19 فبراير 2025, 7:16 مساءً
مع بدء تفعيل الاختبارات المركزية، التي طبقتها وزارة التعليم على بعض صفوف المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، يرى المتابعون للشأن التعليمي أن هذا النوع من الاختبارات، سيعمل على تجويد العملية التعليمية، من خلال تحسين ممارسات المعلمين التدريسية والتقويمية، وتغطية كامل المقرر للفصل الدراسي.
وكانت وزارة التعليم أعلنت عن تطبيق الاختبارات المركزية، لطلاب الصفين الثالث والسادس الابتدائي وطلاب الصف الثالث المتوسط. حيث تراعي رفع متوسط أداء التحصيل الدراسي للطلاب.
وخضعت الاختبارات المركزية لتقييم جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انقسموا بين مؤيد، ومعارض ومتحفظ، ولكل منهم وجهة نظره الخاصة، مع وجود عامل مشترك بينهم، يرى أنه من السابق لأوانه الحكم على هذه الاختبارات.
وتهدف الاختبارات المركزية إلى تغطية جميع الوحدات والمهارات والمعارف الدراسية المطلوبة في كامل المقرر للفصل الدراسي، وتجويد بناء وصياغة أسئلة الاختبارات، ورفع متوسط أداء التحصيل الدراسي للطلاب في نتائج الدراسات الوطنية والدولية، وتشخيص جوانب القوة والضعف في المواد الدراسية والممارسات الصفية، مع مقارنة مستوى الأداء المطلوب من الطلاب مع المستوى المتحقق فيما يخدم تحسين نواتج التعلم المستهدفة.
وبتفاؤل، نظرت معلمة تُدعى "نور" إلى الاختبارات المركزية، واصفة إياها بأنها "أفضل خطوة اتخذتها الوزارة للقضاء على الملخصات، وأسئلة المراجعة التي هي نسخة من الاختبار". وقالت "طريقة الملخصات والأسئلة السريعة، تعمل على إيجاد جيل لديه هشاشة معرفية".
وتضيف "باعتباري معلمة، أرى أنه من المفترض أن يسعى المعلم إلى رفع مستوى الطالب، حتى يكون مؤهلاً لمنافسة الطلاب الآخرين، ولكننا على العكس من ذلك، أصبحنا نسهّل الأسئلة، ونقدمها لهم جاهزة، ما أدى إلى تراجع مستوى الطالب". وقالت "إذا لم أمنح الطلاب أسئلة جاهزة، وملخصات، أصبح في نظرهم معلمة شريرة".
الأسئلة الجاهزة
وقالت "ندى" إن الاختبارات المركزية، لو طبقت على الجميع بصدق، لكانت أفضل تقييم حقيقي، يبين مستوى كل طالب". وأضافت "حينما يجتهد طالب، ويذاكر، فهو يتساوى تماماً مع طالب آخر، لا يذاكر ولا يجتهد، ولكن تصله الأسئلة جاهزة، أو تتسرب إليه، فيحفظ الإجابات، ويحصل على تقييم مرتفع".
تحولات كبيرة
وبكثير من التفاؤل، أشاد الكاتب علي السهيمي بالنتائج المتوقعة للاختبارات المركزية، وقال في مقال نشرته صحيفة "مكة" إن هذه الاختبارات "تأتي في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع التعليم في المملكة، من أجل تحسين جودة المخرجات التعليمية، وتعزيز مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب"، واصفاً هذه الاختبارات بأنها "إحدى الأدوات الفعالة لقياس مستوى الأداء التعليمي، وتشخيص جوانب القوة والضعف في النظام التعليمي".
خطوة جبارة
وربط المغرد "العيطموس" بين الاختبارات المركزية، ويوم التأسيس للمملكة، قائلاً: "انتهت الاختبارات خلاص، وبالنسبة لي، أعتبرها خطوة جبارة، تستهدف رفع مستوى تحصيل طلابنا". وتابع "بما أن هذه الاختبارات انتهت بحلوها ومرها، دعونا نحتفل بيوم التأسيس للمملكة، ونعزز في نفوس طلابنا، حب الوطن والاحتفال بمناسباته الوطنية".
لا تغطي المنهج
في الجانب الآخر، هناك مغردون كانت لهم تحفظات على الاختبارات المركزية، من بينهم "أبو باسل"، رأى أن هذه الاختبارات لا تغطي المناهج بالكامل. وقال في حسابه الشخصي في منصة "إكس": "تابعت أسئلة الرياضيات لثالث متوسط، وقرأت أكثر من نموذج، وللأسف وجدت أن الاختبارات لا تغطي المنهج كاملاً".
وبنفس النظرة السلبية، قالت المغردة أماني "الاختبارات المركزية خطوة اتخذتها الوزارة لقياس المستوى التعليمي للطلبة على مستوى المناطق، ولكن هناك من حُمّل أمانة وضع الاسئلة وصياغتها، فلم يتقيد بالمعايير المطلوبة، وأثقل على الطلاب الصغار فهم الأسئلة".
التدقيق والمراجعة
وبنظرة متوازنة، دعا "أبو زياد" إلى عدم الحكم مبكراً على نتائج الاختبارات المركزية، ونتائجها المنتظرة منها. وقال "إذا كانت الاختبارات المركزية خطوة على الطريق الصحيح، ينبغي أن تكون صادرة من الوزارة مباشرة، وتخضع للتدقيق والمراجعة من قبل مشرفي الوزارة، قبل نشرها وتوزيعها على المدارس".
وينتظر أن تعزز الاختبارات المركزية، جوانب القوة والضعف في المواد الدراسية والممارسات الصفية، مع مقارنة مستوى الأداء المطلوب من الطلاب مع المستوى المتحقق فيما يخدم تحسين نواتج التعلم المستهدفة، الأمر الذي يرتقي بتجربة هذه الاختبارات ويحقق الأهداف الإستراتيجية لها، بتطوير العملية التعليمية.