السبت 7 ديسمبر 2024 08:50 مساءً
لا تتسرع بالسؤال لأنك لم تفقد الوعى بعد، فلم تعلم له فقهًا أما اذا فقدت الوعى أو «طحت» فى الطريق ووجدت نفسك مغمىً عليك وقد يفيقك الناس أو لا يفيقك أحد وتبقى فترة من الزمن ملقى على الأرض ثم تفيق وحدك فستعرف وقتها قيمة هذا الوعى وقيمة أن تنتبه فى أوقات لا بد فيها من الانتباه.
وبطبيعة الحال هناك سؤال لا بد أن يثار: أليس هناك مرحلة وسط بين الوعى وبين اللاوعى؟ والأصل فى الحياة أن تكون واعيًا، فهذا هو الأساس وهناك تعمل مليارات الخلايا الحية على أن تبقيك كذلك واعيًا ثابتًا ويدعم ذلك نظام صارم من الأجهزة الأخرى الحركية والهضمية فضلًا عن أجهزة القلب والرئة فالوعى فينا غالى الثمن باهظ التكلفة وغياب الوعى مرفوض أساسًا وأسبابه مرفوضة أيضًا وخصوصًا أن كان بما حرم الله شرعًا ومرفوض علمًا ومحرم شرعًا لأنّ انتقاص مهمة العقل هى عيب فى الذات الإلهية التى وهبك العقل أما قيمة العقل فهى تحتاج إلى ألف مقال من الكلمات التى نتحدث بها والتى وهبنا الله إياها وأمرنا أن نحافظ عليها.
واللاوعى فهو ليس النوم أو الغفلة أو السنة التى تأخذ الناس وليس لله فيه حظ من سنة أو نوم، ففى النوم ما زالت حواس الانتباه تعمل وقد تستيقظ من النوم لأقل حركة تحدث بجوارك أو نداء خافت تقوم عليه مسرعًا أما عندما يغيب العقل فلا تملك من هذا شيئًا وقد يصيبك ضرر فلا تنتبه أو تموت فى حريق أو غريق ولو كان ذلك من خمر قليل أذهب العقل فغابت معه الحواس التى تعمل بكفاءة كاملة حتى أثناء نومك فماذا يحدث لو فقد الانسانُ وعيه؟ وقد يفقد الإنسان السيطرة على النفس أو الحواس أو السيطرة على الأشياء الخاصة مثل المثانة أو فتحة الشرج فيأتى بأفعال مثل أفعال الطفولة يخجل منها بعد ذلك.
هناك بعض الأسئلة الأخرى سنجيب عنها آن شاء الله بالتفصيل فى مقال آخر وهى هل هناك درجات لفقدان الوعي؟ وماذا عن فقده سواءًا بالتخدير أو من غيره؟ ولماذا يفقد الانسان الوعى من الأصل؟ وهل يستطيع العقل أن يمنع ذلك؟ وأخيرًا ما هو تأثير المخدرات فى ذلك؟ وهل منّا أحدٌ لم يتعرض للاغماء يومًا ما سواء شعر بذلك أو لم يشعر وهى التى يطلق عليها أيضًا «السنة» وأخيرًا وهل المخ يكون منتبهًا اثناء النوم؟
والعجيب أن الله نفى عن نفسه سبحانه ذلك كل هذا فقال عن نفسه فى كتابه الكريم وهى أيضًا أعظم آية فى القرآن: «اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
ويقول العارفون بالوعى دراية إنه الكفاية من ظلم الجباية يكون للعمر بداية منذ أيام الرعاية ويحقق لك كل غاية ويكون فى الخلق آية وفقدانه غواية وضلال من البداية حتى النهاية.
استشارى القلب – معهد القلب