منذ تواتر الأنباء عن التطورات التي تحصل في سوريا، وأنا غير مطمئن فلا نظامها القديم أي نظام البعث الكريه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى نظام يستحق التحسر على سقوطه، ولا من جاء بعده على ما يبدو بأنه سيكون أحسن منه.
البوادر التي شاهدناها لا تبشر بخير مع الأسف، وأنا أقولها بحسرة على دماء شهداء الشعب السوري الذين سقطوا على يد جلاوزة النظام بسجونه ومعتقلاته أو على أثر براميله المتفجرة أو من خلال أسلحته الكيميائية جميعها أدوات قتل وقهر عانى منها الشعب السوري خمسة عقود،
واليوم مع الأسف، وبعد كل تلك التضحيات يأتيهم نظام لا أعتقد أنه سيكون أرحم من النظام السابق، لا علاقة للإسلام والدين وشعارات الخلافة وعودة الدولة الأموية وغيرها من شعارات التي تدغدغ العاطفة وتثيرها لتصل بها لأعلى المراتب الكارثية.
سوريا على مفترق طرق وليس طريقًا فالنظام الجديد الذي يستمد عقليته من الأيدلوجية الدينية السياسية فهذه الأيدلوجية ستدمر ما تبقى لسوريا من أثر، أقولها لكم بكل ثقة، أي نعم ستدمر سوريا وشعبها،
وأعتقد لن تتوقف بها أنهار الدماء لمدة لا تقل عن نصف قرن ليس هذا تشاؤم وإنما قراءة معطيات وارجو أن أكون على خطأ.
يوم أمس سمعت شيخًا من مشايخ السُّنة يطعن في المملكة العربية السعودية، ويمتدح جمهورية إيران الإسلامية قد يقول البعض هذا رأيه، ولكني أقول له نعم، ولكن هل تعتقد بأن الآخرين سينتظرون هذه العقلية التي تخرج لنا من الماضي السحيق أن تلتهم الحاضر والمستقبل؟
ما حدث ولا يزال يحدث مرعب بالنسبة لي، وأول من سيتم مصادرة حقهم وحريتهم الذين ناضلوا من أجلها من الشعب السوري ورسائل التطمين ما هي إلا رسائل تخدير، ومن يريد التأكد من ذلك ما عليه إلا معرفة من هو وزير حقوق الإنسان.
يقول المثل العربي الشهير: “المستجير بعَمرٍو عند كُربته كالمستجير من الرمضاء بالنار”
نسخ الرابط تم نسخ الرابط