الأحد 26 يناير 2025 09:18 مساءً
الرئيس الأمريكى يشعل النار بالشرق الأوسط
اقتراحات «ترامب»: نقل الفلسطينيين لمصر والأردن ودعم إسرائيل بالسلاح
حماس: لن نقبل أى حلول تحت ستار «الإعمار»
الجهاد الاسلامي: تشجيع على ارتكاب جرائم حرب
ترحيب اليمين الإسرائيلى المتطرف.. والصحف العالمية: تطهير عرقى لغزة
الاعلام العبري: مخطط مع إسرائيل وليست زلة لسان
زيارة مرتقبة لـ«نتنياهو» إلى واشنطن
كشف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن خططه فى استقبال الاردن ومصر مزيدا من الفلسطينيين ـ بحسب محادثته مع الملك عبدالله الثانى ملك الأردن الامس ـ وهى الفكرة التى من المرجح أن تعيد إشعال الجدل حول مستقبل ما يقرب من مليونى فلسطينى. وتابع «غزة موقع هدم حرفيًا تم هدم كل شيء تقريبًا ويموت الناس هناك، لذلك أفضل أن أشارك مع بعض الدول العربية فى بناء مساكن فى موقع مختلف حيث يمكنهم ربما العيش فى سلام للتغيير».
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: «قلت له، أود منك أن تستقبل المزيد من اللاجئين لأننى أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن، وهو فى حالة من الفوضى». وأضاف أنه يرغب أيضًا فى أن تستقبل مصر المزيد من الفلسطينيين «بشكل مؤقت أو على المدى الطويل». وأنه سيتحدث إلى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.
وأضاف ترامب عن غزة: «أنت تتحدث عن مليون ونصف المليون شخص، ونحن نقوم بتطهير هذا المكان بالكامل، ويجب أن يحدث شيء ما».
وكان قد قال الديوان الملكى الأردنى فى بيان إن الملك عبدالله «شدد على الدور المحورى للولايات المتحدة فى دفع جميع الأطراف للعمل من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار للجميع فى المنطقة». لكن ترامب قال إن الزعيمين ناقشا موضوعا مختلفا تماما وهو ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون فى الأردن، وإمكانية انتقال المزيد منهم إلى هناك من غزة.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية انه من غير الواضح ما إذا كانت هذه التصريحات تشير إلى تغيير فى السياسة الأمريكية تجاه الفلسطينيين. حيث بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين العودة إلى منازلهم مع دخول وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل أسبوعه الثانى. وهذه هى الهدنة الثانية فقط فى القتال بين الطرفين منذ 7 أكتوبر الماضي، عندما قادت حماس هجومًا على إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلى. ومنذ ذلك الحين، اغتال الكيان الصهيونى ما لا يقل عن 46 ألف فلسطينى، وفقًا لمسئولى الصحة فى غزة الذين لا يميزون بين المقاتلين والمدنيين. كما دمر آلاف المنازل والمبانى فى غزة وقتل العديد من قادة حماس.
وكتبت صحيفة ذا هيل إن مثل هذا النزوح الجذرى للسكان من شأنه أن يتناقض بشكل واضح مع الهوية الفلسطينية والارتباط العميق بغزة. ولفتت وكالة اكسيوس إلى أنه منذ بداية الحرب، أعلنت مصر أنها لن تستقبل المزيد من اللاجئين الفلسطينيين، وأن أى محاولة لإجبار الفلسطينيين على الدخول إلى أراضيها تعرض الاتفاقيات التى أبرمتها مع إسرائيل للخطر.
ورد مسئول فى حركة حماس الجماعة الفلسطينية التى تدير قطاع غزة، بتشكك على هذه التصريحات، معبرًا عن المخاوف الفلسطينية القديمة بشأن الطرد الدائم من منازلهم. وشدد على رفضهم أى عروض أو حلول حتى وإن بدت ذات نوايا حسنة تحت ستار إعادة الإعمار.
فيما أوضحت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التى قاتلت إلى جانب حماس فى الحرب ضد إسرائيل، على فكرة ترامب بشأن إمكانية نقل الشعب الفلسطينى إلى مصر والأردن، وقالت: «يندرج هذا الاقتراح فى إطار تشجيع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من خلال إجبار شعبنا على مغادرة أرضه».
وفى السياق أكد مسئول كبير فى حركة حماس لوكالة فرانس برس: «كما أحبطوا كل مخطط للتهجير والأوطان البديلة على مدى عقود، فإن شعبنا سيفشل مثل هذه المشاريع».
ومن جانبه أكد السياسى الفلسطينى المستقل الدكتور مصطفى البرغوثى رفضه تماما تصريحات ترامب قائلا : «ما عجز الاحتلال عن تحقيقه عبر قصفه الإجرامى وجرائم الإبادة الجماعية فى غزة لن يتحقق عبر الضغوط السياسية»، مضيفا أن «مؤامرة التطهير العرقى لن تنجح فى غزة أو الضفة الغربية».
وعلى الجانب الإسرائيلى رحب اليمين المتطرف بالفكرة حيث أكد وزير المالية الإسرائيلى اليمينى المتطرف بتسلئيل سموتريتش وهو مؤيد قوى للحرب فى غزة، فى بيان: «فكرة مساعدتهم فى العثور على أماكن أخرى لبدء حياة أفضل هى فكرة عظيمة. بعد سنوات من تمجيد الإرهاب، سيكونون قادرين على تأسيس حياة جديدة وجيدة فى أماكن أخرى».
لقد عرض ترامب فى الماضى وجهات نظر غير تقليدية بشأن مستقبل غزة. فقد اقترح بعد تنصيبه أن غزة «يجب إعادة بنائها بطريقة مختلفة».
وأضاف الرئيس الجديد حينها: «غزة مثيرة للاهتمام. إنها موقع رائع على البحر. الطقس هناك رائع، وكل شيء على ما يرام. يبدو الأمر وكأن بعض الأشياء الجميلة يمكن القيام بها هناك، لكنها مثيرة للاهتمام للغاية». وتتوافق هذه التعليقات مع تصريحات أدلى بها صهره جاريد كوشنر فى فبراير 2024 عندما وصف كوشنر العقار المطل على الواجهة البحرية فى غزة بأنه «قيم للغاية» واقترح أن تنقل إسرائيل الفلسطينيين من غزة وتنظفها.
ووصفت cnn تعليقات ترامب بأنها تشكل خرقا لعقود من السياسة الخارجية الأمريكية، التى أكدت منذ فترة طويلة حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين واضافت «لقد كان هناك منذ فترة طويلة خوف فى المنطقة من إسرائيل تريد دفع الفلسطينيين للخروج من غزة إلى الدول المجاورة–وهى الفرضية التى ترفضها إسرائيل ولكنها تحظى بدعم الفصائل اليمينية المتطرفة فى ائتلافها الحاكم.
ونقلت فوكس نيوز ما كتبه النائب الأمريكى السابق جاستن أماش وهو فلسطينى بأن الفلسطينيين فى غزة ــ مثل الفلسطينيين فى الضفة الغربية وإسرائيل ــ يرجعون أصولهم إلى حد كبير إلى المدن والقرى فى المنطقة التى تضم اليوم إسرائيل وفلسطين» مضيفا «إن فكرة أنهم نوع من الامتداد من بلدان أخرى فى ما يسمى بالعالم العربى وأنهم مجرد قابلين للتبادل مع غيرهم من «العرب» ــ هى أداة خطابية زائفة ولكنها تستخدم بشكل روتينى لمحو تاريخهم على الأرض».
وتابع : أى جهد لإجبارهم على الرحيل أو الضغط عليهم تحت التهديد بالقوة هو ببساطة تطهير عرقي».
وقال مسئولون إسرائيليون كبار ، بحسب القناة 12 الإسرائيلية، إن «تصريح ترامب بشأن هجرة سكان غزة إلى الدول الإسلامية ليس زلة لسان، بل هو جزء من تحرك أوسع بكثير مما يبدو، بالتنسيق مع اسرائيل».
وفى السياق ذاته، كان قد قرر ترامب اول أمس برفع الحظر الذى فرضه الرئيس السابق جو بايدن على توريد قنابل تزن 2000 رطل إلى إسرائيل وكان هذا التحرك متوقعا على نطاق واسع. فيما أعلنت الصحف الإسرائيلية نية رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو زيارة واشنطن خلال الاسبوعين القادمين وهو ما يشير إلى إتمامها خلال فبراير القادم.
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: «أطلقنا سراحهم اليوم وسيحتفظون بهم. لقد دفعوا ثمنها وكانوا ينتظرونها لفترة طويلة. لقد تم تخزينها».
وقد أوقف بايدن تسليم هذه القنابل بسبب المخاوف بشأن التأثير الذى قد تخلفه على السكان المدنيين، وخاصة فى رفح بغزة، أثناء الحرب التى شنتها إسرائيل على الأراضى الفلسطينية.
يمكن لقنبلة واحدة تزن 2000 رطل أن تخترق الخرسانة السميكة والمعادن، ما يخلق دائرة انفجار واسعة. ذكرت رويترز العام الماضى أن إدارة بايدن أرسلت آلاف القنابل التى تزن 2000 رطل إلى إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذى شنه مسلحو حماس الفلسطينيون من غزة، لكنها أوقفت شحنة واحدة. وأعلنت واشنطن عن تقديم مساعدات لإسرائيل بمليارات الدولارات منذ بدء الحرب. وعندما سئل ترامب عن سبب إطلاقه تلك القنابل القوية، أجاب: «لأنهم اشتروها».
وفى وقت سابق، قال ترامب على منصة Truth Social الاجتماعية: «الكثير من الأشياء التى أمرت بها إسرائيل ودفعت ثمنها، ولكن لم يرسلها بايدن، هى الآن فى طريقها!».
وكان ترامب وبايدن من المؤيدين الأقوياء لحليفة الولايات المتحدة إسرائيل، حتى مع تعرض واشنطن لانتقادات من المدافعين عن حقوق الإنسان بسبب الأزمة الإنسانية فى غزة بسبب الهجوم العسكرى الإسرائيلى ضد حركة حماس.
ومسبقا طالب المتظاهرون بفرض حظر على الأسلحة، لكن مطالبهم باءت بالفشل.
وفى مايو الماضى، قال بايدن لشبكة «سى إن إن» الإخبارية: «لقد قُتل مدنيون فى غزة نتيجة لهذه القنابل وغيرها من الطرق التى يستخدمونها لاستهداف المراكز السكانية. لقد أوضحت لهم أنه إذا دخلوا رفح... فلن أقدم لهم الأسلحة التى استخدمت تاريخيًا للتعامل مع رفح، أو التعامل مع المدن، أو التعامل مع هذه المشكلة».