تحول الإعلام المصري، سواء في وكالات الأنباء أو القنوات الفضائية المملوكة للدولة، إلى أداة مكشوفة لتلميع المسؤولين الفاسدين وتضليل الرأي العام.
اللواء هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، استغل هذا الإعلام الحكومي ليصبح منصة لنشر إنجازات وهمية وأكاذيب موجهة لتمويه فساده وتزيين صورته أمام القيادة السياسية.
وكالة الأنباء الرسمية “أ. ش. أ.” لم تعد تعمل لخدمة المواطن أو الوطن، بل تحولت إلى بوق يروج لمحافظ أسيوط ويدعم مصالح المسؤولين الفاسدين، متجاهلة الواقع الذي يشير إلى انهيار الخدمات وارتفاع معدلات الفساد في محافظة أسيوط، تحت قيادة أبوالنصر.
فبينما يعاني المواطنون في أسيوط من تردي الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات، يتم ترويج أخبار وهمية ومزيفة حول إنجازات لا يشعر بها المواطن على أرض الواقع.
الإعلام الحكومي، الذي من المفترض أن يكون مرآة للحقيقة، أضحى وسيلة لتضليل الرأي العام وتغطية فشل المسؤولين في أداء مهامهم.
تشير المصادر داخل ديوان عام محافظة أسيوط إلى أن اللواء هشام أبوالنصر يستخدم نفوذه وسخاءه في توزيع المكافآت على الصحفيين والإعلاميين لتزيين صورته أمام الرأي العام.
هذا السخاء ليس من أجل تقديم حقائق على الأرض، بل هو محاولة خبيثة لتضليل الشعب والقيادة معاً، بهدف الوصول إلى طموحه الأكبر في أن يصبح وزيراً للداخلية ويسعى لتحقيق هذه الرغبة عبر تلميع إنجازاته المزعومة وإظهار نفسه كقائد ناجح، فيما يظل الواقع المعيش في المحافظة بعيداً تماماً عن هذه الصورة المتلألئة التي يتم نشرها في وسائل الإعلام الرسمية والقنوات الفضائية..
والحقيقة التي يدركها كل مواطن في أسيوط هي أن هذه الأخبار المزيفة التي تملأ شاشات القنوات الرسمية وصفحات الجرائد لا تمثل شيئاً ملموساً على أرض الواقع.
ما الفائدة التي تعود على وكالة الأنباء المصرية الرسمية من نشر أخبار حول محافظ أسيوط؟ لا شيء سوى تأكيد الولاء الأعمى للمحافظ ولتلميع صورة المحافظ أمام القيادة.
المحافظ الذي فشل في تقديم أي خدمات فعلية للمواطنين يستخدم الإعلام كأداة لتغطية الفساد المنتشر في المحافظة، حيث يسود الاعتقاد بين الموظفين أن يده سخية عندما يتعلق الأمر بدفع المكافآت للإعلاميين الذين يساهمون في هذه المسرحية الإعلامية، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من فساد إداري وتقصير في جميع الخدمات الأساسية.
المثير للسخرية هو أن هذه الأخبار التي يتم تداولها في وكالة الأنباء الرسمية أو عبر القنوات الفضائية لا تهم أحداً سواء على المستوى المحلي أو العالمي، حيث لم يشعر المواطن الأسيوطي بأي أثر لهذه الإنجازات على أرض الواقع.
وحتى لو كانت هذه الأخبار حقيقية، فإنها لا تتعدى كونها أخباراً إقليمية يجب أن تُنشر في الصحف المحلية التي تخدم سكان المحافظة فقط.
ولكن نشرها بتلك الطريقة المستفزة وفي وسائل الإعلام الوطنية، يشير بوضوح إلى أن الهدف من ورائها هو توجيه رسالة إلى المسؤولين في الدولة وتلميع صورة المحافظ أمام القيادة السياسية، وليس تقديم خدمة إعلامية حقيقية للمواطن.
من المثير للدهشة أيضاً أن تغطية أخبار محافظة أسيوط تبدو استثنائية، حيث لا يتم نشر أخبار باقي المحافظات بهذا الشكل المكثف.
وهذا يثير التساؤلات حول مدى تقاعس وزارة التنمية المحلية عن مراقبة أداء المحافظين وعن حقيقة الأوضاع في محافظة أسيوط، التي أصبحت مرتعاً للفساد في ظل إدارة اللواء هشام أبوالنصر ونائبه الدكتور مينا عماد.
ما يحدث في هذه المحافظة يبدو وكأنه نهب علني لأموال الدولة، حيث يتم إهدار المال العام والترويج لإنجازات وهمية بينما يعشق المحافظ ونائبه الظهور الإعلامي والظهور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن الشهرة والإشادة.
تلميع صورة المحافظ عبر فضائح إعلامية متكررة
الفضائح الإعلامية التي تورطت فيها القنوات الرسمية لم تعد مجرد صدفة، بل هي خطة محكمة لتزيين صورة اللواء هشام أبوالنصر. فقد بثت وكالة الأنباء الرسمية عدة أخبار وهمية حول أنشطة المحافظ، مثل:
- “محافظ أسيوط يفتتح قافلة منافذ متحركة للسلع الغذائية والزراعية”، وهو خبر تكرّر مراراً في نشرات القناة الأولى المصرية، سواء في نشرة الثالثة أو التاسعة.
- “محافظ أسيوط يفتتح روضة النصر الرسمية لغات بحي شرق”، وهو خبر آخر لا يهم سوى القليل من المواطنين في مدينة أسيوط، لكنه تم الترويج له وكأنه إنجاز وطني.
هذه التغطية الإعلامية التي تُقدّم على أنها إنجازات كبيرة، لا تعدو كونها أكاذيب موجهة لتمرير صورة المحافظ الفاشل على أنه قائد ناجح.
والمثير للدهشة أن هذه الأخبار تُبث على القنوات الوطنية وكأنها مواضيع ذات أهمية قصوى، بينما الحقيقة أن ما يتم الحديث عنه لا يمس المواطن الأسيوطي بشيء، بل إنه حتى لو كانت هذه الأخبار صحيحة، فهي لا تستحق هذا التغطية الوطنية، لأنها ببساطة تتعلق بقضايا إقليمية لا تهم إلا سكان المحافظة.
فساد الإعلام: تواطؤ مع محافظ فاسد
إن محافظ أسيوط، اللواء هشام أبوالنصر، لا يكتفي فقط بتضليل الرأي العام، بل يُشاع أنه يستخدم الإعلام كوسيلة لإخفاء فساد إدارته، حيث يستمر إهدار المال العام في مشاريع وهمية لا يلمس المواطن نتائجها.
في الوقت نفسه، يعشق الظهور الإعلامي والحديث عن إنجازاته غير الموجودة إلا في تقارير صحفية تفتقر إلى المصداقية.
القنوات الرسمية مثل القناة الأولى المصرية وقناة اكسترا نيوز أصبحت أدوات في يد هذا المسؤول، حيث تروج أخباره بشكل مكرر ومستفز.
فعلى سبيل المثال، تم بث خبر “محافظة أسيوط تستقبل مبادرة ‘خير مزارعنا لأهالينا’ بقافلة من 22 سيارة” عدة مرات، في إشارة إلى أن هناك تنسيقاً واضحاً بين الإعلام ومحافظ أسيوط لتضخيم هذه المبادرات الوهمية، بينما المواطنون يعانون من ارتفاع الأسعار وتدني الخدمات في كل جوانب حياتهم.
هذا التواطؤ الإعلامي يعكس تقاعس وزارة التنمية المحلية عن متابعة ومراقبة أداء المحافظين، ويكشف عن مدى تفشي الفساد في محافظة أسيوط.
فمحافظة أسيوط، تحت قيادة اللواء هشام أبوالنصر ونائبه الدكتور مينا عماد، أصبحت مثالاً واضحاً على الفشل في الإدارة والنهب العلني للمال العام.
ومع ذلك، يستمر الإعلام الرسمي في تسليط الضوء على إنجازات وهمية تهدف فقط إلى تلميع صورة المحافظ الذي لم يحقق شيئاً على أرض الواقع.
البيانات الإعلامية: أكاذيب مفضوحة
الأكثر غرابة هو أن المكتب الإعلامي لمحافظة أسيوط يصدر بيانات مملوءة بالأكاذيب والتضليل، تقوم وكالة الأنباء المصرية الرسمية ببثها للصحف العالمية، وكأنها إنجازات وطنية تستحق التغطية الإعلامية. على سبيل المثال:
- بيان حول افتتاح قافلة منافذ متحركة للسلع الغذائية والزراعية: يروج هذا البيان لافتتاح قافلة منافذ تهدف لتخفيض الأسعار على المواطنين، ويبدو أن الهدف من هذا البيان هو إظهار أن المحافظة تسعى لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن الأسر من خلال توفير منتجات بأسعار مخفضة،
- لكن المواطنين لم يشعروا بأي تحسن ملموس على أرض الواقع، حيث أن هذه القوافل لا تصل إلا إلى أماكن محددة ومحرومة منها معظم مناطق المحافظة، ولا تساهم في تحسين الوضع الاقتصادي المتدهور للمواطنين ويستفيد منها عدد قليل من المواطنين.
- بيان حول افتتاح روضة النصر الرسمية لغات بحي شرق: يعكس هذا البيان تناقضاً واضحاً بين ما يتم الترويج له في الإعلام وبين الواقع. والذي يعكس محاولة جديدة من المحافظ للظهور بمظهر المدافع عن التعليم وحقوق الأطفال، هو أيضاً بعيد كل البعد عن الواقع المعيش.
- فالروضة التي تم افتتاحها المحافظ لا تستوعب سوى عدد محدود من الأطفال، في حين أن قوائم الانتظار لا تزال تعج بالآلاف. في حين يتم الترويج لهذا الإنجاز على أنه خطوة كبيرة نحو تحقيق رؤية مصر 2030 واستراتيجية التنمية المستدامة.
الإعلام الحكومي في خدمة الفساد
الإعلام الحكومي الذي من المفترض أن يكون صوت الشعب تحول إلى صوت الفساد. ففي الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من ارتفاع الأسعار وسوء الخدمات، تتسابق القنوات الحكومية في نشر أخبار زائفة عن إنجازات لا وجود لها.
والنتيجة هي تلميع صورة المحافظ على حساب الحقيقة. في أسيوط، حيث يعاني المواطن من فساد لا يتوقف، نرى الإعلام يحاول إقناعنا بأن الأمور على ما يرام.
من الواضح أن الفساد ليس مقصوراً على المسؤولين المحليين فحسب، بل يمتد إلى الإعلام الذي يجب أن يكون وسيلة لكشف الفساد، وليس التغطية عليه.
الإعلام الرسمي المصري، سواء كان مملوكاً للدولة أو موالياً للنظام، تحول إلى أداة لتلميع صورة المسؤولين الفاسدين، مثل اللواء هشام أبوالنصر، الذي يستخدم هذا الإعلام لإخفاء حقيقة فساده وفشله في إدارة محافظة أسيوط.
إن تواطؤ الإعلام مع هذا المسؤول يعكس حالة الانهيار التي وصل إليها الإعلام الحكومي، الذي بات عاجزاً عن خدمة الشعب أو نقل الحقيقة، وبات مجرد بوق للنظام والمسؤولين الفاسدين.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط