اخبار اليوم : اشتباك "ترامب" و"زيلينسكي" يهز التحالفات الدولية.. كيف تفاعل العالم مع الأزمة؟ بالتفصيل

في مشهدٍ غير مسبوقٍ، تحوَّل لقاءٌ كان يُفترض أن يعزّز التحالف بين واشنطن وكييف، إلى أزمة دبلوماسية كبرى. اشتباكٌ لفظي حاد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ في المكتب البيضاوي، أثار موجةً من ردود الفعل العالمية، وكشف عن تصدّعات محتملة في الجبهة الدولية الداعمة لأوكرانيا؛ بين تأييدٍ لزيلينسكي وانتقاداتٍ لترامب.. يتساءل المراقبون: هل يمكن أن يؤثر هذا الخلاف في مستقبل الصراع الأوكراني-الروسي؟

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ عن امتنانه للدعم الأمريكي عبر تغريدة على "تويتر"، مؤكدًا أن بلاده تسعى إلى "سلام عادل ودائم". جاءت تصريحاته في أعقاب اللقاء المُثير للجدل، حيث حاول زيلينسكي طمأنة حلفاء أوكرانيا، بأن كييف لا تزال ملتزمةً بحل سلمي للأزمة، وفقاً لـ"رويترز".

من جهته، أكَّد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو؛ وقوف كندا إلى جانب أوكرانيا، واصفاً الغزو الروسي بأنه "غير قانوني وغير مبرر". وأضاف أن النضال الأوكراني من أجل الديمقراطية والحرية هو قضية تهم العالم بأسره. كما أشار إلى أن كندا ستواصل دعمها لأوكرانيا حتى تحقيق سلامٍ دائمٍ وعادل.

في أوروبا، عبَّر المستشار الألماني أولاف شولتس؛ عن دعم بلاده لأوكرانيا، مشيراً إلى أن ألمانيا وأوروبا تعملان معاً لتحقيق سلامٍ دائم. وأكّد أن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على الدعم الأوروبي في مواجهة التحديات الحالية.

من جانبه، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ روسيا بأنها "المعتدي"، وأكَّدَ أن دعم أوكرانيا هو قرارٌ صائبٌ يجب الاستمرار فيه. وأضاف، أن الشعب الأوكراني يقاتل من أجل كرامته واستقلاله، وهو ما يستحق دعم المجتمع الدولي.

وحذّرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيو ميلوني؛ من انقسامات الغرب، ودعت إلى عقد قمة فورية بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية لمواجهة التحديات المشتركة، بدءاً من الأزمة الأوكرانية. وأكَّدَت أن أيَّ انقسامٍ في الجبهة الغربية سيفضله فقط أولئك الذين يسعون إلى إضعاف الحضارة الغربية.

ولم تخلُ ردود الفعل من انتقاداتٍ لاذعة لموقف ترامب خلال اللقاء. وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكي راسموسن؛ وصف الحادث، بأنه "لكمة في المعدة" لأوكرانيا، معتبراً أن الكرملين هو المستفيد الوحيد من هذا الخلاف. وأضاف، أن مثل هذه المواقف تضعف الجبهة الدولية الداعمة لأوكرانيا.

ورئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره؛ وصف المشهد بأنه "خطيرٌ ومُحبط"، مشيراً إلى أن اتهامات ترامب لزيلينسكي بالمقامرة بالحرب العالمية الثالثة كانت "غير معقولة"، وأكَّدَ أن النرويج ستواصل دعمها لأوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية.

وعلى الرغم من الأزمة، إلا أن عديداً من القادة أكّدوا استمرار دعمهم لأوكرانيا. رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين؛ أشادت بشجاعة الشعب الأوكراني، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل من أجل سلامٍ عادل. وأضافت أن الشجاعة الأوكرانية هي مصدرُ إلهامٍ للعالم بأسره.

ورئيسة مولدوفا مايا ساندو؛ وصفت الوضع ببساطة: "روسيا هي المعتدي، وأوكرانيا تدافع عن حريتها - وحريتنا". وأكّدت أن مولدوفا ستواصل الوقوف مع أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.

تصريحات الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف؛ جاءت ساخرة، حيث وصف الحادث بأنه "توبيخٌ قاسٍ في المكتب البيضاوي". في المقابل، أشاد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان؛ بموقف ترامب، معتبراً أنه "وقف بشجاعة من أجل السلام".

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز؛ أكَّدَ وقوف إسبانيا مع أوكرانيا، بينما دعا رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف؛ إلى إنهاء حرب العدوان التي بدأتها روسيا.

يطرح هذا الاشتباك تساؤلات حول مستقبل التحالفات الدولية ودعم أوكرانيا. بينما يؤكّد عديدٌ من الدول التزامها بدعم كييف، يبدو أن الخلافات الداخلية داخل الغرب قد تهدّد تماسك الجبهة الدولية.

وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساخنا؛ ألقى باللوم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ في استمرار الحرب، مؤكداً أن دعم إستونيا لأوكرانيا سيظل ثابتاً.