السبت 4 يناير 2025 11:24 صباحاً
يعتبر يناير الشهر الذي يشهد زيادة كبيرة في حالات الطلاق والانفصال، حيث يطلق عليه "يوم الطلاق" (Divorce Day)، وهو اليوم الذي يلي أول يوم عمل من العام الجديد، السبب وراء هذه الظاهرة يعود إلى أن العديد من الأزواج يرون في فترة العطلات الشتوية الاختبار الأخير لعلاقتهم، وغالبًا ما ينتظرون حتى بداية العام الجديد لتجنب الطلاق أو الانفصال خلال موسم الأعياد، الذي يمكن أن يكون فوضويًا.
يُشار إلى أن يناير ليس فقط بداية السنة الجديدة، بل أصبح أيضًا ما يُعرف بـ "شهر الطلاق" في الدوائر القانونية. فوفقًا للمحامية لورا واسر، التي تمثل العديد من الشخصيات الشهيرة في قضايا الطلاق، "من المعروف أن يناير، خاصة في النصف الأول منه، يشهد أعلى نسبة من الطلبات المتعلقة بالطلاق".
وأظهرت دراسة أجريت عام 2016 من جامعة واشنطن أن عدد طلبات الطلاق في ولاية واشنطن بين عامي 2001 و2015 زاد بشكل ملحوظ في يناير مقارنة بشهر ديسمبر. كما أظهرت دراسة أخرى في عام 2020 أن عمليات البحث المتعلقة بالطلاق مثل "طلاق DIY" (افعلها بنفسك) و"الطلاق السريع" ارتفعت بنسبة 100% في بداية العام، مما يعكس زيادة كبيرة في الاستفسارات عن المحامين المختصين في الطلاق.
وتشير الخبراء إلى أن السبب الرئيس وراء هذه الزيادة يعود إلى الضغوطات النفسية والمشاكل التي ترافق موسم الأعياد. "الضغوط الناتجة عن تنظيم عيد الميلاد، والمشاكل المالية التي ترافق هذه الفترة، بالإضافة إلى التوترات الناتجة عن التفاعل مع العائلة والأصدقاء، تدفع العديد من الأزواج إلى الشعور بأن هذه الفترة هي آخر فرصة لتصحيح علاقتهم"، تقول ألبرتا تيفي، المستشارة القانونية في مكتب "ريتشارد نيلسون".
من ناحية أخرى، تشرح المعالجة النفسية الدكتورة كارين فيليبس أن "الأشخاص في هذا الوقت من العام عادةً ما يعيدون تقييم حياتهم وعلاقاتهم، وقد يكتشفون أن ما كانوا يتسامحون معه في الماضي أصبح لا يُحتمل، مما يدفعهم إلى اتخاذ قرار بالتخلص من هذا العبء مع بداية العام الجديد."
وبالنسبة لأولئك الذين يمرون بتجربة الطلاق في هذا الوقت من العام، ينصح الأطباء النفسيون بضرورة منح النفس وقتًا للتعامل مع المشاعر، وأخذ الوقت الكافي للحزن والتعافي. وفي حال وجود أطفال، ينصح الخبراء بتطبيق استراتيجيات فعالة في التشارك في رعاية الأطفال وتوفير بيئة مستقرة لهم.