أخبار عاجلة

اخبار اليوم : "الخلافات عميقة".. لماذا وصلت المرحلة الثانية من مفاوضات غزة إلى طريق مسدود؟ بالتفصيل

تم النشر في: 

02 مارس 2025, 7:45 صباحاً

في ظل توتراتٍ متصاعدة وخلافاتٍ عميقة، تتعثر محادثات وقف إطلاق النار في غزة، حيث تتصادم مصالح الأطراف حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، فبينما تقدّم مصر خطة طموحة لإعادة إعمار القطاع، تظل الأسئلة معلقةً حول مستقبل غزة وإدارة الأزمة الإنسانية والسياسية التي طال أمدها.

وتعثرت المحادثات في القاهرة، أمس، بعد فشل الأطراف في التوصل إلى اتفاقٍ حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، ووفقاً لمسؤولٍ في حركة حماس، لم تُحرز المفاوضات أيَّ تقدمٍ يوم الجمعة، ولم تظهر مؤشراتٌ على استئنافها أمس؛ اليوم الأخير من المرحلة الأولى التي استمرت ستة أسابيع.

خطة مؤقتة

وفي ساعات الصباح الأولى اليوم (الأحد)، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ تبني خطة اقترحها الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف؛ لوقف إطلاق النار المؤقت خلال فترتَي رمضان وعيد الفصح. تشمل الخطة الإفراج عن نصف الرهائن الأحياء ونصف جثث القتلى، مع إمكانية الإفراج عن الباقين في حال التوصل إلى اتفاقٍ دائمٍ، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وتشبه الخطة الإسرائيلية إلى حدٍ كبيرٍ اقتراحها السابق بتمديد المرحلة الأولى لستة أسابيع، مع الإفراج عن الرهائن دون ذكر انسحاب القوات، وهو ما يتعارض مع بنود الاتفاق الأصلي الموقع في يناير. و"حماس" رأت في ذلك محاولة إسرائيلية للتخلي عن التزاماتها السابقة.

الانسحاب الكامل

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن محمود مرداوي؛ مسؤول "حماس" الكبير، قوله إن التلاعب الإسرائيلي لن يُعيد الرهائن إلى عائلاتهم، بل سيزيد من معاناتهم ويعرّض حياتهم للخطر. وأكّد أن "حماس" لم تشارك مباشرة في المحادثات، لكنها تنسق مع الوساطتَيْن القطرية والمصرية.

المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار تتطلب انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من غزة، بما في ذلك ممر فيلادلفيا على الحدود الجنوبية مع مصر. نتنياهو وصف السيطرة على المنطقة العازلة بأنها ضرورة إستراتيجية، لكنه وافق سابقاً على الانسحاب بحلول 9 مارس.

مخاطر سياسية

من المحتمل أن يؤدي الانسحاب إلى انهيار التحالف اليميني الحاكم في إسرائيل، مما يهدّد مستقبل نتنياهو السياسي. محللون إسرائيليون يشيرون إلى أن نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار تحت ضغط أمريكي، معتقداً أن الاتفاق لن يصل إلى مرحلة الانسحاب الكامل.

وبينما يطالب معظم الإسرائيليين بتحرير الرهائن كأولوية، يعارض اليمين المتطرف ذلك، مؤكدًا أن تدمير "حماس" يجب أن يكون الهدف الرئيس. ويتكوف؛ المبعوث الأمريكي، أصرَّ على تنفيذ المرحلة الثانية لضمان الإفراج عن الـ59 رهينة المتبقين، الذين يُعتقد أن 25 منهم فقط لا يزالون على قيد الحياة.

إعادة الإعمار

ولا يزال الخلاف قائماً حول مَن سيُدير غزة بعد الحرب؟ بينما تدعم أوروبا والولايات المتحدة إدارة "سلطة فلسطينية مُجدّدة"، يرفض نتنياهو ذلك، واقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد؛ أن تتحمَّل مصر المسؤولية لمدة تراوح بين 8 و15 عاماً.

وتستعد دول الجامعة العربية لمناقشة خطة مصرية لإعادة إعمار غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، تبدأ بإنشاء مخيمات مؤقتة لإيواء السكان في أثناء إعادة بناء أحيائهم. ومع ذلك، تظل التحديات السياسية والإنسانية قائمة، مما يضع مستقبل غزة في دائرة الغموض.

مستقبل المفاوضات

وصلت المرحلة الثانية من المفاوضات إلى طريقٍ مسدودٍ بسبب عوامل رئيسة عدة: أولاً، رفض إسرائيل الالتزام بانسحاب قواتها الكامل، وهو ما تعدَّه "حماس" شرطاً أساسياً لأي تقدم. ثانياً، الخلافات الداخلية داخل التحالف الإسرائيلي الحاكم، حيث يرفض اليمين المتطرف أيَّ تنازلاتٍ قد تُضعف موقف إسرائيل الإستراتيجي. ثالثًا، عدم وجود رؤية واضحة حول إدارة غزة بعد الحرب، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.

وفي ظل تعثر المفاوضات وتباين الأولويات، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح الأطراف في تجاوز خلافاتها لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة، أم أن الأزمة ستستمر في التصاعد؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار اليوم : تستمر حتى 6 مساءً.. "الأرصاد": رياح نشطة وأتربة مثارة على تبوك بالتفصيل
التالى اخبار اليوم : الشيخ سعد الخثلان يُدشِّن استراتيجية جمعية "تعلم" للسنوات الثلاث القادمة بالتفصيل