
أقدم الجندي الأمريكي آرون بوشنل على إحراق نفسه بملابسه العسكرية أمام سفارة دولة الاحتلال في واشنطن، وذالك يوم الأحد 25 فبراير 2024، مما أثار ردود أفعال واسعة على الصعيدين السياسي والإعلامي.
وُلِدَ بوشنل في سان أنطونيو، تكساس، وكان جزءًا من الجناح السبعين للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. تأثر الجندي بشدة بحراك الطلبة في الجامعات ومتابعته لصفحات مثل “طلاب من أجل العدالة في فلسطين”، مما دفعه إلى اتخاذ قرار جريء برفض مشاركته في ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” التي تدعمها الولايات المتحدة لصالح جيش الاحتلال. وفي تصريح دراماتيكي، قال بوشنل: “أنا على وشك المشاركة في عمل احتجاجي متطرف”، معبرًا عن استيائه من الدور الذي تلعبه بلاده في تأجيج الصراع ضد المدنيين في غزة.
توجه بوشنل إلى السفارة الإسرائيلية قبيل الظهر، وبدأ بثًا مباشرًا على منصة “تويتش”. في اللحظات الأخيرة، ارتدي قبّعته العسكرية وسكب سائلاً شفافًا على جسده قبل أن يشعل النار بنفسه، وهو يردد “فلسطين حرة” حتى آخر رمق. رغم محاولات التعتيم الإعلامي في الولايات المتحدة، انتشرت لقطة الحادث بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى توجيه اتهامات لبوشنل بوجود اضطرابات نفسية ومشاريع لتشويه صورته.
هذا الحدث أحدث ردود فعل من نشطاء سياسيين، بما في ذلك السيناتور بيرني ساندرز، الذي عبر عن تأثره العميق بالحادث، مشيرًا إلى اليأس الذي يشعر به الكثيرون حيال الكارثة الإنسانية في غزة. من جهة أخرى، عبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن أن بوشنل سيبقى رمزًا للتضامن الإنساني مع القضية الفلسطينية، متهمةً إدارة الرئيس الأمريكي حالياً بتحمل مسؤولية وفاته.
تأتي هذه الواقعة بينما تتصاعد المناقشات حول الدور الأمريكي في النزاعات الإقليمية، تاركةً تساؤلات عميقة بشأن الثمن البشري لهذه السياسات وآثارها على الأبرياء في غزة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط