أخبار عاجلة
خيري عمر يكتب : في جدوى تنشيط المعارضة المصرية -

اخبار اليوم : لماذا تستحق "نادك" الإشادة؟ بالتفصيل

تم النشر في: 

24 فبراير 2025, 8:44 صباحاً

لا يمكن لأي مراقب أن يتجاهل ما تمثّله "نادك" اليوم في المشهد الاقتصادي السعودي. فهي ليست شركة غذائية تتنافس في سوق المنتجات الزراعية والألبان محليا وإقليميا، بل يمكن وصفها بنموذج متكامل يعكس كيف يمكن للإبداع والابتكار أن يتحولا إلى ثقافة مؤسسية راسخة، وعندما ننظر إليها لا نرى فقط منتجات غذائية عالية الجودة، بل نرى قصة نجاح تتجدد مع كل إنجاز، وكأن النجاح أصبح بالنسبة لها أسلوب حياة.

في عالم يزداد فيه التحدي، لم تكتفِ "نادك" بمواكبة التطورات، بل اختارت أن تقودها.

وأعلنت نادك اليوم عن نتائجها السنوية لعام 2024، والتي ارتفعت أرباحها إلى 774.6 مليون ريال بنهاية عام 2024، مقارنة بأرباح قدرها 302.1 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من عام 2023.

ولم تكن أرقام "نادك" حبرًا على ورق، بل شهادة حية على أن الاستثمار في التميز والإدارة الذكية يؤدي إلى نتائج استثنائية، لأن هذه النتائج لم تأتِ من فراغ، بل ثمرة استراتيجية مدروسة تركز على التوسع في الإنتاج، وتعزيز الاستدامة، ورفع مستوى الابتكار، وهو ما يجعلها تتجاوز فكرة العلامة تجارية، إلى كونها نموذجًا اقتصاديًا يعكس الرؤية الطموحة للمملكة في تحقيق أمنها الغذائي وتعزيز ريادتها الإقليمية.

عندما نسمع عن شركة تحقق نموًا كبيرًا في سوقها، فإن السؤال الأكثر أهمية ليس فقط "كم حققت؟"، بل "كيف وصلت لذلك؟". وهنا يكمن تفرُد "نادك"، حيث أنها لا تعتمد فقط على توسعة عمليات الإنتاج والتوزيع، بل تركز على تطوير بنية تحتية متكاملة ترتكز على الجودة والكفاءة والاستدامة، ويكفي هنا أن نعلم أن "نادك" تُجري يوميًا أكثر من 20 ألف اختبار جودة، تشمل المنتجات والمواد الخام وحتى المهارات البشرية التي تدير العمليات، لنفهم أن ما تضعه على أرفف الأسواق، هو خلاصة تجربة وخبرة ممتدة.

لكن اللافت للانتباه، هو أن هذه الشركة الوطنية لا تنظر إلى النجاح كحالة طارئة أو إنجاز لحظي، بل تسعى إلى جعله مستدامًا، ومن هنا جاء اهتمامها بتطوير كوادرها البشرية، واستقطاب الكفاءات السعودية وتدريبها وفق أحدث المعايير العالمية، والنتائج تتحدث عن نفسها؛ حيث نجحت نادك على مدار الثلاث سنوات الماضية، في تحقيق معدل نمو سنوي في سعودة الوظائف قدره 23%، إضافة إلى مضاعفة نسبة الموظفات السعوديات في الشركة خلال نفس الفترة.

ربما يعتقد البعض أن نجاح الشركات يُقاس فقط بحجم إنتاجها أو انتشارها السوقي، لكن في الحقيقة، القوة الحقيقية لأي مؤسسة تكمن في قدرتها على الاستثمار في العنصر البشري، وهو ما أدركته "نادك" مبكرًا، فوضعت الإنسان في قلب استراتيجيتها، حيث لم يتجه تركيزها فقط على الأرقام والإيرادات، بل على بناء بيئة عمل ترفع الولاء الوظيفي، وتعزز روح الإبداع والمبادرة لدى العاملين، وهذه النظرة جعلت منها مؤسسة قادرة على خلق قيمة حقيقية في المجتمع، تسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 عبر دعم الكفاءات الوطنية وتمكينها في سوق العمل.

عندما ننظر إلى السوق السعودي، نجد أن "نادك" لا تسعى فقط إلى تحقيق الأرباح أو زيادة حصتها السوقية، بل تحمل على عاتقها مسؤولية أعمق تتمثل في تعزيز الأمن الغذائي للمملكة، في وقت أصبحت فيه الاستدامة محورًا أساسيًا في السياسات الاقتصادية، حيث نجدها تتبنى استراتيجية تقوم على تحقيق التوازن بين التوسع الإنتاجي وحماية الموارد الطبيعية.

لقد خطت الشركة خطوات مهمة في هذا الاتجاه، سواء من خلال الاستثمار في الطاقة النظيفة، أو تبني حلول زراعية متطورة تقلل من استهلاك المياه، أو توسيع نطاق المنتجات الزراعية لتشمل محاصيل مثل القمح وبذور البطاطس وفق أعلى المعايير العالمية، فالشركة لم تعد اليوم منتجاً للحليب والعصائر، بل أصبحت لاعبًا رئيسيًا في صناعة الغذاء، وتُعزز من الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الواردات، وتساهم أيضا وبشكل ملموس في تصدير الصناعة السعودية إلى أسواق المنطقة والعالم، بعد أن كسبت ثقة المستهلك محليا وإقليميا.

لم يعد طموح الشركة الوطنية للتنمية الزراعية "نادك" محصورًا داخل الحدود السعودية إذن، بل أصبحت لديها رؤية واضحة للتوسع إقليميًا ودوليًا، وخلال السنوات الأخيرة شهدنا توسعًا ملحوظًا للشركة في أسواق جديدة، وابتكار منتجات تلبي احتياجات شرائح استهلاكية متنوعة، الأهم من ذلك، أن هذا التوسع لم يكن على حساب الجودة، بل كان مدفوعًا برؤية واضحة للحفاظ على المعايير العالية التي تميز منتجاتها عن غيرها.

إن النجاح في الأسواق المحلية، وكسب ثقة المستهلك السعودي، لا يعنيان الاكتفاء، بل يجب أن يكونا دافعًا للبحث عن آفاق أوسع، وهذا بالضبط ما تقوم به "نادك" اليوم، فهي لا تسعى إلى التصدير فحسب، بل إلى تقديم نموذج سعودي متكامل لصناعة غذائية مستدامة، قادرة على المنافسة عالميًا.

ومن المهم الوعي والإدراك، من أننا لا نتحدث فقط عن شركة ناجحة، بل عن نموذج متكامل يعكس كيف يمكن للقطاع الخاص أن يكون محركًا رئيسيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، باعتبارها منظومة متكاملة ترتكز على الجودة، والابتكار، وتمكين الكفاءات الوطنية، علاوة على التأكيد من أن الشركات السعودية قادرة على أن تكون في طليعة المشهد الاقتصادي، محليًا وعالميًا. وما يُميز "نادك" عن غيرها، هو أنها لا ترى النجاح كنقطة نهاية، بل كمسار مستمر نحو التطوير والتجديد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار اليوم : دوريات الإدارة العامة للمجاهدين بمنطقة القصيم تضبط مخالفًا لنظام البيئة بالتفصيل
التالى أخبار العالم : محمد الغازي حكمًا لمباراة زد إف سي والمصري بالدوري