في تحذير غير مسبوق وجهته وزارة الصحة للجميع كشف عن خطر جسيم قد يهدد حياة الملايين دون سابق إنذار حيث تم التأكيد على أن ارتفاع ضغط الدم لا يعد مجرد رقم يتغير على جهاز القياس بل هو فخ قاتل قد يتسلل إليك دون أن تشعر وبالطريقة الأكثر خفاء فهو القاتل الصامت الذي لا يترك وراءه سوى مضاعفات خطيرة تهدد وظائف الجسم الأساسية.
ارتفاع ضغط الدم ليس مرضاً عادياً بل هو التهديد الأكبر على الصحة العامة في مختلف أنحاء العالم. هو السبب الرئيس وراء العديد من الأمراض القاتلة التي تصيب القلب والشرايين والدماغ وكذلك الكلى والعينين.
فهل هناك تحذير أقوى من هذا؟ بالطبع لا. المرض يتسبب في تدمير أعضاء حيوية داخل جسم الإنسان من دون أن يترك أي إشارة أولية. الكارثة تكمن في أن هذا المرض لا يظهر إلا في اللحظة التي تكون فيها الإصابة قد تفاقمت بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
المضاعفات الأكثر تدميراً
المضاعفات التي تحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم ليست مجرد تأثيرات جانبية قد تكون قابلة للعلاج بل هي مشكلات صحية قد تؤدي إلى الوفاة أو العجز التام. في مقدمة هذه المضاعفات نجد الإصابة باعتلال شبكية العين أو حتى العمى التام نتيجة تلف الأوعية الدموية في العين.
كما أن الكلى لا تسلم من آثار الضغط المرتفع، حيث تتعرض للتلف التدريجي مما يؤدي إلى فشل كلوي مزمن. أما أمراض القلب فحدِّث ولا حرج، إذ يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب التاجية التي تؤدي إلى أزمات قلبية مفاجئة.
وعندما نصل إلى السكتات الدماغية والجلطات فهي من أسوأ السيناريوهات المحتملة بسبب ارتفاع الضغط، حيث يفاجئ الشخص بأزمة صحية قاتلة نتيجة تدهور حالته الصحية بشكل سريع.
هذه التحديات الصحية لا تقتصر فقط على الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى بل تشمل الجميع دون استثناء من خلال تأثيرات غير مرئية على مدار سنوات.
بعبارة أخرى، يمكن أن يكون الشخص في صحة جيدة ويعيش حياة طبيعية حتى تأتي اللحظة التي يظهر فيها المرض على شكل أزمة مفاجئة تطيح بكل شيء.
العلاج ليس مستحيلاً ولكن الوقاية خير من العلاج
إذا كان العلاج ممكناً فهو يتطلب تغييرات جذرية في نمط الحياة والالتزام بها بشكل مستمر. التغيير يبدأ من عاداتك اليومية بدءاً من النظام الغذائي، حيث يجب أن يتكون من أطعمة صحية تحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى تناول منتجات الألبان قليلة الدسم.
مع هذا يجب تقليل تناول الملح والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات التي تزيد من مستويات ضغط الدم. ومن الضروري ممارسة الرياضة بشكل منتظم حيث تعمل التمارين الرياضية على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وتنظيم الضغط بشكل فعال.
تغيير نمط الحياة ليس بالأمر الصعب لكن استمراريته يتطلب عزيمة قوية ورغبة حقيقية في الحفاظ على الصحة العامة. إن اتباع هذه النصائح قد يقيك من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى والعينين وهو ما يستحق بذل الجهد.
متى يظهر المرض؟
تحدثنا عن طرق العلاج الوقائية ولكن ماذا عن اكتشاف المرض؟ في الواقع، اكتشاف مرض ارتفاع ضغط الدم يعد أمراً محيراً. وفقاً للدكتور باسم ظريف، استشاري أمراض القلب بالمعهد القومي للقلب، فإن هذا المرض لا يتم اكتشافه إلا بالصدفة في معظم الحالات.
حتى الأشخاص الذين يعتقدون أنهم في أفضل حالاتهم الصحية قد يفاجؤون بأن ضغطهم مرتفع عندما يقيسه الطبيب أثناء الفحص الروتيني لأي مرض آخر. هذه الحقيقة تؤكد أن مرض الضغط لا يظهر إلا عندما تتفاقم المشكلة ولا يمكن إخفاء آثارها أو تجاهلها.
الواقع المرير يكمن في أن 90% من الحالات لا يتم اكتشافها إلا في وقت متأخر بسبب غياب الأعراض المبكرة. وهنا تكمن المفاجأة الصادمة: مرض الضغط يمكن أن يظل خاملاً داخل الجسم لسنوات طويلة قبل أن يظهر على شكل أزمة قلبية مفاجئة أو جلطة في الدماغ قد تودي بحياة الشخص في ثوانٍ معدودة.
الوقاية الدائمة هي الحل
من أجل الوقاية من هذا القاتل الصامت، شدد الدكتور باسم على ضرورة قياس ضغط الدم بشكل دوري خاصة لأولئك الذين ليس لديهم أي أعراض ظاهرة. حتى الأشخاص الذين يعتقدون أنهم ليسوا مصابين بارتفاع ضغط الدم يجب عليهم قياس الضغط بشكل دوري، وتحديداً كل ثلاث سنوات إذا كانوا في حالة صحية جيدة.
هذا القياس البسيط قد يكون الفرق بين الحياة والموت، وكم من حياة كان من الممكن إنقاذها لو التزم الأفراد بهذا الفحص البسيط في وقت مبكر.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل خطر ارتفاع ضغط الدم وما يحمله من تهديدات مدمرة قد تصيب الجميع دون استثناء. التوعية والمراقبة المستمرة هما الحل الوحيد للبقاء بعيداً عن هذا الفخ القاتل.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط