أحداث تاريخية في 4 رمضان: معارك إسلامية وانتصارات سياسية خالدة عبر العصور

يُعتبر اليوم الرابع من رمضان محطة تاريخية زاخرة بالأحداث التي شكّلت محطات فارقة في التاريخ الإسلامي والعالمي.

من انعقاد أول لواء في الإسلام بقيادة حمزة بن عبد المطلب إلى فتح بلغراد وإنتصار الظاهر بيبرس في أنطاكية، هذا اليوم يحمل في طيّاته إنجازات وولادات مهمة لرموز بارزة.

عقد أول لواء في الإسلام

أعلن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة عام 1 هـ (623 ميلادية) عن عقد أول لواء في الإسلام، وكان ذلك لحمزة بن عبد المطلب، عم الرسول وأحد أبرز القادة المسلمين.

قاد حمزة ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض قافلة تجارية لقريش بقيادة أبي جهل. كانت هذه القافلة تسير تحت حماية ثلاثمائة رجل من المشركين.

ومع أن المواجهة لم تسفر عن قتال مباشر، إلا أن هذا الحدث كان إشارة مهمة إلى التحديات الاقتصادية والعسكرية التي بدأت تواجه قريش نتيجة تصاعد قوة المسلمين.

لم تنجح القافلة في إتمام رحلتها بدون تهديد، وبالرغم من عدم الاشتباك، إلا أن المحاولة أثرت بشكل كبير على قريش حيث بدأت تعي التهديد الذي يشكله المسلمون على تجارتهم واقتصادهم.

غزو بلاد الروم بقيادة ناصر الدولة بن حمدان

في عام 262 هـ (875 ميلادية)، أرسل بختيار بن بويه جيشًا كبيرًا بقيادة أخيه أبي القاسم هبة الله ناصر الدولة بن حمدان لغزو بلاد الروم. جاء هذا الهجوم بتشجيع وتحريض من علماء مثل أبي بكر الحنفي وأبي الحسن علي بن عيسى الرمَّاني وابن الدقاق الحنبلي.

وقعت معارك شديدة بين الجيش الإسلامي وقوات الروم، وكانت نتيجتها انتصار المسلمين وأسر قائد الروم، الدمستق. انتهى القائد الأسير بالسجن، مما عزز من قوة الدولة الإسلامية في مواجهة أعدائها التقليديين في الشمال.

استعادة أنطاكية من الصليبيين بقيادة الظاهر بيبرس

في الرابع من رمضان عام 666 هـ (1268 ميلادية)، تمكن الظاهر بيبرس، قائد المماليك، من استعادة مدينة أنطاكية من أيدي الصليبيين الذين سيطروا عليها لمدة 75 عامًا.

بدأت أنطاكية تسقط في أيدي الصليبيين منذ عام 491 هـ بعد الحملة الصليبية الأولى، وكانت المدينة تمثل نقطة استراتيجية مهمة.

بيبرس، الذي ورث عرش المماليك بعد مقتل السلطان قطز، قاد جيشًا قويًا نحو أنطاكية، وفرض عليها حصارًا محكمًا حتى استسلمت الحامية الصليبية. كان لهذا الانتصار دور كبير في تقليص وجود الصليبيين في بلاد الشام وتعزيز سيطرة المسلمين على المناطق الاستراتيجية.

فتح بلغراد على يد العثمانيين

في عام 927 هـ (1521 ميلادية)، نجح الجيش العثماني بقيادة السلطان سليمان القانوني في فتح مدينة بلغراد، التي كانت تعد مفتاح أوروبا الوسطى وصاحبة أقوى قلعة على الحدود بين المجر والدولة العثمانية.

حاول العثمانيون حصار المدينة ثلاث مرات سابقة: في أعوام 1441، 1456، و1492 ميلادية، لكنهم لم ينجحوا إلا في عهد سليمان القانوني.

استسلام بلغراد كان لحظة مهمة في التوسع العثماني في أوروبا، حيث فتحت هذه المدينة الباب أمام المزيد من الفتوحات العثمانية في الغرب.

تسليم العرائش لفيليب الثالث ملك إسبانيا

في عام 1019 هـ (1610 ميلادية)، قرر الشيخ المأمون تسليم مدينة العرائش الساحلية إلى الملك فيليب الثالث ملك إسبانيا.

جاء هذا القرار في سياق التحالفات المعقدة التي كانت تربط بعض الدول الإسلامية بالقوى الأوروبية في تلك الفترة. تسليم العرائش كان خطوة استراتيجية للإسبان الذين سعوا إلى توسيع نفوذهم في شمال إفريقيا، لكن هذا الأمر ترك أثراً كبيراً على العلاقات بين الدول الإسلامية والإسبانية.

إعلان الحرب بين العثمانيين وألمانيا

في عام 1073 هـ (1662 ميلادية)، أعلنت الدولة العثمانية الحرب على ألمانيا بعد 56 عامًا من معاهدة سيتفاتوروك التي أوقفت الحرب السابقة بين الدولتين.

جاء سبب الحرب هذه المرة نتيجة بناء الألمان لقلعة حصينة على الحدود مع الدولة العثمانية، وهو ما اعتبرته الدولة العثمانية تهديدًا لأمنها.

هذه الحرب كانت جزءًا من الصراع المستمر بين الإمبراطوريتين العثمانية والنمساوية على النفوذ في وسط أوروبا، حيث حاولت كل قوة تعزيز وجودها العسكري والاستراتيجي في المنطقة.

صدور دستور 1923 في مصر

في عام 1341 هـ (1923 ميلادية)، صدر دستور 1923 في مصر، وهو يعد واحدًا من أهم الدساتير التي صدرت قبل الثورة على النظام الملكي.

جاء هذا الدستور نتيجة ثورة 1919م التي قادتها الحركة الوطنية المصرية، وكان الدستور يعكس المناخ السياسي والشعبي الذي ولدته تلك الثورة.

نص الدستور على أن الأمة هي مصدر السلطات، وهو ما شكّل نقلة نوعية في تاريخ مصر السياسي وأسس لمرحلة جديدة من الحياة الدستورية في البلاد.

سيطرة الصهاينة على مطار اللد

في عام 1367 هـ (1948 ميلادية)، تمكنت القوات الصهيونية من السيطرة على مطار اللد، الذي كان يعد واحدًا من أهم المطارات في فلسطين.

هذه السيطرة كانت جزءًا من العمليات العسكرية التي أدت إلى تهجير السكان الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية خلال الحرب التي أعقبت إعلان قيام دولة إسرائيل.

الإعلان عن قيام حركة عدم الانحياز

في عام 1374 هـ (1955 ميلادية)، تم الإعلان عن قيام حركة عدم الانحياز في مؤتمر باندونغ الذي انعقد في إندونيسيا.

كان من أبرز مؤسسي الحركة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، والرئيس اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو، ورئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو.

جاءت هذه الحركة كرد فعل على الاستقطاب الحاد الذي كان يسود العالم بين المعسكرين الشرقي والغربي، وأعلنت عن التزامها بعدم الانحياز لأي منهما، بل العمل من أجل مصالح الدول النامية.

اشتعال حريق في مركز إسلامي في بوسطن

في عام 1410 هـ (1989 ميلادية)، شهدت مدينة بوسطن في الولايات المتحدة حادثة حريق متعمد استهدف أكبر مركز إسلامي في المدينة.

هذا الحادث كان جزءًا من سلسلة من الاعتداءات التي تعرضت لها المؤسسات الإسلامية في الغرب خلال تلك الفترة، وقد أثار غضبًا واسعًا في المجتمع الإسلامي المحلي وأدى إلى دعوات لتعزيز الحماية الأمنية للمراكز الإسلامية.

محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك

في عام 1432 هـ (2011 ميلادية)، بدأت محاكمة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بتهم القتل العمد والفساد بعد الثورة التي أطاحت به من الحكم في 25 يناير 2011.

هذه المحاكمة كانت من أبرز المحاكمات في تاريخ مصر الحديث، حيث جرت محاكمة الرئيس المخلوع وأفراد من حكومته على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها الثورة.

نشر ويكيليكس برقيات دبلوماسية سعودية

في عام 1436 هـ (2015 ميلادية)، نشرت منظمة ويكيليكس 60 ألف برقية دبلوماسية تعود إلى المملكة العربية السعودية.

هذه البرقيات كشفت عن معلومات حساسة تتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية للسعودية، وأثارت جدلاً واسعًا على الصعيد الدولي.

مواليد وأحداث شخصية

في عام 1264 هـ (1847 ميلادية)، ولد الزعيم الوطني المصري مصطفى كامل، الذي كان له دور كبير في قيادة الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني لمصر

وكما توفي في مثل هذا اليوم زياد بن أبيه، قائد عسكري وسياسي أموي عام 53 هـ وفي عام 238 هـ توفي عبدالملك بن حبيب القرطبي، عالم وفقيه مالكي أندلسي.

يظل اليوم الرابع من رمضان شاهدًا على محطات ملحمية امتزجت فيها البطولات العسكرية والتاريخ السياسي، مجسّدةً قوة الإرادة والعزيمة في مسيرة الأمة.

تلك الأحداث والولادات والوفيات، التي شكلت الماضي، تبقى محفورة في الذاكرة الجماعية للتاريخ الإسلامي والعالمي، لتضيء للأجيال القادمة دروب العظمة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق البرلمان العربي يتحرك ضد إسرائيل أمام الجنائية الدولية
التالى محافظة الجيزة وجهة سياحية تاريخية متنوعة تضم معالم أثرية وسياحية رائعة