09 ديسمبر 2024, 5:47 مساءً
في قضية مثيرة تكشف عن شبكة دولية معقدة لاستغلال البشر، وثقت منظمة "سام" للحقوق والحريات في تقرير صادم فضيحة تورط ميليشيات الحوثي، وشبكات مرتبطة بها في تجنيد اليمنيين قسرًا وإرسالهم للقتال لصالح روسيا في الحرب بأوكرانيا.
التقرير، الذي حمل عنوان "تجارة الموت: كيف تم استغلال اليمنيين للقتال في أوكرانيا؟!"، كشف عن مسارات متعددة لنقل المجندين، تبدأ من مناطق وجودهم في اليمن وصولاً إلى روسيا، مرورًا بمحطات تشمل سلطنة عمان، دبي، وموسكو، مشيرًا إلى استهداف الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الأسرى، الطلاب، والمغتربين اليمنيين، بوعود كاذبة لعقود عمل مدنية أو تحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وأكد التقرير وجود شبكة معقدة يقودها عبدالولي الجابري، عضو مجلس النواب اليمني المتورط مع الحوثيين، والذي زار روسيا في مايو 2024 برفقة مساعده محمد قاسم العلياني، حيث أبرما اتفاقيات لوجستية ومالية لتسهيل نقل المجندين.
ووفقًا للتقرير، فإن المجندين تعرضوا إلى ظروف قاسية بعد وصولهم إلى روسيا، شملت الإجبار على القتال، نقص الطعام والرعاية الطبية، والتهديد المستمر، وقد أبرزت شهادات الضحايا وأسرهم تفاصيل مروعة، بما في ذلك تجنيد أسرى حرب سابقين، مثل الجندي مجيب جميل الذي ظهر في مقاطع فيديو بعد اختفائه لسنوات.
وأشارت "سام" إلى استخدام أساليب تهريب معقدة، مثل نقل المجندين عبر سلطنة عمان ودبي أو عبر البحر من جيبوتي، ما يعكس حجم الشبكة وتنظيمها.
التقرير دعا الحكومة اليمنية والسلطات العمانية إلى فتح تحقيق مستقل وشامل في هذه الانتهاكات، ومحاسبة المتورطين، بما في ذلك القيادات الحوثية والشبكات الدولية التي تواطأت في هذه الجريمة.
"تجارة الموت" ليست مجرد أزمة إنسانية، بل صرخة عالمية ضد استغلال البشر وتحويلهم إلى وقود في صراعات إقليمية ودولية، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.