أخبار عاجلة

فرحة منقوصة لم تكتمل..هكذا تستقبل أسر المعتقلين في مصر رمضان كل عام

تستقبل كثير من الأسر المصرية شهر رمضان ناقصة العدد فاقدة الفرحة، إمّا لاعتقال أحد ذويها أو لموته في المعتقل تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الصحي أو بفعل الإخفاء القسري، ولا يدرون في أى مكان يكون.

معاناة إنسانية ما زالت قائمة وتتسع يوما بعد يوم، حتى باتت السجون المصرية وطنا موازٍ يكتظ بالمواطنين الأبرياء بين جدران إسمنتية ضخمة في ظلمات القهر والاستبداد، فأصبحت مصر عبارة عن معتقل على مستوى وطن.

لم يشفع للمعتقلين ولا لذويهم هذا الشهر الفضيل وحرمته لدى النظام المصري لكى يرق ويلين ويرخي قبضته ويطلق سراحهم ليشاركوا أهليهم فرحة الشهر الكريم، فلا مذاق ولا فرحة ولا استشعار روحاني لدى أفراد كل أسرة لديها معتقل في السجون المصرية.

رمضان في العقرب

يعيش المعتقلون في سجن العقرب ظروفا قاسية وهو سجن سيء السمعة شديد الحراسة ويقع ضمن مجموعة سجون طرة، وتلاحقه اتهامات عديدة من منظمات حقوقية مستقلة بتنفيذ برامج تعذيب ممنهجة تنفيها السلطات المصرية.

وبحسب نشطاء يمثل رمضان في العقرب اختبارا قاسيا جديدا، يضاف لباقي فترة التضييق”، “الزنازين في عنبر 2 انفرادية، وبها كبار القيادات والسن، والزنازين الأخرى في العنابر الثلاثة الأخرى مكتظة بالمعتقلين، حيث تضم في بعض الأحيان سبعة معتقلين في نفس مساحة الزنزانة الانفرادية، وهي 2×3 أمتار، وهي في الشتاء ثلاجة وفي الصيف فرن، وهو ما يجعل مشقة الصيام أكبر، فضلا عن عدم وجود جلسات كثيرة مما يجعل الشهر عزلة إضافية على المعتقلين.

تضييق وملاحقات

ولم يسلم حتى المواطنين الذين يحاولون التخفيف عن أسر المعتقلين من الأذى وملاحقة النظام المصري، فقد أحالت نيابة أمن الدولة العليا المصرية، في رمضان الماضي 199 مواطنا بينهم نحو 30 فتاة وسيدة إلى المحاكمة الجنائية واتهامهم بتوزيع مأكولات و”شنط رمضان” ومساعدات مادية وعينية ومأكولات على أسر المعتقلين السياسيين.

ووجّهت لهم نيابة أمن الدولة اتهامات بتمويل جماعة إرهابية مع علمهم بأغراضها من خلال جمع الأموال “في صورة تبرعات”، ودعم عناصر تلك الجماعة بهذه الأموال بغرض مساندتها وتمويلها في تحقيق أغراضها العدائية ضد الدولة المصرية والتي على رأسها إسقاط نظام الحكم. كما شملت الاتهامات الانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمهم بأغراضها، ونشر أخبار ومعلومات كاذبة على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وبث مقاطع فيديو عبر “اليوتيوب” ونشرها في صفحات مختلفة، وعقد اجتماعات مكونة من أكثر من 5 أفراد.

وألقت تلك الخطوة الأمنية الفزع في قلوب المواطنين، وكفّ كثيرون عن بسط يد المساعدة لأسر المعتقلين الشريان الوحيد المتبقى لهم خشية بطش النظام المصري، حتى ضاق على أهل المعتقلين الأرض بما رحبت، فعين النظام الأمنية لا تنام.

دعوات ومناشدات

وفي وقت سابق فجر الإعلامي المصري، عمرو أديب، جدلا بقوله إن “الجبهة الداخلية المصرية في أقوى حالاتها، ومتماسكة” مضيفا أنه “خلال أيام سيحل علينا شهر رمضان المبارك، لدي أمل في أن تعود حملات الإفراج عن سجناء الرأي؛ أنا مع الحرية للجميع”.

كما أطلق نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، ما أسماه “نداء ومطالبة وأمل”، قائلا: “مع اقتراب شهر رمضان، هناك مقاعد شاغرة لأكثر من 25 زميلا صحفيا على موائد الإفطار وأسر موجعة تنتظر عودتهم.. أجدد مطالب الإفراج عن كل الزملاء المحبوسين والعفو عن الزملاء الصادر بحقهم أحكام وإطلاق سراح كل سجناء الرأي، وفي القلب منهم كل المعارضين السلميين والمحبوسين على ذمة قضايا التضامن مع فلسطين”.

كما دعا عضو لجنة العفو الرئاسي المحامي طارق العوضي، الرئيس النظام عبد الفتاح السيسي، إلى “العفو عن سجناء الرأي”، وذلك عبر مقطع فيديو نشره على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. 

وقال العوضي، عبر المقطع الذي حظي بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي: “مع اقتراب شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، أناشد السيسي أن يمد يده بالعفو والرحمة إلى الأسر المصرية التي تعيش على أمل اللقاء”.

وبسبب تعنت النظام المصري في ملف المعتقلين السياسيين وعدم الاستجابة لتلك الدعوات الإنسانية في المقام الأول، لجأت والدة المعتقل علاء عبدالفتاح، الدكتورة ليلى سويف٬ إلى الإضراب عن الطعام حتى دخلت إحدى المستشفيات البريطانية في حالة صحية متدهورة لربما رأف النظام المصري لحالتها وأفرج عن نجلها، كما لجأت الأسرة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، للتوسط لدى الدولة المصرية للإفراج عن نجلها.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أحداث تاريخية في 4 رمضان: معارك إسلامية وانتصارات سياسية خالدة عبر العصور
التالى حزب البناء والتنمية: القمة العربية أمام مسؤولية كبيرة في الدفاع عن فلسطين