع الأعمال، مؤكداً جاذبية دبي المتزايدة وجهة مميزة للزوار والمقيمين والشركات والمستثمرين العالميين.
مدن عالمية
أما على مستوى المدن العالمية الأخرى، فقد حافظت لندن على المركز الأول كأفضل علامة تجارية بين مدن، تلتها نيويورك وباريس، في حين تقدمت طوكيو إلى المركز الرابع، بفضل سمعتها القوية ونموها في قطاعات الابتكار والتعليم. وتصدرت المدن الأوروبية مثل زيورخ وجنيف في مجالات العمل والاستدامة، حيث حققت مراكز متقدمة بفضل سياسات الحوكمة القوية وانخفاض معدلات الجريمة.
وتم تصنيف المدن في هذا المؤشر، بناءً على عدد من المعايير المهمة التي تعكس مدى قوة العلامة التجارية لكل مدينة، بما في ذلك «السمعة» و«المعرفة» بالمدينة. كما تضمنت معايير التقييم عناصر عدة تشمل مدى جاذبية المدينة للاستثمار، وملاءمتها للإقامة والعمل المحلي والعمل عن بُعد، وتوفرها على بيئة مناسبة للدراسة والتقاعد، وأخيراً جاذبيتها كوجهة سياحية.
ويعتمد المؤشر على استطلاع واسع للرأي يشارك فيه أكثر من 15 ألف شخص، من 20 دولة حول العالم، لتقييم التصورات العالمية حول كل مدينة. ويشمل الاستطلاع تقييماً لسبعة محاور رئيسية؛ وهي: الاستثمار والأعمال، والمعيشة، والثقافة والتراث، والقيم الاجتماعية، والاستدامة والنقل، والحكم، والتعليم والعلوم. وتم تقييم المدن، بناءً على 45 صفة تفصيلية، مثل الاستقرار الاقتصادي، ونظافة البيئة، وجودة الحياة، وسهولة الوصول إلى المواصلات العامة، وغيرها من العوامل التي تعزز جاذبية المدينة.
